تحتل السويد التي تضم مجموعة كبيرة من النشطاء في مجال التحميل الالكتروني المجاني مرتبة، ريادية في سوق الموسيقى، مع مبيعات تدفعها عمليات الاستماع إلى الموسيقى على الانترنت التي توفرها مجموعة من التطبيقات، أبرزها «سبوتيفاي». فقد ولى زمن الأقراص المدمجة في السويد، وقد تواجه هذا المصير أيضاً الجهات الكبيرة الفاعلة في القطاع، مثل متجر «آي تيونز» من «آبل»، فالمتجر الأميركي لا يرتقي إلى مصاف التطبيقين السويديي الأصل اللذين ذاع صيتهما في العالم أجمع، وهما «ذي بايرت باي» لتحميل الموسيقى بشكل غير قانوني و»سبوتيفاي» للموسيقى المحملة قانونياً. وفي العام 2012 سُجل أفضل مبيعات للقطع الموسيقية في السويد منذ العام 2005، وقد شكلت عائدات البث التدفقي نصف قيمة المبيعات، وذلك للمرة الأولى في تاريخ القطاع. وهذا الاتجاه سائد أيضاً في النروج المجاورة التي تحقق نتائج إيجابية في هذا المجال. وقد شهد البلدان «نمواً ملحوظاً» خلال السنوات الأخيرة، وفق لودفيغ فيرنر رئيس القسم السويدي في الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية. وفي بلدان أوروبية أخرى، مثل ألمانيا، أكبر بلدان الاتحاد الأوروبي من حيث التعداد السكاني، لا تزال العائدات الموسيقية ترتكز على الأسطوانات، وفق فيرنر، الذي أضاف أن العصر الذهبي لقطاع الموسيقى الذي شهد ذروة المبيعات في بداية الألفية الثالثة، قد لا يعود يوماً، فالمبيعات انخفضت بنسبة 40 في المئة عمّا كانت عليه قبل 10 سنوات. غير أن البلد الذي انطلقت منه فرقة «آبا» انتهج نهجاً من شأنه أن يشكل مصدر وحي للغير، ففي العام 2009، وجهت السلطات السويدية ضربة قاسية لقراصنة المعلوماتية مع سَنّ قانون يجيز لأصحاب حقوق التأليف طلب المعطيات الخاصة بالقراصنة من مزودي الانترنت. ويتمتع تطبيق «سبوتيفاي» الذي أطلق في العام 2008 بقاعدة واسعة من الزبائن المحليين. وقالت الناطقة باسم المجموعة مارين الغريشي إن السويد والنروج تسجلان «نسبة مرتفعة من خدمات الاستماع إلى الموسيقى عبر الإنترنت». وأفادت المجموعة بأن مشتركها الذي يدفع 120 يورو (156 دولاراً) في السنة رسم اشتراك ينفق على قطاع الموسيقى أكثر بمرتين من مستخدم الإنترنت الذي يفضل تحميل الأغاني على جهازه. ولم يلق تطبيق «سبوتيفاي» استحسان بعض الفنانين الذين اتهموه باستغلال السوق من دون أن يدفع لهم رسوماً كافية. وقد ردت الناطقة باسم المجموعة على هذه الاتهامات قائلة إن الشركة ضاعفت في غضون سنة المبالغ المدفوعة للشركات الموسيقية. وكتب بير سندن مدير الفرع السويدي لشركة «يونيفرسل ميوزيك» في تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لصناعة التسجيلات الصوتية، أن القطاع يأمل في الحد من اعتماده على الأسطوانات الموسيقية التي تقدم خلال موسم الأعياد، مضيفاً: «يمكننا أن نطلق الألبومات في السوق خلال فترات مختلفة، فنزيد حظوظ نجاح الفنانين». ويعتبر النشطاء في مجال التشارك المجاني للبيانات أن هذا النموذج الجديد هو الأكثر ملاءمة لمتطلبات العصر لأنه يتيح الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة بدلاً من مكافحتها.