أبدى منصور مفتاح لاعب المنتخب القطري وهدافه الاسبق امتعاضه من حديث البعض عن إلغاء دورات كأس الخليج مؤكداً أن العنابي لم يستفد من التجنيس بتاتاً، كما تحدث عن تدهور بعض الأندية القطرية وعن تراجع ناديه الريان، كما صنف البحرين ضمن الدول التي تحتاج إلى تطوير منشآتها وقال خلال حديثه للميدان عن تفاصيل دخوله إلى نادي الريان رغم أنه محب للنادي العربي، وقال إنه حقق لقب هداف الدوري القطري برصيد 28 هدفاً وكان متحمساً لأن يصبح الهداف التاريخي لدورات كأس الخليج، وتحدث مفتاح عن الكثير من الأمور التي تهم الشارع الرياضي ومنها التجنيس في صفوف المنتخب القطري ومقارنة اللاعبين القدماء باللاعبين الحاليين. حدثنا عن بدايات منصور مفتاح ومن اكتشف موهبتك؟ كنت أدرس في مدرسة الريان الجديد وكنت أفضل لاعب فيها ذات يوم وعندما كان فريق نادي الريان يتدرب بجانب منزلنا ذهبت ودخلت دون أن يسمح لي أحد بالدخول فقلت لهم أريد اللعب حافي القادمين وسمحوا لي وسجلت هدفين وكان مدربهم آنذاك سوداني الجنسية يدعى (السر) فأمسكني وأخبرهم أنني مستقبل الريان القادم ولا أنسى تلك الكلمات.. وأكمل حديثه بالقول: نحن نريدك تعالى وتدرب معنا، فرفضت وغبت عشرة أيام فقاموا بالبحث عني ليجدوني ألعب في (الفريج) وقاموا بإعطائي حذاء وملابس رياضية ولعبت معهم بالنادي ولم أسجل أي هدف لأنني كنت أحب العربي ولا أحب الريان وعائلتي كلها عرباوية، بعدها تدربت معهم وأحرزت الأهداف وانبهر المدرب، وحينها طلبوا مني التوقيع للانضمام فرفضت لأني أحب العربي وبعدها أتاني زوج أختي الذي تكفل بتربيتي وقال لي: من تريد الريان أو العربي فقلت له: دعني أفكر وخرجت للعب، وكان أخي يسعى لإقناعي بالتوقيع في كشوفات العربي ولكن زوج أختي سبقه وخرج من المنزل قبل وصوله وقال لي وقع على هذه الورقة سيعطوننا نقوداً ولم يقل لي إنها ورقة النادي فوقعت عليها ثم قالي لي: أنت الآن لاعب بنادي الريان، وكنت حينها أبلغ من العمر 12 سنة وبعدها جاء أخي وأرغمني على التوقيع على ورقة النادي العربي، ولم أستطع بعدها اللعب لأنني وقعت لناديين فقاموا بأخذ أوراقي إلى الاتحاد وبعد أربعة أيام تم استدعائي وقالوا لي هذا أخوك وهذا قريبك ولأي نادٍ تريد اللعب الريان أو العربي، فكنت أنظر الى قريبي وأراه صامتاً أما أخي فكان (يخزني) فقلت أريد الريان نكاية بأخي بسبب نظراته التي أخافتني وعدت للبيت وضربني أخي ضرباً مبرحاً وقام بعدها بمراضاتي بشراء بعض الحلويات من إحدى المحلات القريبة من منزلنا، وفي اليوم التالي كانت هناك مباراة لنادي الريان فذهبوا للاتحاد وللشيخ أحمد بن علي والذي يتبوأ ابنه الشيخ ناصر الرئاسة الفخرية لنادي الريان حالياً، وذلك لإنهاء اجراءاتي بسرعة وشطبي من النادي العربي ولعبت ضد نادي السد وفزنا 3/1، وسجلت هدفين وارتفعت أسهمي ثم لعبنا ضد الوكرة وفزنا بخمسة أهداف وبعدها مع العربي وكنت أبكي لأنني ألعب ضد نادي المفضل العربي وفزنا 3/1 وكان أخي يشاهد المباراة (يقولها وهو يضحك) وهو ينظر لي نظرات عتاب. وبعدها لعبت مع الفريق الأول وحصلت على لقب الهداف وتفوقت على اللاعبين الكبار أمثال سلمان الماس وسيف الحجري وماجد الصايغ وحسن مطر وكانوا هدافين وسجلت 12 هدفاً، فتم اختياري لدورة الخليج وفزنا بالمركز الثالث وكل ذلك بسبب وقوف الجميع بجانبي وأهلي طبعاً لأنهم يحبون الكرة وقد حولتهم من عرباويين إلى ريانيين، وولدي الآن أفضل لاعب في الفئات العمرية فهو منصور الصغير ومهاراته أفضل مني وسجل هدفاً من منتصف الملعب يشبه أحد اهدافي في مرمى السعودية. ماهي التغيرات التي قلت انها أثرت على دورات كأس الخليج؟ دورة الخليج مهمة جداً، فهي التي أظهرت اللاعبين المتميزين ومن الصعوبة أن نغيّر فيها بشكل لا يرضي المشاهد أو الجمهور، بداية طالب البعض بإلغائها ثم قالوا إنها غير معترف بها في الاتحاد الدولي (الفيفا) وفي المستقبل قد تحصل على الاعتراف لأنها مهمة للفئات العمرية القادمة. ماذا كنت تقصد بقولك إن دورات كأس الخليج في طريقها إلى الزوال ولماذا؟ للأسف تدخلت بعض الشخصيات الكبيرة غير العقلانية التي تشجع عدم استمرارية دورات الخليج وتطالب بإلغائها، فكل هذه الأجيال لم تخرج إلا من دورات الخليج، وبعد ذلك يهاجمها البعض ويطالب بإلغائها وهذا طبعاً ليس في صالح الكرة الخليجية. وماهو الفرق بين دورات الخليج سابقاً وحالياً؟ عندما يحين موعد بطولات الخليج سابقاً كان اللاعب لا يتناول الغداء في منزله بل في الملعب، في السبعينات والثمانينات كانت بالنسبة لنا نحن اللاعبين كالحلم لنمثل المنتخب أو الوصول إليه، أما الآن فباستطاعتهم تمثيل المنتخب بسهولة فالباب للأسف مفتوح، الوضع ليس كما كان سابقاً حيث كان لدينا الإصرار والقوة للاجتهاد والعمل لنكون ضمن التشكيلة، كانت دورة الخليج كالبيت المقفول الذي نحاول الدخول إليه. سيرتك الذاتية زاخرة بالألقاب الشخصية، فلماذا اختفت تلك الانجازات ولم نشاهد هدافين بارعين في منتخب قطر رغم تطور اللعب ووفرة صانعي الألعاب وزيادة الإمكانات؟ هناك نقطة مهمة، أعتقد أن الناس لم تتطرق لها، لسنا الوحيدين في قطر نفتقد الهدافين، حتى في البحرين لم يخرج هداف منذ فترة طويلة بعد فؤاد بوشقر وفي السعودية لم يخرج مهاجم مثل ماجد عبدالله وفي الكويت مثل جاسم يعقوب وفي الإمارات لم يخرج لاعب مثل عدنان الطلياني، هؤلاء يسمونهم هدافين بالفطرة، أما الآن ترى 100 لاعب يمارسون كرة القدم، لكن المتميزين لا يزيدون عن خمسة أو ستة، وأقول إنه لا يوجد خليفة للاعب معين بل يوجد بديل. سجلت 179 هدفاً في الدوري القطري كأفضل هداف في تاريخ دوري قطر فماذا يعني لك ذلك؟ يعني لي الكثير، أن أكون متربعاً من العام 1975 إلى الآن ولا يوجد من يحطم رقمي، أنا فخور جداً والحمدالله، أنا في قطر محظوظ لأن كل الأندية والشخصيات تحب منصور مفتاح، ولأني حافظت على هذه النعمة وأشكر ربي، فأنتِ جئتي من البحرين لمقابلتي وهذا مصدر فخر واعتزاز، حب الناس أغلى من كل شئ بعد الله. سجلت 22 هدفاً في مو سم 1986 وحطّمَ الرقم هداف منتخب الأرجنتين غابريبل باتيستوتا، فماذا يعني صمود رقمك وتحطمه على يد هداف عالمي؟ قلتها سابقاً لي الفخر أن لاعباً مثل الهداف العالمي غابريل باتيستوتا حطّم رقمي، وأريد أن أوضح معلومة أن باتيستوتا لعب الدوري من ثلاثة أقسام وأنا لعبت قسمين متأخراً عنه ب 9 مباريات ولو لعبت ثلاثة أقسام لا أعتقد انه سيصل إلى رقمي مع احترامي له، وهذا طبيعي أن يكون معدّل أهدافه أعلى مني نسبياً ولكني ما زلت محافظاً على رقمي التهديفي بين اللاعبين القطريين. قلت ان القطريين تجاهلوك.. فماذا كنت تقصد بذلك؟ بالنسبة لحفل اعتزالي فقد وعدوني أكثر من خمس مرات وكنت أتوقع خيراً ثم يؤجل الحفل. ماهي الأسباب بنظرك؟ لا أعرف الأسباب ولكني أعتقد انهم كانوا ينوون تنظيم حفل اعتزال مميز لم يسبق أن أقيم لأحد ولكنني تعبت من الانتظار (قالها وهو متضايق)، وهناك من يسعى لإبراز حفل اعتزالي بأفضل طريقة وعلى رأسهم سمو الأمير الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، يحبونني ويريدون لي الأفضل ولكن لا يعرفون ماذا يقدمون لي، اعتزالي سبب مشكلة لهم ففي كل عام يُقترَح عليّ فريق، وبالنسبة لي أنا راضٍ باللعب مع أي فريق ولكنني أريد حفل اعتزال رغم أن كثيراً من الأندية والشخصيات أعطوني هدايا اعتزالي ولكنني انتظر الاعتزال الفعلي وأنا محرج من الجميع. تحدث الريانيون عن مفاوضة برشلونة لتكريم منصور مفتاح، فما هي آخر التطورات بشأن ذلك؟ هذا هو التكريم الذي انتظره لقد اتفقوا مع فريق برشلونة الاسباني ولكن حتى الآن لم يتفقوا على موعد مناسب لحضوره رغم أن الرياني الشيخ عبدالله بن ناصر آل ثاني له حصة كبيرة في برشلونة وأتمنى أن تتضح الأمور، رغم أنني غير حزين لأني لا أعتقد أن تكريم منصور أغلى بحب الناس. زيادة اللاعبين المجنسين في العنابي هل أثرت عليه، وما هي التأثيرات؟ (قالها بحرقة) نسبة الضرر بلغت 90%، أنا أريد أن أرى أخي وجاري وابن خالتي وصديقي يمثل المنتخب ولا أريد أن أرى لاعبين لا يستطيعون ترديد النشيد الوطني، وأرى أن التجنيس يجب أن يكون له حدود، وأفضّل تجنيس لاعب عربي، وعندما تسأل طفلاً صغيراً متى ستصبح مثل منصور يرد عليك ويقول (خل يعطوني فرصة أول). مفتاح خلال حديثه للمحررة