تعمل نصف الأمهات البريطانيات الآن خارج منازلهن قبل أن يكمل أطفالهن العام الأول من أعمارهم ، على الرغم من أدلة وفرتها دراسة دولية موثوقة على أن هذا الاتجاه يعيق نموهم. وتعتبر الأمهات البريطانيات الأكثر خروجاً للعمل بالمقارنة مع نظيراتهن في الدول الغربية الأخرى، متجاهلات نتائج الأبحاث التي تؤكد أن اللواتي يلازمن بيوتهن ينشئن أطفالا أقوم سلوكا وأفضل أداء في المدارس. ويلخص التقرير منظومة من أبحاث توصلت إلى أن أطفال الأمهات العاملات أسوأ قراءة وأداء في الاختبارات وأكثر ميلًا إلى إساءة التصرف وأكثر عرضة للإصابة بمشكلات الانتباه. ويقول المعارضون إن التقرير يفضح حجم الضرر الذي ألحقته الحكومات المتعاقبة على الأجيال الشابة من خلال تشجيع النساء على إيداع أطفالهن في دور الحضانة النهارية والذهاب إلى العمل. وتعتبر الدنمارك الدولة الوحيدة التي لديها اكبر عدد من النساء اللواتي يتمتعن بإجازة مدفوعة إلى أن يكمل أطفالهن العام الأول من أعمارهم. ويرسم التقرير المكون من 279 صفحة ، صورة كئيبة للحياة الأسرية في بريطانيا حيث تكثر ظواهر الأسر المكونة من احد الأبوين والمساكنة والإنجاب من علاقات غير شرعية. وأشار التقرير الذي أعدته منظمة التعاون والتنمية، التي تضم في عضويتها 34 دولة صناعية، تحت عنوان " أداء أفضل للعائلات"، إلى أن 64 بالمئة تقريباً من الأطفال البريطانيين يترعرعون وسط أبوين متزوجين. أبناء الأمهات العاملات أسوأ تحصيلًا علمياً .. وأسرة «العائل الوحيد» وصفة انحراف ويوضح التقرير أن توظيف الأمهات في معظم أنحاء العالم لا يلحق الضرر بنمو الطفل ، على عكس ما يحدث في المملكة المتحدة والولايات المتحدة. وتعتبر 28 بالمئة من الأمهات البريطانيات من العاملات بأجر قبل بلوغ أطفالهن سن ستة أشهر. غير أن أطفال الأمهات اللواتي يذهبن للعمل قبل بلوغهم هذه السن يؤدون أداء سيئا في اختبارات المعلومات العامة في سن خمس سنوات وأسوأ بصورة ملحوظة في القراءة والرياضيات في سن السابعة مقارنة برصفائهم من أطفال الأمهات اللواتي يبقين في منازلهن. وتقول المنظمة إن الانجاز والسلوك يصبحان أكثر تضررا إذا كانت المرأة العاملة خريجة جامعية، إذ تبين أن ثلث النساء البريطانيات الجامعيات يعدن للعمل في غضون ستة أشهر من الولادة. كما يؤثر عمل الأم تأثيرا خطيرا في سلوك وانتباه الطفل لدى بلوغه سن السابعة ، ويكون هذا التأثير أكثر وضوحا إذا كانت الأم قد عادت لمزاولة عملها قبل بلوغ طفلها سن ستة أشهر. وتشير المنظمة إلى أن هذا التأثير قد يكون له صلة بنوعية رعاية الأطفال في المملكة المتحدة حيث تعتبر الرعاية الجيدة الأغلى من نوعها في العالم الغربي. ويقول نورمان ولز ، من جماعة الضغط المعروفة باسم "منظمة العناية بالأسرة والطفل" إن الأطفال يخسرون الكثير لأن أمهاتهم يتعرضن لضغوط العودة إلى العمل باكرا، ويضيف:" كثيرا ما تحتل احتياجات الأطفال المرتبة التالية لرغبات الأمهات في فرض أجندتهن الأنثوية على كل أسرة."وفي مؤشر آخر على الضرر الذي يلحق بالأطفال، يشير تقرير المنظمة إلى أن بريطانيا لديها واحد من اكبر معدلات الطلاق في العالم وان 63 بالمئة من حالات الطلاق تقع بين الأزواج من ذوي الأطفال. ويشير التقرير أيضا إلى أن نظام الإعانات المعمول به في بريطانيا يشجع الزوجين على أن يعيش كل منهما على حدة، حيث يحصل أي منهما على سادس أفضل صفقة في العالم في حين يحصل الزوجان اللذان يعيشان معا على إعانة تعتبر عاشر أسوأ صفقة في العالم. كما يشير التقرير إلى أن 24 بالمئة من الشباب في سن ما بين 20 إلى 34 عاما يعيشون مع شركاء حياة بلا زواج .. ويوضح التقرير أن بريطانيا من بين الدول التي تسجل اعلى معدلات في إنجاب الأطفال غير الشرعيين، حيث إن 45 بالمئة من الولادات تتم خارج إطار الزواج. ووجد التقرير أن احتمال فشل الطفل الذي يعيش في كنف أسرة من أب واحد في الدراسة يصل إلى 75 بالمئة بينما يصل احتمال إدمانه المخدرات إلى 70 بالمئة، واحتمال تعرضه لمشكلات ذات صلة بتعاطي المسكرات إلى 50 بالمئة وعدم حصوله على عمل إلى 35 بالمئة. من مصلحة الأطفال الرضع أن تبقى أمهاتهم العاملات في بالبيوت