بعد أربعة أيام من تكشف الأخبار الهامة، ذكرت التقارير أن شركة هاليبيرتون النفطية تجري محادثات لشراء بيكر هيوز، الشركة الزميلة المتخصصة في خدمات النفط، ويبدو أنه تم التوصل إلى صفقة وأن هاليبيرتون ستدفع مبلغ 34 مليار دولار للاستحواذ على منافستها. من ناحية العائدات، يمكن أن تصبح الشركة المجمعة الجديدة أكبر شركة في العالم في عمليات الحفر عن النفط، وستتخطى بذلك عملاق الحفر في تكساس، شلومبيرجر. القول إن صفقة هاليبيرتون تشكلت بسرعة لا يصف الأمور على الوجه الصحيح، فالصفقات بهذا الحجم تأخذ عادة عدة أشهر لكي تتم. وحسب معلومات أوردتها وكالة بلومبيرج الإخبارية، بدأت هاليبيرتون محادثاتها للاتصال مع بيكر هيوز قبل عدة أسابيع، وأصبحت الاشياء غير مؤكدة في عطلة نهاية الاسبوع. ومع بطء تقدم المحادثات، بدا أن هاليبيرتون بدأت تشعر بالقلق وتفكر بالاستيلاء عليها من خلال عرض استحواذ عدائي، وقد ذكرت تقارير أن هاليبيرتون هددت بإقصاء كل مجلس إدارة شركة بيكر هيوز. إذاً لماذا العجلة في ذلك؟ الجواب، هو أن انخفاض أسعار النفط هو ما أخاف كلا الشركتين، ومع انخفاض أسعار النفط بنسبة 30 في المائة منذ شهر حزيران (يونيو) الماضي توجد مخاوف حقيقية من أن يصبح النفط رخيصاً لدرجة تجعل من حفر كثير من الشركات عن النفط غير مربح لها. هذا يعني نشر عدد أقل من حفارات النفط ومالاً أقل لهاليبيرتون وبيكر هيوز، وكلاهما تؤجران حفارات لمستأجرين وتستوفي منهم مبالغ كبيرة لقاء خبراتهم في التكسير الهيدروليكي، إضافة لتقديمهم خدمات أخرى. يوجد حالياً عدد قياسي من حفارات النفط العاملة في الولاياتالمتحدة، وهو أكبر من عدد حفارات النفط العاملة في العالم مجتمعة. ومن المشكوك فيه أن يتحمل هذا العدد الانخفاض الحاد في أسعار النفط. تحصل هاليبيرتون على حوالي نصف عائداتها من أمريكا الشمالية، وبالرغم من نشرها بيانات عن خسارة مفاجئة في الربع الثالث من السنة بعد أن حققت نجاحاً سابقا أكثر مما كان متوقعاً في أمريكا الشمالية، من الصعب مشاهدة الاستمرار في النمو في وجه حقيقة أسعار تبلغ 75 دولاراً للبرميل الواحد؛ ولذلك تحتاج هاليبيرتون إلى شريك يشاركها عملياتها. الاندماج مع بيكر هيوز هو شيء معقول جداً. سيعمل هذا على حماية الشركتين من الانسحاب من عمليات الحفر وعلى إمكانية السماح لهما بالحفاظ على أسعار أعلى مما ستكون عليه في حال اضطرت كل منهما إلى التنافس على طلب متراجع على عملياتهما. لكن ماذا عن الصفقة نفسها؟ هل دفعت هاليبيرتون مبلغاً أعلى مما يجب في سعر بيكر هيوز؟ تشير العلامات المبكرة إلى أنها بالفعل دفعت سعرا أعلى مما يجب، وبفارق كبير فوق الحد. منذ يوليو الماضي تراجعت أسهم بيكر هيوز بحوالي الثلث تقريبا، من 75 دولارا إلى 50 دولارا في الأسبوع الماضي. كجزء من الصفقة، فإن الشخص الذي يمتلك سهما في بيكر هيوز سيحصل على 1.12 سهما من أسهم هاليبيرتون بالإضافة إلى مبلغ نقدي مقداره 19 دولارا، وهذا يعني أن قيمة سهم بيكر هيوز هي عند مستوى 78.62 دولار، وهو ما يعني أيضا أن هاليبيرتون دفعت علاوة مقدارها 31 في المائة فوق سعر الإقفال في 14 نوفمبر، وأعلى بأربعة دولارات من أعلى سعر للسهم على الإطلاق. على ما يبدو فإن السوق تستطيع أن تشتَمَّ إحساس الاستماتة لدى هاليبيرتون، فقد هبط سعر سهمها بالأصل بنسبة 25 في المائة منذ يوليو. بحلول منتصف صباح 17 نوفمبر، هبطت الأسهم بنسبة 9 في المائة تقريبا، لتصل إلى 51 دولارا. من جانب آخر، كان سعر سهم بيكر هيوز يحلق في الأعالي، حيث ارتفع السعر بمقدار 17 دولارا، ليصل إلى 67 دولارا للسهم.