بعد سنوات طويلة من دعم عمل المرأة خارج المنزل، وتحوّل المجتمعات الغربية لمجتمعات مادية على حساب الحياة الأسرية السليمة، بدأت العديد من التقارير الغربية تذكّر بأهمية الحياة الأسرية التي خسرت الكثير من مكانتها بسبب الحياة المادية الغربية. وحسب موقع (لها أون لاين) في أحدث تقرير صادر عن بريطانيا، بدعم من الكنيسة هناك، حذّرت الدراسة من أن عمل المرأة خارج بيتها ساهم في تفكك الأسرة التقليدية, وتسبب في إلحاق أضرار عاطفية بجيل كامل من الأطفال. وينتقد التقرير المدعوم من كبير أساقفة كانتربري د. روان ويليامز الآباء الذين يقضون الساعات الطوال في العمل ويعتمدون على المربين والمربيات لرعاية أطفالهم في البيوت. ونقلت صحيفة بريطانية وصف ارتفاع أعداد الأمهات العائدات إلى العمل -فيما لم تبلغ أعمار أطفالهن عاما واحدا- بأنه تحول اجتماعي «هائل», ويعزو السبب في التفكك الأسري إلى أن النساء أصبحن أقل اعتمادا على أزواجهن. ويؤكد التقرير –الذي أعده الأكاديميان لورد لايارد وبروفيسور جودي دان لصالح جمعية الأطفال المنتسبة لكنيسة إنجلترا- أن الصداقة تدنت منزلتها عند الشباب حيث يقضي ما يعرف ب«جيل الفيس بوك» وقتا أمام شاشة الكمبيوتر أطول من اللعب في الخارج. ومن المتوقع أن ينشر التقرير -الذي يتناول وضع الطفولة البريطانية- في وقت لاحق قريباً. واقتبست الصحيفة مقتطفات من التقرير جاء في بعضها أنه «مقارنة بقرن من الزمان مضى, فإن ثمة تغيرين يبرزان على السطح: أولهما أن معظم النساء يعملن حاليا خارج بيوتهن ويحترفن مهنا بجانب كونهن أمهات». ويقول مقتطف آخر: «إن 70% من أمهات أطفال تتراوح أعمارهم بين تسعة و12 عاما يؤدين حاليا أعمالا مدفوعة الأجر, بالمقارنة مع 25% فقط قبل 25 عاما، وهو ما يعد تحولا هائلا في نمط الحياة. وفي ذات الوقت فإن أشخاصا آخرين غير الأبوين هم من يتولون رعاية الأطفال». أما التغير الثاني فيكمن -كما يقول التقرير- في الارتفاع الحاد في حالات انهيار الزيجات في العقود الأخيرة. ويردف التقرير قائلا في هذا الصدد: «إن الاستقلال الاقتصادي للنساء مؤخرا هو الذي يفضي إلى هذا الارتفاع».