نوه الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار برعاية واهتمام خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - بالتراث الوطني والهوية الحضارية للمملكة. مؤكدا أن الملك عبدالله هو رائد مشروع العناية بالحضارة بالمملكة التي توجت بمشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري، هذا المشروع غير المسبوق على مستوى العالم من خلال ما سيشمله من مشاريع وبرامج رائدة في مجال التراث والآثار. مشيداً، سموه بدعم صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، الرامية إلى المحافظة على التراث والعناية به. جاء ذلك خلال تدشين سموه معرض "طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور" في محطته الخامسة والأخيرة في الولاياتالمتحدةالأمريكية، فجر أمس الثلاثاء في متحف الفن الآسيوي بمدينة سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا، بحضور الأمير نايف بن سلمان بن عبدالعزيز، والقنصل العام للمملكة في لوس أنجلوس السفير الدكتور فيصل السديري ومدير المتحف البروفيسور جي شو. كما حضر الحفل عدد كبير من المهتمين بالشؤون الثقافية ورجال الأعمال والشخصيات البارزة في ولاية كاليفورنيا الأمريكية إلى جانب عدد من الطلاب السعوديين المبتعثين. وأشار الأمير سلطان إلى أن هذا المعرض ليس الهدف منه الترويج سياحيا للمملكة، إذ إن الهيئة - منذ انشائها - تستهدف السائح المحلي، لكن الهدف الأساس للمعرض هو التعريف بتاريخ المملكة والحضارات المتعاقبة على أرضها، وإبراز البعد الحضاري للمملكة، ليضاف إلى الأبعاد الثلاثة الأخرى: البعد الديني والسياسي والاقتصادي، مؤكداً سموه أن الدين الإسلامي هو المكون الأساس لنا. ونوه سموه الى الاهتمام المتزايد بتاريخ شبه الجزيرة العربية في العصور القديمة انطلاقاً من أهمية موقعها الجغرافي كملتقى للطرق التجارية والهجرات السكانية وما نتج عن ذلك من تأثيرات ثقافية في الواحات والمدن التاريخية وهو ما تؤكده الدراسات العلمية والاكتشافات الأثرية التي يحتوي عليها معرض روائع آثار المملكة عبر العصور. وأكد الأمير سلطان أن ما تشهده المملكة اليوم من تطور اقتصادي وحضاري ودور هام في مجالات الاقتصاد والسياسة بوصفها من الدول المؤسسة لمنظمة الأممالمتحدة وبعضويتها في مجموعة العشرين الاقتصادية، إنما هو امتداد لمكانتها عبر التاريخ. وبين الأمير سلطان ان هذا المعرض وغيره من المعارض التي تأتي في إطار مشروع الملك عبدالله للتراث الحضاري تهدف الى تصحيح النظرة النمطية للمملكة على انها مجرد صحراء أو انها مجرد دولة بترولية، وقال: إن تلك الجهود تثبت هويتها الحضارية، وتؤكد أصالة حراك التنمية والتقدم الذي تحققه المملكة في العالم المعاصر. وأشار سموه الى ان البيئة - التي نشأت فيها الدعوة الإسلامية - لم تكن بيئة فراغ، بل انطلقت الدعوة الإسلامية من مراكز نفوذ اقتصادي وثقافي مثل مكةالمكرمة، والمدينة المنورة التي كانت القوافل التجارية تخرج منها شمالاً وجنوباً في رحلات الشتاء والصيف، وكان يتم فيها الاهتمام بالمواسم الثقافية مثل سوق عكاظ الذي يعد من أبرز مواسم الثقافة والشعر العربي في الماضي كما هو في الحاضر. وأكد سموه في كلمته أهمية الفهم الصحيح لقيم الدين الإسلامي وسماحته التي تتنافى مع الأفكار المنحرفة والممارسات الخاطئة التي لا علاقة لها بالإسلام. وتحدث الأمير سلطان عن علاقات الصداقة والتعاون بين المملكة والولاياتالمتحدة المستمرة منذ أكثر من سبعين سنة، وقال: إن الاختلاف في بعض وجهات النظر لا يغير في مثل هذه العلاقات المبنية على المبادئ والقيم. وتم خلال الحفل تكريم عدد من الشخصيات الأمريكية التي ساهمت في إعادة قطع من الآثار السعودية الى الهيئة العامة للسياحة والآثار لعرضها في المتاحف السعودية. كما قام سموه بتكريم المؤسسات وشركات الأعمال السعودية والأمريكية التي ساهمت في رعاية معرض روائع الآثار السعودية خلال محطاته في الولاياتالمتحدة التي شملت واشنطن وبيتسبيرغ وهيوستن وكانساس، ومحطته الحالية في سان فرانسيسكو.