اعترف وزير الداخلية العراقي الجديد محمد الغبان بخسارة وزارته لما يقرب من 60 ألفا من عناصرها خلال عشر سنوات مضت من الحرب على الإرهاب، يأتي ذلك فيما وصل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي إلى طهران في زيارة رسمية يلتقي فيها عددا من المسؤولين الإيرانيين لإجراء مباحثات حول التصدّي لتنظيم "داعش" الذي يسيطر على مساحات واسعة في العراق، مما دفع الحكومة الأمريكية إلى الموافقة على بيع ذخائر دبابات لدعم القوات البرية العراقية تبلغ قيمتها 600 مليون دولار. خسارة 60 ألفا من منسوبي الداخلية أكّد وزير الداخلية العراقي الجديد محمد سالم الغبان أن الوزارة قدمت أكثر من 60 ألفا بين قتيل وجريح خلال حربها على الإرهاب في السنوات العشر الماضية فيما تعكف على إعداد تصورات وخطط استراتيجية لمعالجة كافة الاشكاليات الناجمة عن الفراغ الوزاري. وقال الغبان لصحيفة "الصباح" العراقية في عددها الصادر أمس الثلاثاء: إنه سيضع في سلم أولوياته الامنية لفرض استقرار البلاد خطة لتوسيع دائرة التعاون الاستخباراتي مع دول الجوار. وكشف الغبان، خلال عملية تسلّمه الحقيبة الوزارية، عن خطة لإشراك الإعلام الوطني في مواجهة الإرهاب الإعلامي ومكافحة الفساد العام من خلال تفعيل دور الأجهزة الرقابية بالوزارة. وأوضح أن التحديات المصيرية في البلاد تحتاج تعاونا استخباراتيا إقليميا لتجفيف منابع الإرهاب ومنع تدفق الإرهابيين من خارج الحدود، مؤكدا على أهمية توثيق العلاقات الأمنية إقليميا ودوليا، مشيرا إلى أهمية دعم الأممالمتحدة والدول الكبرى لجهود قواتنا الأمنية في تصديها للإرهاب. وقال الغبان: إن الحرب القائمة بين الشعب العراقي بمختلف طوائفه وبين الإرهاب المدعوم دوليا جزء كبير منها حرب إعلامية ونفسية تشنها قوى الظلام والطامعون في تقسيم البلاد مما يتطلب الاستعانة والتعاون مع الإعلام الوطني لتنسيق الجهود لدحر الإرهاب. وأشار إلى أن الوزارة ستبدأ مرحلة جديدة من خلال وضع الخطط الاستراتيجية لتأخذ دورها الحقيقي في فرض الأمن ومكافحة الإرهاب ومعالجة الفساد العام ضمن البرنامج الوزاري للحكومة وتوفير الاستقرار والأمن في عموم البلاد وخاصة العاصمة بغداد. وشدّد على أهمية مكافحة ظاهرة الفساد المالي والإداري بالوزارة لأنها تشكّل خطرا كبيرا على الأمن، الأمر الذي يتطلّب دعما من الأجهزة الرقابية والتفتيشية بالوزارة، داعيا المواطنين إلى التعاون مع الأجهزة الأمنية لأن المعركة التي تدور في مناطق متفرقة من البلاد ضد الإرهاب هي معركة الشعب العراقي للحفاظ على وجوده وثرواته وتاريخه. وأكّد الغبان أن الأمن مسألة تضامنية بين مكونات الشعب العراقي كافة، موضحا أن هناك إجراءات أمنية سيكون لها دور كبير في حفظ الأمن بالمحافطات وبالعاصمة بغداد. العبادي في طهران التقى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أمس الثلاثاء في طهران الرئيس الإيراني حسن روحاني للتباحث في مكافحة تنظيم "داعش"، وذلك بعدما استبعد أي تدخل أجنبي على الأرض لمكافحة الارهابين. وقال مسؤول إيراني إن حيدر العبادي الذي يقوم بأول زيارة إلى إيران منذ توليه مهامه، تم استقباله صباح أمس الثلاثاء دون مزيد من التفاصيل. وسيلتقي لاحقا بمسؤولين آخرين في إيران. ذخائر دبابات للعراق قالت الحكومة الأمريكية يوم الاثنين إنها وافقت على بيع ذخيرة دبابات تصنعها شركة جنرال دايناميكس كورب للعراق بقيمة 600 مليون دولار لمساعدة حكومة بغداد على إقامة قدرة دفاعية برية متكاملة. وأمام الكونجرس 30 يوما من الآن لمنع عملية البيع على الرغم من أن هذا الإجراء نادر الحدوث إذ إن صفقات الأسلحة تُدرس بعناية قبل إخطار الكونجرس. وأخطرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة لوزارة الدفاع (البنتاجون) المشرّعين بأن وزارة الخارجية وافقت على بيع عشرة آلاف قطعة ذخائر إم831 عيار 120 مليمترا مضادة للدبابات وعشرة آلاف من الرؤوس الحربية إم865 عيار 120 مليمترا و26 ألف قطعة ذخائر أخرى فضلا عن الخدمات اللوجستية.