خسر الهلال لكنه كسب الكثير.. خسر الهلال لكنه كسب احترام الجميع.. خسر الهلال لكنه كسب تعاطف ومحبة الكثيرين. خسر الهلال لكن خسارته جاءت بفعل فاعل، بعدما قدم كل ما بوسعه في مباراتي ذهاب وإياب نهائي دوري ابطال آسيا أمام سيدني الاسترالي، لكن كان هناك من لا يريد له أن يفوز سواء «مستر حظ» أو التحكيم. في الذهاب لم يكن الطاقم التحكيمي الذي أدار المباراة بقيادة الحكم الايراني علي رضا فغاني، أفضل حالاً من الطاقم الذي أدار الإياب، لتغاضيه عن احتساب ركلتي جزاء لصالح الزعيم اقر بهما القاصي والداني، كما ان الحكم الياباني يوشي نيشيمورا الذي أدار موقعة الاياب سار على نفس النهج وتجاهل حقوق الهلال مع سبق الاصرار والتعمد، ولم يحتسب اربع ركلات جزاء واضحة وضوح الشمس بشهادة الاستراليين أنفسهم وشهدت المباراتان أخطاء فادحة تضرر منها فريق الهلال. أعرف أن الهلال لن يسكت على ما حدث معه وسيسعى بكل ما أوتي من قوة لكشف خبايا الأمور ومعرفة السبب الحقيقي الذي جعل لجنة التحكيم بالاتحاد الأسيوي تسند مهمة إدارة مباراة كبيرة كنهائي آسيا الى حكم معتزل التحكيم منذ اربعة أشهر مضت ولم يقم بإدارة مباراة واحدة منذ ذلك التاريخ. سعي الهلال وراء الحقيقة لن يثنيه عن مواصلة مشواره فالفرق الكبيرة تعرف أن وراءها جمهورا عريضا يتطلع للانتصارات، وأيضاً لن يثنيه عن المحاولة في السنوات المقبلة. لن نذهب بعيداً ففريق مثل ريال مدريد انتظر 12 عاماً ليكسر عناد بطولة دوري ابطال أوروبا ليحقق لقبه العاشر كأكثر فريق أوروبي يحقق اللقب. الحال نفسه ينطبق على الهلال وإن كان مر 14 عاماً بالتمام والكمال عن آخر لقب آسيوي حققه الزعيم فالأمر لم يصل الى حد العقدة، فالفريق كان قريباً من اللقب، لكن شاءت الأقدار الا يتوج الزعيم وسط 65 الف مشجع تزينت بهم مدرجات الدرة، لكن لا سامح الله نيشيمورا بعدما تسبب بأخطائه في أن تعيش الرياض ليلة حزينة. خلاصة القول ان الفرق الكبيرة لا تنال من عزيمتها خسارة بطولة مهما كانت أهميتها للفريق وجماهيره، الهلال قادر على النهوض سريعاً والتخلص من آثار الاسيوية، ولعل توقف الدوري جاء فرصة للروماني ريجيكامب ولاعبيه لالتقاط الأنفاس واعادة ترتيب الاوراق. الملفت للنظر والذي يعد ظاهرة لكنها ليست جديدة على ملاعبنا انه بالرغم من تعطش الهلاليين للقب الاسيوي، والمنغصات التي تسبب فيها الحكم الا أن الجمهور الهلالي تحلى بالروح الرياضية ولم تكن هناك حالات خروج عن النص برغم الم ومرارة الخسارة، وهي الظاهرة التي لا تجدها الا في الملاعب السعودية. كل ما أتمناه الا يؤثر فقدان لقب دوري ابطال آسيا على لاعبي الهلال الدوليين، خاصة وان المنتخب مقبل على المشاركة في بطولة خليجي 22 التي تستضيفها الرياض بعد عشرة ايام، فالمهم أن نكون في كامل الجاهزية معنوياً وفنياً، حتى يكون التتويج بلقب خليجي 22 خير اعداد لبطولة آسيا التي ستنطلق بعدها بشهر ونصف تقريباً.