نفت واشنطن أن تكون قد وجهت أي انذار للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بسبب الدور الذي تشتبه أنه يقوم به لإغراق البلاد في الفوضى ،فيما اعترفت القاعدة في اليمن بمقتل القياديين شوقي البعداني المكنى خولان الصنعاني ونبيل الذهب اللذين يعتبران من أخطر قادة هذا التنظيم المتطرف في اليمن في ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة باليمن، وكانت وزارة الدفاع اليمنية قد أكدت مصرعهما في غارة جوية، وأشارت المصادر إلى أن البعداني وهو قيادي في رداع قتل بغارة نفذتها طائرة أمريكية من دون طيار. أما نبيل الذهب فهو أحد أشقاء آل الذهب الذين توالوا على زعامة القاعدة في منطقة رداع منذ أن أحكم التنظيم سيطرته عليها في 2012. وكان تنظيم القاعدة قال في بيان نشر على «تويتر»: «إن الرجلين قتلا في هجوم أمريكي صليبي بطائرة من دون طيار الإثنين الماضي». وكان مصدر أمني أعلن في وقت سابق لوكالة «فرانس برس» مقتل شوقي البعداني. وقال المصدر: «قتل شوقي البعداني المكنى خولان الصنعاني وأيضا أبو ميسرة الحنكي في إحدى غارات الطائرات بدون طيار» التي قتل فيها هذا الأسبوع 20 من عناصر القاعدة في منطقة رداع. وأضاف أن البعداني هو أحد أكثر المطلوبين من قادة القاعدة في اليمن وتنسب إليه معظم العمليات الدامية التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة، ومن بين هذه الهجمات الهجوم في مايو 2012 في صنعاء على استعراض عسكري ما أوقع 100 قتيل، وتم تبنيه من القاعدة. أما نبيل الذهب فيعتبر قائد القاعدة في محافظة البيضاء (وسط) بحسب أوساط إسلامية. والبعداني والذهب بين القتلى ال20 من عناصر القاعدة في غارتين لطائرات من دون طيار استهدفا ليل الإثنين-الثلاثاء مواقع لتنظيم القاعدة في منطقة رداع، وهي من معاقل التنظيم المتطرف في محافظة البيضاء، بحسب مصادر قبلية. كما قتل عنصران مشتبه بهما بالانتماء إلى تنظيم القاعدة بغارة جوية بواسطة طائرة أمريكية من دون طيار في منطقة مودية محافظة أبين جنوب اليمن، وأكد مصدر محلي أن القتيلين يمنيان وهما صدام عوض الصالحي المكنى «أبو وليد الأبيني»، ومحمد عوض سالم القحطاني المكنى «أبو سمير الأبيني». من جهت ثانية قالت مصادر بقطاع الطاقة وأخرى قبلية: إن رجال قبائل يمنيين فجروا أنبوب تصدير النفط الرئيسي في اليمن اليوم الخميس مما أوقف ضخ الخام وذلك في أحدث هجوم على مصدر مهم للعملة الصعبة. وتتعرض خطوط أنابيب النفط والغاز اليمنية لتخريب متكرر غالبًا على يد رجال قبائل لهم خلافات مع الحكومة المركزية مما يتسبب في نقص الوقود ويقلص إيرادات التصدير. وقالت المصادر: إن هجوم اليوم وقع في منطقة سروة بمحافظة مأرب، وإنه تسبب في انقطاع الإمدادات عن منشآت التصدير على البحر الأحمر. كان الهجوم السابق في 24 أكتوبر/ تشرين الأول لكن الضخ استؤنف في اليوم التالي بعد أن قامت الأطقم الفنية بإصلاح خط الأنابيب. ويقول اليمن: إن النفط يتدفق عبر أنبوب مأرب وهو خط تصدير النفط الرئيسي له بمعدل يبلغ حوالي 70 ألف برميل يوميًا، وقبل بدء الهجمات منذ حوالي ثلاث سنوات كان الأنبوب الذي يمتد بطول 435 كيلو مترًا ينقل حوالي 110 آلاف برميل يوميًا إلى رأس عيسى. ويأتي معظم الإنتاج اليمني من منطقة مأرب- الجوف في الشمال والباقي من المسيلة في جنوب شرق البلاد. نفي أمريكي نفت الولاياتالمتحدة امس الخميس توجيه أي انذار للرئيس اليمني السابق علي عبدالله صالح بسبب الدور الذي تشتبه واشنطن انه يقوم به لاغراق البلاد في الفوضى. وقال مصدر مسؤول من حزب صالح المؤتمر الشعبي العام أمس الأول الاربعاء ان السفير الأمريكي ماثيو تولر وجه إنذارا من خلال وسيط لصالح لمغادرة اليمن قبل الساعة الخامسة من يوم الجمعة (1400 بتوقيت جرينتش). وقالت الخارجية الأمريكية في بيان ارسل إلكترونيا إلى رويترز "ما قاله المؤتمر الشعبي العام عن تهديدات لصالح من الولاياتالمتحدة غير صحيح. لم يعقد السفير (الأمريكي) اي اجتماعات مع مسؤولي المؤتمر الشعبي العام أدلى فيها بمثل هذه التصريحات". وقال مسؤول المؤتمر الشعبي العام ان واشنطن هددته اذا لم يرحل بعقوبات يفرضها مجلس الامن التابع للامم المتحدة بناء على طلب من الرئيس عبدربه منصور هادي ووزارة الخارجية الأمريكية. وتنحى صالح عام 2012 في اتفاق لنقل السلطة بمبادرة خليجية ساندتها الولاياتالمتحدة في اعقاب شهور من الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية ضد حكمه الذي استمر 33 عاما. ومنحه هذا الاتفاق حصانة من اي مساءلة قانونية بشأن أي قرار اتخذه قبل الاستقالة. لكن الولاياتالمتحدة قالت إن الرئيس السابق استمر في محاولاته تقويض اي جهود لانتشال البلاد من الاضطرابات السياسية. وفي الأسبوع الماضي طلبت الولاياتالمتحدة من مجلس الأمن إصدار قرار بتجميد أرصدة صالح وفرض حظر سفر عالمي عليه هو واثنين من زعماء الحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء لتهديدهم السلم والاستقرار في اليمن وتعطيل العملية السياسية. وقالت الولاياتالمتحدة في طلب فرض العقوبات إن صالح أصبح منذ تنازله عن الرئاسة عام 2012 في أعقاب احتجاجات واسعة أحد الداعمين الرئيسيين لتمرد الحوثيين وانه وراء محاولات لإغراق اليمن في الفوضى. ونفى صالح سعيه الى احداث حالة من الفوضى في البلاد وعقد حزبه اجتماعا امس الخميس حذر فيه من فرض أي عقوبات على الرئيس السابق وقال في بيان "ان السعي الدؤوب الذي يقوم به البعض للاسف لفرض عقوبات ومثل تلك العقوبات أو التلويح بها ستكون لها آثار سلبية على مسار التسوية السياسية والحكم عليها بالفشل الذريع".