كشف مستثمرون وعاملون في قطاعات غذائية بالسوق المحلي عن إبرام تحالفات تجارية مشتركة مع مستوردين كبار بالسوق المحلي، ومستثمرين بدول مصدّرة للمواد الغذائية، في خطوة تسهم بشكل كبير في وضع المنتجات الغذائية ومصادرها المتنوعة بأسعار تنافسية مغايرة بالقوائم السعرية الحالية بالسوق. كما أكد العديد من المستثمرين، أن السوق السعودي استوردت سلعا غذائية بقيمة إجمالية تجاوزت حاجز 100 مليار ريال حتى نهاية الشهر الماضي من عام 2014م، وبلغت نسبة 10 بالمائة منها فقط من الدول الإسلامية، ونسبة 90 بالمائة منها من البرازيل والاتحاد الأوربي وبقية دول العالم. 50 دولة إسلامية وفي ذات السياق، يقول الدكتور نائب رئيس اللجنة التجارية بغرفة جدة واصف كابلي: اتفق مشاركو الملتقى الغذائي الأول للدول الإسلامية الذي أنهى أعماله الأسبوع المنصرم من المستثمرين السعوديين ونظرائهم في 50 دولة إسلامية على بناء تحالفات مشتركة مع مستوردين كبار بالسوق المحلي بحيث يتم استيراد الأغذية للسوق المحلي بأسعار تنافسية مخفضة مغايرة للقوائم السعرية الحالية بالسوق السعودي. مواكبة التغيرات والمستجدّات وأشار مدير عام جمرك ميناء جدة الإسلامي محمد بن علي الغامدي خلال حديثه في الملتقى الغذائي للدول الاسلامية الذي أنهى أعماله نهاية الاسبوع المنصرم، أن ما تقوم به الجمارك السعودية من دور رئيسي في تسهيل الحركة التجارية وتوطين الصناعات وجذب الاستثمارات باعتبار الاقتصاد السعودي من الاقتصادات المتحررة من القيود التعريفية وغير التعريفية وتعزيز هذا التوجّه بانضمام المملكة لمنظمة التجارة العالمية. منوّها إلى سعي الجمارك من خلال حزمة من التسهيلات التي تساعد في فسح الواردات بصفة عامة والواردات الغذائية بصفة خاصة بيسر وسهولة، حيث تبنّت مفهوم التحديث بصورة مستمرة لمواكبة التغيرات والمستجدّات على الساحة الإقليمية والدولية، باعتبار أن العمل الجمركي يتم في بيئة تتسم بسرعة التغير والتطور، مشيراً إلى وضع الجمارك السعودية للخطط الهادفة لمواكبة التغيرات، لمقابلة الزيادة السنوية في حجم الواردات والصادرات وتذليل التحديات والمعوقات التي تواجه حركة التجارة وتقديم التسهيلات للبضائع الواردة والصادرة والعابرة "ترانزيت". وكشف الغامدي عن مبادرة الجمارك في إطار تحقيق الشفافية بنشر الأنظمة كنظام الجمارك الموحد وجدول التعريفة الجمركية والإجراءات الجمركية واتفاقية النظام المنسق لتبويب وتصنيف السلع واتفاقية القيمة للأغراض الجمركية على موقع الجمارك الرسمي على شبكة الإنترنت، مما يتيح المجال للعموم من الاطلاع على الأنظمة والتعليمات والتواصل مع الجمارك وطرح الاستفسارات وتلقي الإجابات، مضيفاً أن الجمارك طبّقت في هذا السياق نظام الهاتف الجمركي الذي يتيح للمستوردين والمصدرين متابعة معاملاتهم في الجمارك والاستعلام عنها من خلال تزويد كل مستورد برقم خاص به وكلمة مرور، يتم من خلالهما التعرف على مستورداته وما تم بشأنها من إجراءات إضافة إلى بقية التسهيلات التي اتخذتها الجمارك، كاستخدام التقنيات والأنظمة الحديثة في إنجاز العمل الجمركي كأنظمة الفحص بالأشعة وتطوير البرامج اللازمة للربط الآلي بين مصلحة الجمارك العامة ونظام سداد ونظام إدارة المخاطر لتسريح إجراءات الفسح للمواد والبضائع إلى جانب الربط الآلي مع مختلف الجهات الحكومية. تسهيل الحركة التجارية وبيّن مدير عام جمرك ميناء جدة الإسلامي، أن هذه الإجراءات تساهم بشكل مباشر في تسهيلات الحركة التجارية بين المملكة وشركائها التجاريين من الدول الإسلامية للبضائع المتبادلة فيما بينهم وخصوصاً المواد الغذائية، مقدماً شكره للمنظمين لهذا الملتقى داعياً لأن يحقق أهدافة ورسالته في دعم التبادل التجاري بين الدول الإسلامية والمملكة العربية السعودي. وعن دور الهيئة العامة للغذاء والدواء، أوضح مدير إدارة التفتيش على الغذاء المستورد بالهيئة حسين الشيخ، دور الهيئة منذ إنشائها في جميع المهمات الإجرائية والتنفيذية والرقابية التي تقوم بها الجهات القائمة حالياً لضمان سلامة الغذاء والدواء للإنسان والحيوان وسلامة المستحضرات الحيوية والكيميائية التي تمس صحة الإنسان. ولفت إلى أن الأهداف الرئيسية للهيئة، تتمثل في سلامة ومأمونية وفاعلية الغذاء والدواء للإنسان والحيوان ودقة معايير الأجهزة الطبية ووضع السياسات والإجراءات الواضحة للغذاء والدواء وإجراء البحوث والدراسات التطبيقية للتعرف على المشكلات الصحية وأسبابها وتحديد آثارها والمراقبة والإشراف على الإجراءات الخاصة بالتراخيص لمصانع الغذاء والدواء والأجهزة الطبية إلى جانب تبادل المعلومات ونشرها مع الجهات العلمية والقانونية المحلية والعالمية وإعداد قاعدة معلومات عن هذا القطاع الهام. وقال الأمين العام للغرفة التجارية الصناعية بجدة عدنان مندورة، لا يخفى عليكم أن كل المؤشرات تقول إن الأزمة المقبلة التي سيواجهها العالم هي أزمة غذاء، فالأمم المتحدة تحذّر من أزمة كبيرة تلوح في الأفق في كل أنحاء العالم، ومنظمة الأغذية والزراعة (الفاو) أشارت إلى أن الاحتياطات العالمية من الحبوب بلغت مستويات منخفضة بشكل كبير، وأن عوامل المناخ المتطرفة لم يعد يمكن الاعتماد عليها، منذرة من أن ارتفاع أسعار المواد الغذائية يهدد بالكوارث والاضطرابات، وهدف الملتقى كبار مصدري المواد الغذائية في دول العالم الإسلامي والمستوردين والمصدرين السعوديين أيضاً.. فالسعودية التي تمتلك أكبر اقتصاد عربي تُعتبر السوق الأكثر جذباً لجميع دول العالم الإسلامي، والملتقى يأتي كثمرة للتعاون المشترك بين غرفة جدة والغرفة الإسلامية، فالعلاقة بين الجانبين تعد نموذجية في ظل القيادة المشتركة لهما من قبل الشيخ صالح بن عبد الله كامل.