سقط عدد من القتلى في الاشتباكات التي شهدتها مدينة بنغازي شرق ليبيا بين الجيش النظامي الليبي والقوات الموالية للواء المتقاعد خليفة حفتر من جهة، وعناصر من مجلس شورى ثوار بنغازي من جهة أخرى، بينما تضاربت الأنباء عن مشاركة الطيران المصري في قصف مواقع تابعة لثوار المدينة. وقالت مصادر طبية ليبية إن 13 شخصًا على الأقل قتلوا في المواجهات بين الطرفين، وأوضح مسعفون في أحد مستشفيات المدينة أن تسعة جنود على الأقل قتلوا وأصيب اثنان، بينما عثر على جثث أربعة مدنيين في أحد الشوارع وهو رقم من المرجح أن يرتفع. وتباينت رواية الطرفين حول مآل اشتباكات أمس، فقد أعلن الجيش والقوات الموالية لحفتر قائد قوات عملية الكرامة سيطرة هذه القوات على منطقة قاريونس ومعسكر كتيبة "17 فبراير" التي تعدّ من أبرز الأذرع العسكرية لمجلس شورى ثوار بنغازي، لكن مجلس شورى ثوار بنغازي نفى تلك الأنباء، وقال إن قواته استولت على دبابات من معسكر تابع لقوات اللواء خليفة حفتر. ويدور صراع فوضوي بين تحالف لجماعات اسلامية مسلحة من جانب والجيش المدعوم بقوات موالية لحفتر من جانب آخر من أجل السيطرة على بنغازي ثاني اكبر مدينة في ليبيا. وقال سكان المدينة إن دوي الرصاص سُمع في عدد من الاحياء منذ الصباح الباكر. وقال مسعفون بمستشفى إن تسعة جنود على الاقل قتلوا واصيب اثنان بينما عثر على جثث اربعة مدنيين في احد الشوارع وهو رقم من المرجح ان يرتفع. وهاجم مقاتلون من جماعة انصار الشريعة معسكرًا للجيش وهو أحد آخر القواعد التي تسيطر عليها القوات الحكومية منذ ان طرد متشددون مسلحون وحدات للقوات الخاصة بالجيش من بنغازي قبل أشهر. وقال السكان إنه سُمع في وقت لاحق أزيز طائرات تابعة فيما يبدو للقوات المتحالفة مع حفتر تقصف مواقع للإسلاميين. وقال رئيس الوزراء عبدالله الثني ومحمد الحجازي المتحدث باسم حفتر إن الجيش استولى على معسكر 17 فبراير التابع لقوات "مجلس الشورى" وهي جماعة تضم ميليشيات اسلامية. وأبلغ الثني القناة التليفزيونية سكاي نيوز عربية التي مقرها الامارات ان قوات مجلس الشورى تفر من المواجهة العسكرية. وقال احمد المسماري المتحدث باسم رئيس هيئة الاركان الليبية ان القتال ما زال مستمرًا لأن بعض الاسلاميين لم يستسلموا على الرغم من سيطرة الجيش على المعسكر. وبعد ثلاث سنوات من سقوط رجل ليبيا القوي معمر القذافي توضح محنة بنغازي عدم قدرة الحكومة المركزية على السيطرة على فصائل مسلحة منافسة حاربت في وقت من الاوقات القذافي وتحارب الآن من اجل مكاسب ما بعد الحرب. وتخشى الدول المجاورة لليبيا والقوى الغربية من ان البلد العضو بمنظمة اوبك يتجه نحو حرب أهلية شاملة لأن الحكومة الضعيفة غير قادرة على التصدي لمجموعات المعارضين السابقين المدججين بالسلاح الذين يتحدون سلطة الدولة. وبدأت الاممالمتحدة مفاوضات لوضع نهاية للقتال بين الفصائل المختلفة لكن بعض المتشددين يرفضون حتى الآن فكرة اجراء أي محادثات. ومن بين القوى المتصارعة في بنغازي قوات حفتر - وهو حليف سابق للقذافي - وأنصار الشريعة وهي الجماعة التي تحملها واشنطن المسؤولية عن الهجوم الذي استهدف القنصلية الأمريكية في بنغازي في 2012 وقتل فيه السفير الأمريكي لدى ليبيا. ودعا النشطاء فى بنغازي امس الى احتجاجات في شوارع المدينة ضد الميليشيات الإسلامية ومن بينها جماعة انصار الشريعة. وفي بعض مناطق بنغازي يقاتل شبان مسلحون الميليشيات الإسلامية التي أقامت نقاط تفتيش في انحاء المدينة وتعمل بحرية في تلك المناطق. والى الغرب من بنغازي اصابت طائرة حربية بطريق الخطأ خزانًا مملوءًا بمواد كيماوية تستخدم لتنظيف خطوط انابيب النفط حسبما قال نائب رئيس نقابة عمال النفط في ليبيا. من جهتها، نفت الرئاسة المصرية، صحة تقارير أوردتها وسائل إعلام أجنبية، عن قيام طائراتها بقصف مواقع تابعة لميليشيات إسلامية في مدينة بنغازي، شرقي ليبيا. وقال المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، السفير علاء يوسف، في تصريحات أوردتها وسائل إعلام رسمية في القاهرة، إن التقارير التي أوردتها وكالة أنباء "أسوشيتد برس" الأربعاء، "عارية عن الصحة". وبثت الوكالة الأمريكية تقريرًا، نقلًا عن "مسؤولين مصريين"، جاء فيه أن "طائرات حربية مصرية تقوم بقصف مواقع لميليشيات إسلامية شرق ليبيا"، بحسب ما أوردت فضائية "النيل"، نقلًا عن وكالة أنباء الشرق الأوسط. وأشارت "أسوشيتد برس"، بحسب التقرير المنسوب إليها، إلى أن المسؤولين المصريين "اعترفا بالعملية العسكرية"، واعتبرا أن "استخدام الطائرات الحربية هو جزء من عملية حربية تقودها مصر ضد الميليشيات المسلحة بليبيا". كما نقلت وكالة الأنباء المصرية تصريحات للناطق باسم "غرفة عملية كرامة ليبيا"، الرائد محمد الحجازي، نفى فيها مشاركة أي طائرة مصرية في الاشتباكات التي تشهدها مدينة بنغازي. وأكد المتحدث الليبي أن الطائرات التي قصفت مواقع تابعة لجماعة "أنصار الشريعة" في بنغازي، هي طائرات تابعة لسلاح الجو الليبي.