خيم امس توتر شديد على القدس اثر مقتل الاسرائيليين الثلاثاء في هجوم استهدف كنيسا ونفذه فلسطينيان اردتهما الشرطة لاحقا، في عملية هي الاكثر دموية في المدينة المقدسة منذ سنوات وأثارت مخاوف من تحول النزاع بين الفلسطينيين وإسرائيل الى صراع طائفي, واندلعت اشتباكات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر مخيم شعفاط وحاجز قرية عناتا شمال شرق القدسالمحتلة، فيما أقر مجلس النواب الاسباني بغالبية ساحقة الثلاثاء مذكرة غير ملزمة تدعو الحكومة للاعتراف بدولة فلسطين. ودفعت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس بأعداد كبيرة من القوات الأمنية إلى القدسالشرقية لتصبح أشبه بثكنة عسكرية عقب هجوم الكنيس, واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي ستة شبان مقدسيين خلال اقتحامها أحياء وقرى في مدينة القدسالمحتلة، فيما واصل المستوطنون اقتحامهم للمسجد الأقصى وسط حراسة شرطية مشددة. وواصل عشرات المستوطنون امس اقتحامهم للمسجد الأقصى المبارك بحراسة شرطية مشددة، وتجولوا في أنحاء متفرقة من باحاته. ونشرت السلطات الإسرائيلية عناصر الشرطة والقوات الأمنية على مداخل البلدات والأحياء العربية والقرى القريبة منها، وباشرت بتمشيط المنطقة وشن حملة اعتقالات باستخدام وحدات من المستعربين, ما يؤشر الى أن الأمور تتجه إلى التصعيد. واستدعت الحكومة الإسرائيلية وحدتين من احتياط سلاح حرس الحدود، ما ينذر بتصعيد من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي. وخيمت أجواء من التوتر على مدينة القدسالمحتلة عقب رفض السلطات الإسرائيلية تسليم جثماني الشهيدين غسان وعدي أبو جمل منفذي العملية. هدم واشتباكات وفي السياق, فجرت سلطات الاحتلال صباح امس منزل الشهيد عبد الرحمن الشلودي، في حي البستان، ببلدة سلوان، جنوب المسجد الأقصى المبارك، بقرار من «قائد الحكم العسكري»، وبإيعاز من رئيس وزراء حكومة الاحتلال ووزير الأمن الداخلي. وقام العشرات من أفراد قوات الاحتلال برفقة خبراء متفجرات، وبمساندة مروحية، باقتحام حي البستان, وبعد محاصرة منزل الشهيد الشلودي داهمت البناية المكونة من 5 طوابق، وأجبرت السكان على الخروج منها خلال دقائق ولم تسمح لهم بأخذ مقتنياتهم, كما أخلت 3 منازل مجاورة للبناية، ثم شرعت بزرع المتفجرات «الديناميت»، وفجرت المنزل. وخلال عملية التفجير حولت سلطات الاحتلال سلوان لثكنة عسكرية، ومنعت المواطنين التحرك في الشوارع القريبة من حي البستان. وأصيب عشرات الطلبة والشبان الفلسطينيين امس بجراج وحالات اختناق خلال مواجهات عنيفة اندلعت مع قوات الاحتلال الإسرائيلي على معبر مخيم شعفاط وحاجز قرية عناتا شمال شرق القدسالمحتلة. وبرفقة وزير الأمن الداخلي «يتسحاق أهرونوفيتش» حاولت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي اقتحام مخيم شعفاط، إلا أن شبان المخيم ردوا عليهم بإلقاء الحجارة، ما دفعهم للتراجع إلى مدخل المخيم. واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان وقوات الاحتلال على معبر المخيم، فيما قامت سيارة تابعة للشرطة بعملية تصوير للمنطقة. وأطلقت قوات الاحتلال القنابل الغازية والرصاص المطاطي باتجاه المتظاهرين وفي داخل مدرسة الرازي بالمخيم، ما أدى لإصابة نحو 35 طالبًا تتراوح أعمارهم ما بين 7-12 سنة بحالات اختناق. كما اندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الاحتلال على حاجز عناتا، أطلقت خلالها وابلًا كثيفًا من القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي باتجاه الشبان. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن مستوطنا إسرائيليا أطلق صباح الاربعاء نارا بالقرب من حاجز حزما شمال القدس، بحجة تعرض سيارته للرشق بالحجارة لدى توقفها في مقطع الطريق بين مفرق ادام والحاجز. واندلعت مواجهات صباح الأربعاء بين عدد من طلبة المدارس وجنود الاحتلال الإسرائيلي قرب مفترق طارق بن زياد في المنطقة الجنوبية لمدينة الخليل جنوبالضفة الغربيةالمحتلة. وفي قطاع غزة أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي صباح امس، نيران رشاشاتها تجاه المزارعين الفلسطينيين شرق محافظة خانيونس، في وقت استهدفت فيه الزوارق الحربية قوارب الصيادين في بحر رفح جنوب قطاع غزة. وقالت مصادر امنية فلسطينية إن جنود الاحتلال المتمركزين في محيط موقع «أبو ريدة» العسكري أطلقوا النار باتجاه منازل المواطنين ببلدة خزاعة شرق خانيونس والمزارعين وأراضيهم وما تبقى من منازل غير مدمرة في تلك المنطقة. كما أطلقت الزوارق الحربية الإسرائيلية النار صوب مراكب الصيادين في بحر رفح جنوب القطاع، من دون وقوع إصابات. فتاوى يهودية وأصدرت مجموعة من الحاخامات اليهود فتاوى متطرفة عنصرية ضد الفلسطينيين أبرزها «تحريم قيادة الفلسطينيين للمركبات». وأصدر أحدث هذه الفتاوى الحاخام «لإلياكيم لفنون» المسؤول عن مستوطنات الضفة الغربية ورئيس المدرسة الدينية في مستوطنة «ألون موريه» الذي حرم قيادة وسائل النقل على الفلسطينيين خارج مدنهم وتزويدهم بالوقود. ويعلل «لفنون» فتواه بالزعم «أن هذه هي الطريق من أجل منع الفلسطينيين من القيام بعمليات ضد المستوطنين والاحتلال وإلحاق الهزيمة بالإرهاب». ويقول: كل وسيلة نقل فلسطينية «مؤسسة إرهابية»، وكل محطة تزود العرب بالوقود «محطة لتوزيع السلاح والذخائر لهم». ويشير الحاخام في الفتوى الجديدة التي صدرت قبيل عملية الكنيس في القدسالمحتلة أمس إلى أنه لا يمكن التسليم بالتدهور الأمني نتيجة «موجات الإرهاب» التي شهدتها الأيام الأخيرة. اقتحامات الأقصى هي السبب من جهتها, قالت وزيرة الخارجية السابقة في بريطانيا، البارونة سعيدة وارسي، إن اقتحام اليهود المتطرفين للمسجد الأقصى وتخويف المصلين، هو السبب الأساسي وراء حادث «المعبد» الثلاثاء. وكتبت «وارسي» فى تغريدة لها عبر موقع التواصل الاجتماعى «تويتر»، إن المتطرفين «الصهاينة» اقتحموا المسجد الأقصى وأرهبوا المصلين، فاقتحم الفلسطينيون المعبد وقتلوا أربعة مصلين. يذكر أن وارسي كانت قد استقالت من الحكومة البريطانية في شهر أغسطس الماضي، معترضة على تعامل رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مع الأزمة فى غزة. الأردن يدين وفي عمان, أكدت الحكومة الاردنية امس إدانتها لكل اعمال العنف التي تستهدف المدنيين في مدينة القدس «أيا كان مصدرها»، ودعت الى «ضبط النفس والتهدئة». وقال محمد المومني وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام وزير الخارجية بالوكالة ان «الحكومة تتابع تداعيات الأوضاع الخطيرة في القدس وانها تدعو الى ضبط النفس والتهدئة». وأوضح المومني وهو ايضا المتحدث الرسمي باسم الحكومة الاردنية «موقف الأردن الثابت في ادانة استهداف جميع المدنيين، واستنكار كل أعمال العنف والارهاب التي تستهدف المدنيين ايا كانت مصادرها ومنطلقاتها». ودعا المومني المجتمع الدولي الى «العمل على نزع كل مبررات العنف والارهاب في منطقة الشرق الأوسط وتهيئة الظروف الملائمة وأجواء التهدئة لاحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي استنادا إلى حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية، وصولا إلى حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية». بابا الفاتيكان ينتقد وانتقد البابا فرنسيس امس الهجوم على كنيس في القدس، معتبرا انه حلقة «غير مقبولة» من العنف. وأكد البابا في ساحة القديس بطرس في ختام اللقاء الاسبوعي العام «أتابع باهتمام شديد الازدياد المثير للقلق للتوتر في القدس وفي مناطق اخرى بالاراضي المقدسة، والذي يترافق مع حلقات غير مقبولة من العنف الذي لا يوفر حتى اماكن العبادة». البرلمان الاسباني في سياق آخر, أقر مجلس النواب الاسباني بغالبية ساحقة الثلاثاء مذكرة غير ملزمة تدعو الحكومة للاعتراف بدولة فلسطين. وتنص المذكرة التي قدمتها المعارضة الاشتراكية وخضعت لمفاوضات بين مختلف الاحزاب على ان الاعتراف «يجب ان يكون نتيجة مفاوضات بين الاطراف»، وتدعو الحكومة الى القيام بعمل «بالتنسيق» مع الاتحاد الاوروبي. وأقرت المذكرة بشبه إجماع اذ صوت لمصلحتها 319 نائبا وعارضها اثنان فقط وامتنع واحد عن التصويت. وهذه المذكرة ليست اول نص يقره البرلمان الاسباني بخصوص دولة فلسطين، وبموجبها يطلب مجلس النواب من الحكومة «الاعتراف بفلسطين كدولة وكيان في نظر القانون الدولي»، مؤكدا في الوقت نفسه ان «الحل الوحيد لتسوية النزاع (الاسرائيلي-الفلسطيني) هو التعايش بين دولتين، اسرائيل وفلسطين». وبحسب المذكرة فان الاعتراف بدولة فلسطين يجب ان يكون «نتيجة عملية تفاوض بين الاطراف تضمن السلام والامن للطرفين واحترام حقوق المواطنين والاستقرار الاقليمي». وتطلب المذكرة من الحكومة الاسبانية العمل «بطريقة منسقة» مع الاتحاد الاوروبي من اجل «تعميم هذا الاعتراف داخل الاتحاد الاوروبي في اطار حل نهائي وشامل (...) يرتكز الى قيام دولتين». كما تدعو المذكرة الحكومة الى «التحرك في هذا الاتجاه عبر السعي الى عمل منسق مع المجتمع الدولي وبخاصة مع الاتحاد الاوروبي وعبر الاخذ في الحسبان بشكل تام المخاوف المشروعة لدولة اسرائيل ومصالحها وتطلعاتها». كذلك تطالب المذكرة الحكومة باستخدام المقعد غير الدائم الذي تشغله اسبانيا حاليا في مجلس الامن الدولي للعمل على التوصل لحل عادل ودائم للنزاع في الشرق الاوسط. من جهتها, رحبت الخارجية الفلسطينية امس الأربعاء بإقرار البرلمان الأسباني مساء أمس بالأغلبية لمذكرة تدعو الحكومة الإسبانية للاعتراف بدولة فلسطين. وعبر وزير الخارجية رياض المالكي عن شكر وتقدير القيادة الفلسطينية لمملكة أسبانيا وأحزابها السياسية، خاصة التي عملت على إقرار هذه المذكرة الهامة والتاريخية، معتبرا «أن هذا الاعتراف يشكل موقفا تاريخيا متقدما تسجله المملكة الأسبانية الصديقة في مسيرة علاقات الصداقة الثنائية مع الشعب الفلسطيني، وانسجاما مع مبادئها وقيمها وأخلاقها السامية الملتزمة بالقانون الدولي والإنساني وقرارات الشرعية الدولية». وأوضحت الوزارة في بيان أن هذا الاعتراف يأتي نتيجة للحراك السياسي والدبلوماسي والشعبي التي تقوم به الوزارة من خلال سفارات دولة فلسطين في الخارج لإنجاز اعترافات متتالية بالحق الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة. من جهتها, علقت صحيفة «الباييس» الإسبانية في عددها امس على الهجوم الإرهابي الأخير الذي تم شنه على معبد يهودي في القدس. وأوضحت الصحيفة أنه لا يوجد أي مبرر لهذا الهجوم الوحشي، ولكنها أكدت في الوقت ذاته أنه يجب ألا تتسبب أعمال العنف من قبل المتطرفين في إدانة الشعب الفلسطيني بأكمله. وأضافت الصحيفة إن عملية الاعتداء هذه أبرزت ضرورة دعم عملية السلام في منطقة الشرق الأوسط، التي وصلت الآن إلى طريق مسدود. وأشارت الصحيفة الإسبانية إلى أن الكثير من الدول الأوروبية قررت بالفعل الاعتراف بفلسطين كدولة. وتابعت «الباييس» إن أوروبا تتمتع بمكانة متميزة؛ لأن الاتحاد الأوروبي يمثل الشريك التجاري الأهم لإسرائيل وكذلك الممول الأكبر للحكومة الفلسطينية. وأكدت الصحيفة أنه لا بد ألا يتم تفسير الاعتراف بدولة فلسطين على أنه خطوة ضد طرف آخر، ولكن لابد من النظر إليه على أنه إسهام في عملية السلام الضرورية بالنسبة للمنطقة بأكملها.