سؤال عريض لا تزال اجاباته عائمة ومتعددة, بسبب عدم اهتمام الناس بالنظر الى نتائج الاعمال الاعلامية بشكل عام واللقاءات الاعلامية بشكل خاص. الشيء الطبيعي ان يكون المستفيد بالدرجة الاولى هو المتلقي لان الوسائل الاعلامية بكل اشكالها تعمل لنيل رضاه، وبالتالي كسب اهتمامه. ما يحصل الآن هو ان الفائدة تتوزع بنسب معيّنة بين جميع اطراف المشهد الاعلامي الذي يتكون من الاعلامي والشاعر والوسيلة الاعلامية والمتلقي, وانا لست ضد ذلك بالتأكيد، لكن انا ضد ان تكون نسبة الفائدة الاقل من نصيب المتلقي، وهذا ما يحدث الآن في أغلب اللقاءات التلفزيونية الشعرية, لدرجة انني أصبحت أعتقد ان هناك توجها من بعض القنوات الشعرية لتحفيظ المتلقي قصائد بعض الشعراء, بسبب كثرة تلميعهم واستضافتهم وتكرار إظهارهم على الشاشة. لا بد ان يكون هناك بحث عن أسباب تسليط الضوء على اسماء معينة من الشعراء مع انهم يكررون نفس القصائد وبعضهم يكرر نفس القصائد. هل السبب عدم وجود غيرهم؟ بالتأكيد لا. هل السبب في طريقة اجاباتهم عن اسئلة الاعلامي ولطفهم معه؟ ربما. هل السبب في الواسطة؟ ممكن. هل السبب في جودة شعر الشاعر؟ احياناً لكن لماذا التكرار؟ ربما انهم يعتقدون ان كل قناة يتابعها اناس من كوكب غير الارض. هل السبب في بحث الاعلامي عن تلميع نفسة بالظهور بجانب من يعتقد انه نجم؟ أعتقد ان هذا من الاسباب الرئيسة لهذه المأساة، للأسف هناك برامج بعضها مباشر لا نستفيد منها كمتلقين إلا الصراخ وافتعال الانفعال بين ضيوفها ومقدّميها, بينما هناك برامج قليلة اصبحت مرجعا على اليوتيوب للباحثين عن الشعر والآراء المتزنة مثل برنامج «عمالقة الشعر» الذي قدّمه الاعلامي المتألق ناصر المجماج عبر قناة الصحراء. مازلنا نبحث عن اعلامي لا يحرص على الظهور الخاوي، بل يحرص على الظهور الذي ينتظره العقلاء, فهل سيطول الانتظار؟ من ابياتي: مل قلبٍ وصّلته الحسايف منتهاه ذاق مرّ مدافعتها وحر طعونها عقب ودّع له جميلٍ كبير ولا لقاه حطّته جحّادة الطيب بين سنونها اشهد ان من يفعل الطيب فالطّيب لقاه شجرةٍ في ساقيتها تطول غصونها والجمايل فالجحاحيد زرعٍ في صفاه ما تنومس ساعة الضيق من يرجونها مثل من يرجي عياله ولا نالوا رضاه كبّر الهقوة وجوا كل ابوهم دونها