توصلت دار أمازون كوم ومجموعة هاشيت للكتب إلى حل لخلافهما حول بيع الكتب المطبوعة والرقمية، من خلال اتفاقية لعدة سنوات في الولاياتالمتحدة، وهو ما يضع حدا لمأزق الجمود الذي أدى إلى قطع إمدادات وعروض عدد من دور النشر والمؤلفين. سوف تضع هاشيت الأسعار الاستهلاكية لكتبها الإلكترونية، وتستفيد من «أحكام أفضل» حين تعطي أسعارا أدنى للقراء، وفقا لبيان صادر عن الشركتين قبل يومين. كذلك سوف تقوم أمازون، ومقرها في مدينة سياتل في ولاية واشنطن، بعرض كتب هاشيت في صورة بارزة ضمن عروض الترويج. وسوف يبدأ مفعول الاتفاقية في وقت مبكر من السنة القادمة. يشار إلى أن أمازون، أكثر شركة للتجزئة على الإنترنت في العالم، صدت بابها في وجه الطلبات المسبقة على عدد من كتب هاشيت في وقت مبكر من هذا العام، في الوقت الذي دار نقاش وخلاف بين الشركتين على أسعار الكتب. وقد كانت أمازون ترغب في الحصول على حسميات، وجادلت بأن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز المبيعات وتؤدي إلى إيرادات إجمالية أعلى مما لو كانت الحال خلافاً لذلك. لكن هاشيت، ومقرها في نيويورك، قاومت هذه الخطوة، واكتسبت تأييد كثير من المؤلفين الذين يتعاملون معها، والذين قالوا إن الخلاف بين الشركتين يؤدي إلى خسارة دخلهم من الكتب. قال مايكل بيتش، الرئيس التنفيذي مجموعة هاشيت للكتب، في بيان «هذه الاتفاقية الجديدة سوف تكون مفيدة للمؤلفين الذين يتعاملون مع هاشيت لسنوات طويلة قادمة». من المعروف أن أمازون تهيمن على مبيعات الكتب الإلكترونية، حيث إنها تستولى على 60 في المائة من السوف، وفقاً لشركة فورستر للأبحاث. كذلك ساعدت الشركة في الترويج للكتب الإلكترونية من خلال إدخال جهازها Kindle كندل، قارئ الكتب الإلكتروني، في عام 2007. يشتمل الاتفاق مع هاشيت على «حوافز مالية محددة لصالح هاشيت من أجل إعطاء أسعار أدنى»، وفقاً لما قاله ديفيد النجار، نائب رئيس أمازون لأجهزة كيندل، كما جاء في البيان. المؤلفون والناشرون هذا الخلاف، الذي أصبح علنيا في (مايو)، أحدث الاضطراب وعمل على تعطيل إمدادات الكتب التي كان عليها طلب من القراء، بما في ذلك الرواية الجديدة «دودة القز»، من تأليف الكاتبة جيه كيه رولينج، مؤلفة سلسلة كتب هاري بوتر، لكنها نشرت الرواية الجديدة تحت الاسم المستعار «روبرت جالبريث». كذلك خاطبت أمازن المؤلفين مباشرة، في رسالة إليهم في يوليو، حيث انها عرضت عليهم جميع المبالغ المتحصلة من مبيعات أي كتاب رقمي. قالت سارة خان، وهي محللة لدى شركة آي بي آي إس ويرلد: «هذا إلى حد ما أظهر وجود ضعف لدى أمازون. وهي أظهرت بالتأكيد أن دور النشر الكبيرة تستطيع أن تحقق آثاراً معينة، حتى وإن كانت دور النشر الأصغر لم تدخل في المعركة علنا مع أمازون». وقالت روكسانا روبنسون، رئيسة رابطة المؤلفين، وهي منظمة مهنية للكُتاب، إن اتفاق حل الخلاف بين الشركتين يعتبر بشرى سارة لمؤلفي هاشيت قبيل موسم التسوق القادم خلال عطلات عيد الميلاد ورأس السنة، الذي يكون في العادة نشطا في المبيعات. قال دوجلاس بريستون، وهو أحد المؤلفين الذين يتعاملون مع هاشيت ورئيس «اتحاد المؤلفين»، الذي انتقد بصورة علنية تكتيكات أمازون: «أشعر بالاتياح الآن بعد أن توصلت أمازون وهاشيت لحل الخلاف بينهما. كل ما أرجوه هو أنه إذا نشأ خلاف في المستقبل بين أمازون ودور النشر، ألا تسعى أمازون أبداً إلى الاستفادة من موقعها واستغلال قوتها من خلال إيقاف مبيعات الكتب وإيذاء المؤلفين». صفقات الكتب تأتي اتفاقية أمازون مع هاشيت في أعقاب اتفاقية صالحة لعدة سنوات بين شركة التجزئة ودار النشر سايمون أند شاستر، التي تم الإعلان عنها في الشهر الماضي. وقالت كارولين رايدي، الرئيسة التنفيذية لشركة سايمون أند شاستر، إن الصفقة «تحافظ على حصة المؤلف من الدخل المتولد من مبيعات الكتب الإلكترونية». وقد حصلت سايمون أند شاستر على السيطرة على تسعير الكتب الرقمية، وتقدم أيضاً «المرونة من أجل إعطاء أسعار رائعة للقراء». قال جيمس ماكويفي، وهو محلل لدى فورستر للأبحاث، إن صفقة سايمون أند شاستر تضع الضغط على هاشيت من أجل التفاوض، على اعتبار أن الشركة لم يعد بمقدورها توحيد جميع دور النشر ضد أمازون. وقال ماكويفي: «لا أدري لماذا تركوا الأمور تصل إلى هذا الحد. إذا كانت هذه الأحكام صالحة للعمل الآن، فمن المفترض أنها كانت صالحة للعمل قبل 4 أشهر أيضا».