شنت طائرات التحالف الدولي ثماني غارات جديدة ليل الثلاثاء الاربعاء وفجر امس استهدفت مواقع لتنظيم داعش الجهادي المتطرف في مدينة عين العرب السورية الحدودية مع تركيا ومحيطها، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الانسان. وذكر المرصد في بيان: «نفذت طائرات التحالف العربي الدولي ست ضربات على الاقل ليل الثلاثاء وفجر الاربعاء» استهدفت مناطق في عين العرب (كوباني بالكردية). وأضاف البيان: «كذلك نفذت طائرات التحالف ضربتين استهدفتا محيط قريتين في الريف الغربي لمدينة عين العرب». وكانت قوات التحالف الدولي كثفت قصفها بشكل لافت على مواقع مقاتلي تنظيم داعش في الساعات الاخيرة، حيث شنت الثلاثاء 21 غارة على مواقع هذا التنظيم قرب مدينة عين العرب، بحسب ما أعلنت القيادة الامريكية الوسطى. وذكرت القيادة الوسطى ان «الدلائل تشير الى ان الغارات الجوية أدت الى ابطاء تقدم التنظيم» في المنطقة المحيطة بكوباني. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان، فقد قتل 32 عنصرا من تنظيم داعش في غارات للتحالف الثلاثاء على مناطق داخل مدينة عين العرب ومحيطها وريفها. كما قتل سبعة من مقاتلي التنظيم خلال اشتباكات في عين العرب بينهم ثلاثة فجروا انفسهم بعربات مفخخة في المدينة وأطرافها، فيما قتل سبعة مقاتلين اكراد في هذه الاشتباكات. ودارت امس وفقا للمرصد اشتباكات جديدة بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردية وتنظيم داعش في المدينة التي تتعرض منذ 16 سبتمبر لهجوم من قبل هذا التنظيم المتطرف بهدف السيطرة عليها، وسط مقاومة شرسة يبديها المقاتلون الاكراد. وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الأربعاء إنه لا يتوقع أن ترسل الولاياتالمتحدة قوات برية إلى سوريا، ولا يتوقع أن تغير انتخابات التجديد النصفي للكونجرس المقررة الشهر المقبل السياسة الأمريكية. وأضاف في مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس ردا على سؤال حول ما إذا كانت انتخابات الكونجرس في الرابع من نوفمبر ستغير السياسة الأمريكية «لا أتوقع أن يرسل الأمريكيون قوات إلى سوريا». وتقود الولاياتالمتحدة حملة جوية على مقاتلي تنظيم داعش لكنها تقاوم دعوات بعض الأمريكيين المحافظين مثل السناتور جون مكين لنشر قوات أمريكية لمساعدة القوى التي تحارب التنظيم المتشدد في العراقوسوريا. الموقف الكردي وفي أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق اجتمع رئيس الإقليم مسعود بارزاني الثلاثاء، مع قيادات الأحزاب الكردية السورية لبحث آخر التطورات السياسية والعسكرية، خاصة ما تشهده مدينة كوباني. واعتبر بارزاني، دعم المجتمع الدولي للكرد «خطوة مهمة وفرصة ذهبية»، مناشدا كافة الأطراف الكردية في سوريا من اجل «العمل لحل الخلافات بكل جدية وأن يكون لهم رؤية استراتيجية للمستقبل»، حسب الموقع الرسمي لرئاسة إقليم كردستان العراق. وقال: «نحن في إقليم كردستان على أتم الاستعداد لتقديم العون والمساعدة، مؤكدا على أن حرب داعش بالنسبة لشعبنا هي حرب مصيرية وأن المقاومة التي نشهدها في كوباني محل تقديرنا وأن انتصار الكرد في أي مكان في العالم هو انتصار للكرد جميعا». وأكد بارزاني على ان استجابة دول التحالف للدفاع عن كوباني «هو محل تقديرنا ولا يوجد فرق بالنسبة لنا بين كوباني وأربيل، لذلك قدمنا ما في استطاعتنا وعملنا من أجل كوباني كما عملنا من اجل اربيل، وإن ما يقدمه التحالف الدولي في كوباني من دعم وإسناد هو نفسه ما قام به في أربيل». وفي السياق، أعرب رئيس حزب الاتحاد الديمقراطي السوري، صالح مسلم عن «تقديره للرئيس بارزاني للمساعدات التي قدمها لغرب كردستان، وكذلك المواقف والتصريحات الداعمة»، وفقاً للموقع. اشتباكات من جهة أخرى، دارت اشتباكات ظهر امس بين قوات النظام وبين الجيش الحر وكتائب إسلامية، في مدينة مورك بريف حماة الشمالي، ودارت الاشتباكات بين الطرفين، في النقطة الخامسة التابعة لقوات النظام بالمدينة، فيما استهدف مقاتلو «الحر» النقطة بالمدفعية الثقيلة والرشاشات، محققين إصابات في صفوف قوات النظام. إلى ذلك شن الطيران الحربي غارتين، على مدينتي مورك واللطامنة، دون تسجيل إصابات. في السياق ذاته، تعرضت قريتا حمادة عمر وأبو رمال ومحطة صلبا، بالريف الشرقي، لغارت مماثلة، واقتصرت الأضرار على المادية. كمن قضى ستة مقاتلين من الجيش الحر وكتائب إسلامية صباح الأربعاء، خلال اشتباكات مع قوات النظام في بلدة معرحطاط بريف إدلب الجنوبي، حسب وكالة «سمارت». ودارت معارك عنيفة بين الطرفين في محيط البلدة، ما أوقع ستة قتلى من الجيش الحر وكتائب إسلامية، فيما دمر (الحر) دبابة إثر استهدافها بصاروخ «تاو»، وسط قصف جوي ومدفعي على المنطقة. إلى ذلك، شنّ طيران النظام الحربي غارة على بلدة حيش، بينما ألقى الطيران المروحي برميلين متفجرين على حاجزي «الدهمان» و«الطراف»، قرب مدينة معرة النعمان. وفجر مقاتلو «الجبهة الإسلامية» والفرقة (13) الثلاثاء، حاجز «الدحروج»، التابع لمعسكر الحامدية، في حين بقي جزء من الحاجز تحت سيطرة قوات النظام، وسط محاولة «الجبهة الإسلامية» اقتحامه. اغتيال نائب على صعيد آخر، اغتال مسلحون مجهولون النائب في مجلس الشعب السوري وريس اليونس باطلاق الرصاص على سيارته في محافظة حماة (وسط)، حسبما افاد مصدر في مجلس الشعب لوكالة فرانس برس الاربعاء. وأوضح المصدر ان «مجموعة مسلحة اطلقت النار على سيارة النائب وريس اليونس فياض التي كانت تقله على طريق حماة السلمية (وسط) حوالي الساعة التاسعة من مساء الثلاثاء ما أدى الى مقتله على الفور». واليونس نائب مستقل عن محافظة طرطوس (غرب) التي تعتبر احد ابرز تجمعات الطائفة العلوية التي ينتمي اليها بشار الاسد. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبدالرحمن ان اليونس كان قائد مجموعة في قوات «الدفاع الوطني» التي تقاتل الى جانب قوات النظام في حماة. وقتل عدد من اعضاء مجلس الشعب السوري او اقاربهم منذ بدء النزاع الدامي في سوريا منتصف مارس 2011. وشهدت سوريا بعد عام من اندلاع الاحتجاجات ضد النظام انتخابات تشريعية «تعددية» في مايو 2012، للمرة الاولى منذ خمسة عقود بحسب تصنيف السلطات، انتهت بوصول اكثرية من حزب البعث الى المجلس، ووصفتها المعارضة ودول غربية بأنها «مهزلة».