الكل لا يعلم إن كان الهاكر الذي اخترق أحد أنظمة الاسرائيلية وكشف تفاصيل بطاقات ائتمانية بالآلاف. هو بالفعل سعودي أم أنه غير ذلك. ودعونا نسأل أسئلة فرضية. لأن الموضوع أخذ منحى مختلفا وأخطر ما يتوقعه أي إنسان. فالآن قامت وزارة الخارجية بالتلميح بأن ما حدث هو انتهاك لسيادتها. ومن ثم جاء تصريح نائب وزير الدفاع الاسرائيلي. وكلاهما ذكر أن الحادث لن يمر دون انتقام. والآن.. ماذا لو ان الاختراق كان عكسيا. أي ماذا لو قام هاكر اسرائيلي باختراق منظومة بطاقات ائتمانية لدولة عربية أو إسلامية. فهل سنقول إن الاختراق قام به شخص بتصرف فردي أم سنقول إن الدولة الاسرائيلية لها دور في ذلك؟ وكذلك رأينا الكثير من التعليقات من جميع الدول العربية والإسلامية على الخبر في الكثير من المواقع التي نشرت الخبر. ولكن ماذا لو اتضح أن إسرائيل هي نفسها من قامت بتلك العملية وأوضحت للناس أن نظامها تم اختراقه. وقامت بنشر البطاقات كمجموعة كبيرة لن يقوم أي إنسان بالتدقيق في الأسماء. لعبة الحرب الالكترونية معقدة لا يمكن أن يقوم بها إنسان ومن ثم يترك الحبل على الغارب ليكون الاختراق الالكتروني بين منظومات قد يكون العالم العربي ليس جاهزا لخوضها. فالنجاح في الحروب ليس الفوز بمعركة واحدة فالكل يستطيع أن ينشر أسماء قد لا تكون موجودة أصلا. ومن ثم تقوم إسرائيل بالرد بنفس الأسلوب وتقوم بالتصنت وسرقة معلومات اقتصادية من بنوك بعض الدول العربية. ففي هذه الحالة سيكون الوضع محرجا لنا. لأننا صفقنا لمن قام بالاختراق ضد إسرائيل. فماذا نحن فاعلون لو قام مواطن إسرائيلي أو منظومة حكومية بالدخول على مواقعنا الاقتصادية. فهل سنقول إن هذا ضد القوانين الدولية؟ فإن كان لدينا هاكر فإن أمريكا لديها أنظمة تستطيع بها تعطيل جميع الأنظمة المالية في العالم. وكما نعلم فإن أمريكا لن تبخل على إسرائيل بأية معلومة. قد يجهل الكثير أن الحرب الجديدة في أرض المعركة هي حرب معلومات. فالتشويش على أنظمة العدو من رادارات وأجهزة اتصالات هي العملية التي تحدد سير المعركة. ولذلك فالملاحظ أن قيمة طائرة (ف أ-18 هورنيت) المقاتلة هو( 94) مليون دولار. ونفس الطائرة (ف إي أ-18 جي جرولر) المعدة للتشويش فقيمتها هو (102) مليون دولار. ولذلك يجب أن لا نصفق لشيء نحن نجهله. ونجهل من قام به. ونجهل لماذا قام بهذا العمل. فلعبة الحرب الالكترونية معقدة لا يمكن أن يقوم بها إنسان ومن ثم يترك الحبل على الغارب ليكون الاختراق الالكتروني بين منظومات قد يكون العالم العربي ليس جاهزا لخوضها. فالنجاح في الحروب ليس الفوز بمعركة واحدة.