ستتطلع سلطنة عمان للعودة بطلة لكأس الخليج لكرة القدم بعدما انطفأ بريقها اثر سنوات رائعة توجت باللقب على أرضها، قبل ما يزيد على خمس سنوات. فلقب 2009 -وهو الوحيد في خزانة العمانيين على مختلف الأصعدة- كان مشهدا غير مألوف في البطولة الإقليمية التي عرفت منتخبها غير قادر على المنافسة لسنوات طوال. وحين رفع محمد ربيع قائد الفريق وقتها الكأس في ملعب السلطان قابوس بمسقط وضعت عمان حدا لإخفاق دورتين متتاليتين بلغت في كل منهما المباراة النهائية وخسرت على أرضها، قبل أن تنال هي من الضيف السعودي بالفوز بركلات الترجيح. ويلخص لاعب الوسط أحمد مبارك كانو الآمال العمانية فيقول: «الوقت حان لكسب لقب خليجي آخر بعد خليجي 19 الذي حققه المنتخب على أرض السلطنة». وأضاف كانو -البالغ من العمر 29 عاما، والذي تخلص من شعره الطويل المميز، وعاد الآن ليلعب في صفوف العروبة العماني، بعدما خاض تجارب احترافية في قطر والسعودية-: «لدي الشعور نفسه حول هذه الألفة، وأتمنى أن أرى المنتخب وقد حقق المأمول منه». وتعكس كلمات كانو -الذي يلعب دورا أساسيا كلاعب وسط مدافع في تشكيلة المنتخبات العمانية المتعاقبة مهما اختلف المدربون- حجم الآمال التي يحملها الفريق هذه المرة، بعدما فشل في اليمن 2010 حين كان حاملا للقب، ثم في البحرين في 2013، ولو حتى في تجاوز الدور الأول. ومدرب عمان الآن هو بول لوجوين وهو للمفارقة فرنسي كسلفه كلود لوروا «الساحر الأبيض»، الذي عرفت عمان على يديه التتويج. ويقول لوجوين -الذي يقترب من إكمال أربع سنوات مع المنتخب العماني، وهي فترة طويلة بالمقارنة بوتيرة متسارعة لتغيير المدربين في الخليج-: إنه يعي تماما رغبة الجماهير في الحصول على بطولة. وقال في مؤتمر صحفي سبق الانتصار على اليمن وديا بثنائية نظيفة أمس الجمعة: «أدرك تمام الإدراك ضرورة الحصول على هذه البطولة من خلال تواجدي بالمنطقة، فأنا أعرف مدى رغبة الجماهير في الحصول على هذه البطولة». وهذه الأجواء مألوفة للوجوين نفسه، فالفريق خاض تحت قيادته البطولة في البحرين في مطلع 2013، وحينها افتتحت مشوارها في البطولة بالتعادل مع البحرين في مباراة الافتتاح، قبل أن تهزمها قطر ثم الإمارات لتتذيل ترتيب المجموعة مسجلة هدفا وحيدا في مبارياتها الثلاث. لكن عمان اليوم تسجل بدلا من الهدف هدفين، مثلما فعلت أمام اليمن في انتصارها 2-صفر، وقبلها ثلاثة أهداف وهي تخسر 4-3 أمام كوستاريكا فريق كأس العالم، بل حتى وهي تخسر بثلاثية نظيفة أمام أوروجواي ومهاجمها المثير للجدل لويس سواريز في مسقط في نهاية الشهر الماضي كانت تبدو كفريق جيد. وقال لوجوين -الذي حضر لعمان بعدما قاد الكاميرون في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب افريقيا-: «حالة المنتخب متوازنة في خطوطه الدفاعية الهجومية، وخلال الفترة الحالية نعمل على تطويره بعد مباراتين قويتين لعبناهما مع الأورجواي وكوستاريكا». وفي تشكيلة عمان لكأس الخليج سيكون هاني الضابط المهاجم المخضرم ابن الخامسة والثلاثين موجوداً مع الفريق، وإن كان يشارك بصفة غير أساسية.