بقدر ما آلمنا الحادث الارهابي الذي وقع في منطقة الأحساء بقدر ما أسعدنا وقوف جميع المواطنين ضد هذا الاعتداء الغاشم, ومعرفتهم النوايا الحقيقية لمن أراد إثارة الفتنة والقلاقل داخل المجتمع السعودي، كذلك ما زاد الغبطة هو يقظة رجال الأمن وسرعة تعاملهم مع الحادث الأليم باحترافية عالية. إن الالتفاف الذي حصل من جميع شرائح المجتمع ورفض مثل هذا العمل المشين يدل على الوعي الكبير لديهم بأهمية المحافظة على أمن الوطن ومعرفتهم الحقيقية بأن هناك جهات داخلية وخارجية تسعى الى زرع الفتنة بين طوائف المجتمع, حيث إن هذا الالتفاف قد فوت الفرصة على من راهن على إذكاء الفتنة وتكدير صفو الأمن. إن أمن الوطن يعتبر خطا أحمر لا يمكن أن يسمح بتجاوزه تحت أي ظرف من الظروف, لذلك يتوجب على الجميع أن يقفوا صفا واحدا في وجه من أراد أن يعبث بأمن وطننا واستقراره, إذ في حال وجود انفلات أمني - لا سمح الله - سوف ينعكس سلبا على حياة المواطن، ولن يستفيد منه إلا من يتربص الشر بهذه البلاد. إن بسالة رجال الأمن واحترافيتهم في أداء الواجب يعتبر مضرب المثل في سرعة التعامل مع الحدث, حيث تم كشف المعتدين وإلقاء القبض عليهم في وقت قياسي لا يتعدى الساعات, وهذا يؤكد أن أمن الوطن والمواطنين ترعاه سواعد أمنية قوية تطال كل من تحدثه نفسه بالعبث بأمن واستقرار الوطن. إن مما يثلج الصدر بعد الاعتداء الآثم الذي وقع في محافظة الأحساء هو الوعي الذي أبداه كل أبناء الوطن وتفهمهم كل ما يحاك من أعداء الوطن بإثارة العداوات الطائفية. فقد كانت ردة فعلهم ضد هذا الهجوم الارهابي رسالة قوية لكل من يراهن على إثارة الفتن في هذا البلد الآمن, وبالتأكيد ستفشل مساعيهم - بإذن الله - بفضل قوى اللحمة الوطنية بين أبناء الوطن والتفافهم حول قيادتهم الرشيدة. فتحية إكبار لأبناء الوطن الذين كانوا على قدر التحدي الذي تعرضوا له من خلال هذه المحنة التي أريد بها ضرب اللحمة الوطنية في مقتل، لكن - ولله المنة - قد وقف الجميع ضد هذا الارهاب الأعمى. أما رجال الأمن وما قاموا به من عمل بطولي, فيستحقون الإشادة بهم بأن نعي ونستشعر الدور الأمني الذي يقومون به, حيث يتوجب على كل فرد أن يكون رجل أمن من خلال موقعه, حتى نستطيع أن نسد جميع الثغرات، وبالتالي نمنع حدوث مثل هذه الهجمات. فالأمن والاستقرار اللذين نعيشهما في بلاد مهبط الوحي وقلب العالم الإسلامي حريٌ بنا الاهتمام والسهر على رفعته, لتبقى راية التوحيد خفاقة في ظل الأمن والأمان والعيش الرغيد, وصدق الله العظيم القائل: (( الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ )).