كشف مسؤول عسكري عراقي بارز في وزارة الدفاع، عن تنظيم داعش، انه تمكن من الاستيلاء على شحنة صواريخ أمريكية من طراز "ستينغر" المضادة للطائرات الحربية" 380 صاروخا"، فيما قالت أجهزة الاستخبارات الألمانية إن في حوزة مقاتلي تنظيم "داعش" في شمال العراق، صواريخ قادرة على إسقاط طائرات مدنية. وبحسب صحيفة "بيلت ام سونتاغ" التي لم تكشف مصدرها، فإن تقرير أجهزة الاستخبارات الألمانية ينبّه إلى أن مقاتلي "داعش" يمتلكون قاذفات صواريخ حصلوا عليها من مستودعات الجيش السوري، بعضها يعود إلى السبعينات، أما البعض الآخر فحديثة العهد ومزودة بتكنولوجيا متطورة. والصواريخ المعروفة باسم "مانبادس" (منظومات محمولة مضادة للطيران) روسية الصنع أساسا، لكن يمكن تصنيعها أيضا في بلدان أخرى مثل بلغاريا والصين، بحسب الصحيفة. وفي السياق، قال مسؤول عسكري عراقي بارز في وزارة الدفاع إنّ "التنظيم اغتنم أيضاً أسلحة قنص أمريكية ومعدات حربية مختلفة، من بينها دروع كاربونية كانت مرسلة إلى الفرقة الخامسة في الجيش العراقي براً، عندما اعترضتها قوة كبيرة من مقاتلي داعش على الطريق القديم الرابط بين بغداد ومحافظة ديالى في منطقة خان بني سعد شرقي بغداد وتمكنت من مصادرتها". ويبلغ عدد الصواريخ التي استولى عليها "داعش"، حسب حديث المسؤول العسكري 380 صاروخاً كانت داخل حاويات فولاذية ومحمّلة على شاحنات عسكرية، عندما هاجم "داعش" القافلة بانتحاريين ومقاتلين، وتمكّنوا من تدمير عربات الحماية المخصصة للقافلة ومصادرتها. ويشير المسؤول إلى أنّ "الجيشيْن الأمريكي والعراقي يعملان على تعقّب الشحنة حالياً، ويُعتقد أنّ أغلبها متواجد في منطقة سلسلة جبال حمرين ومدن شرق ديالى وتكريت". ويضيف أّن "داعش أسقط مروحيتين روسيتين تابعتين للجيش العراقي من طراز (مي 53)، هذا الأسبوع في منطقتي السلام والحجاج، التي لا تبعد عن مكان الهجوم سوى 60 كيلومتراً وأدت إلى مقتل طاقمها". ويقول إن "تحقيقاً فُتح على نطاق واسع في الحادث، يُشرف عليه قادة أمريكيون، وسط تعتيم كبير على الموضوع من قبل الحكومة، بسبب خطورة الموقف وإمكانية الصواريخ من إحداث تغيير كبير في مجريات المعركة، بل وتتعدّى خطورتها على حركة الملاحة الجوية للطيران المدني العراقي". ويؤكد الخبير الأمني العراقي، هاشم الهاشمي، تلك المعلومات على صفحته الرسمية في موقع "فيسبوك"، ويقول إنّ "داعش حصل على أسلحة مضادة للطائرات نوع سيترلا من مطار الطبقة السوري. ويُعتقد أن عددها يتراوح بين 90 و112 صاروخاً. واستولى أخيراً على ثلاث شاحنات آتية من بغداد إلى ديالى، تحمل 400 صاروخ ستنغر مضاد للطائرات الحربية ومعدات عسكرية". ويوضح الهاشمي أنّ "داعش استطاع أيضاً الحصول، من تجار سلاح بلغار وكروات ورومان وأوكرانيين، على صواريخ مضادة للدروع والدبابات عبر مافيات تركية". ويعرب عن خشيته "من أن يحدث هذا التطور تغييرات كبيرة على الأرض خلال الأيام المقبلة". وفي السياق الأمني العراقي الشائك، تسعى الولاياتالمتحدة إلى تدمير ما وصفته ب"فخر الصناعة الأمريكية العسكرية"، دبابات "أبرامز"، التي سُلّمت دفعة منها في العام 2009 للجيش العراقي، ضمن برنامج التسليح الذي تمّ بموجبه انسحاب الجيش الأمريكي من البلاد فعلياً، في نهاية العام 2010 وذلك بعد استيلاء "داعش" على 41 دبابة منها خلال الهجوم على الموصل وتكريت وقبلها الأنبار. ويكشف مسؤول رفيع المستوى في وزارة الدفاع العراقية، عن أن "الغارات الأمريكية باتت تركز على تدمير تلك الدبابات أكثر من تدمير قطاعات العدو". في إشارة إلى مقاتلي "داعش". ويشير إلى أن "داعش نجح بنقل نحو 20 دبابة منها إلى الرقة ودير الزور، فضلاً عن العشرات من عربات الهامفي والهامر الأمريكية، وباتت تمثل سلاحاً فعّالاً له في كل المعارك التي يخوضها، حتى تلك التي جرت أخيراً في مطار الطبقة السوري في أغسطس/آب الماضي". ويوضح أن "الطائرات الأمريكية دمرت حتى الآن ست من تلك الدبابات، ولدينا شكوك أنها تحوي على أجهزة تعقب أو استشعار خاصة زرعها الجيش الأمريكي، ويأتي استهدافها بشكل دقيق على الرغم من حرص داعش على إخفائها من أعين الطيارين الأمريكيين". ويقول إن "داعش كشف لنا شيئاً كنا غافلين عنه لسنوات طويلة، وهو أن الولاياتالمتحدة كانت تتجسس على تحركات قطاعات الجيش من خلال تلك الدبابات، وقد يكون الحال نفسه لجميع المعدات التي تسلمها العراق". وينسب قادة عسكريون عراقيون سبب سقوط المدن العراقية إلى استيلاء "داعش" على الدبابات والدروع التابعة للجيش والتي باتت تشكل القوة الضاربة في اقتحام تلك المدن. وبحسب مصادر محلية في مدينة الموصل، فقد أسس "داعش" نواة ألوية "القعقاع" و"حطين" و"القادسية" من الأسلحة الأمريكية التي استولى عليها من الجيش العراقي، فضلاً عن تلك الروسية التي حصل عليها من الجيشين العراقي والسوري. وتحوّلت تلك الألوية الثلاثة إلى ما يشبه قوات خاصة "كوماندوز" يستخدمها "داعش" في اقتحام المدن، وكان آخرها مدينة هيت والصقلاوية غرباً والهاشمية شمالاً.