بدأت ملامح هوية الجناح السعودي المشارك في معرض الشارقة الدولي للكتاب في الظهور الذي يعكس الجهود المبذولة من قبل الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات والعمل بتوجيهات وزارة التعليم العالي بالمملكة ومتابعة سفارة خادم الحرمين الشريفين في أبوظبي، وبدأت الاستعدادات مبكراً نحو اختيار رسالة المملكة من هذه المشاركة انطلاقاً من «هوية» الجناح التي ينطلق منها كل عام. وكانت «ريشة القلم» هوية الانطلاق في الدورة الحالية التي تركز على اللغة البصرية والجمالية نحو التأكيد على أهمية القلم وما يكتبه المثقف، ونقل الثقافة والتوسع في النشر الثقافي، والعمل على نقل الصورة المشرقة للحضارة والثقافة السعودية في ظل التكتل العالمي الثقافي الذي يحتويه المعرض في دورته الثالثة والثلاثين الذي تنطلق صباح اليوم على قاعات «إكسبو الشارقة» ويستمر لمدة أحد عشر يوماً. وتأتي أهمية المشاركة السعودية بجناح تتجاوز مساحته 240 متراً مربعاً لتؤكد أهمية الحدث في هذه الدورة التي تشارك بها 1256 دار نشر من 60 دولة عربية وأجنبية، وتعرض نحو 1.4 مليون عنوان ب 210 لغات، مشتملاً على 780 فعالية متنوعة للكبار، و 480 فعالية للأطفال. ويستضيف جناح المملكة الذي يحظى بمتابعة الأوساط الثقافية وقادة الفكر العربي والعالمي 26 جهة حكومية سعودية ممثلة في مؤسسات التعليم العالي والتقني والمكتبات الحكومية، حيث توفر أكثر من 42000 كتاب وأكثر من 7000 عنوان، ما يعد بعداً ثقافياً مهماً لإبراز رسالة بلد الحرمين الشريفين نحو العالم وإبراز ما وصلت إليه المملكة من تقدم علمي وحضاري، بالإضافة إلى تعريف العالم ببعض الجوانب الثقافية والعلمية في المملكة ما يعكس مكانتها في قلوب المسلمين والعالم أجمع. ويضم الجناح عددا من الأقسام والفعاليات، حيث يتوسط الجناح معرض فوتوغرافي وطني يعد الأول من نوعه يحمل عنوان «المشاعر المقدسة.. الروعة والرعاية»، سترصد من خلاله الملحقية حديث الصورة الحديثة التي تعكس الخدمات التي تقدمها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله- خدمة للإسلام والمسلمين، مستهدفاً الجهود في خدمة ضيوف بيت الله الحرام في مواسم رمضان والحج بالإضافة إلى مشاهد حالية لتطوير الحرمين الشريفين والمصحف الشريف ومساجد المملكة والمجالات الحضارية الأخرى التي تعيشها المملكة في هذا العهد الزاهر، بالإضافة إلى تدشين قسم يضم صوراً لمساجد العالم الإسلامي التي دعمتها المملكة. كما يضم الجناح ركن «الصالون الثقافي» الذي يتلمس الجوانب المشرقة من قراءات في الكتب ويستضيف الأدباء والمثقفين السعوديين والخليجيين والعرب بهدف إبراز المشاهد الثقافية في تفاعل حواري ثقافي يهتم بنقل التجارب الثقافية والإعلامية، والإسهام في التجانس الثقافي داخل نسيج المجتمع الثقافي الخليجي والعربي وبناء صلات وجسور مع الثقافات الأخرى. ووفر الجناح «ركن الحكواتي» و «ركن الطفل» ومن خلاله يستطيع الأطفال حتى سن 12 إبراز ما يمتلكونه من مواهب من خلال ورش عمل ثقافية تناسب أعمارهم، ويعمل على تنمية المهارات الفنية والإبداعية والعقلية لديهم بتنمية مهارة العمل مع الفريق الجماعي وتعريف الجمهور بأنشطة وفعاليات المعرض. كما ستدشن الملحقية معرض «مساجد الشارقة بين النور والضياء» كمبادرة من الملحقية لإمارة الشارقة المهتمة بالثقافة والفن الإسلامي، بالإضافة إلى اختيار «الشارقة» عاصمة للثقافة الإسلامية للعام 2014 م ضمن برنامج عواصم الثقافة الإسلامية الذي ترعاه المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة. وتحظى مشاركة المملكة العربية السعودية في معرض الشارقة الدولي للكتاب باهتمام حكومي واسع كونه أحد أكثر معارض الكتب في العالم نمواً، الذي تشارك فيه كبرى دور النشر العربية والعالمية، وتعمل وزارة التعليم العالي من خلال الملحقية الثقافية السعودية في الإمارات على توفير أفضل الوسائل والسبل والتسهيلات للوصول إلى مشاركة سعودية متميزة تعكس ما تتمتع به المملكة من مقومات ثقافية وعلمية وحضارية.