تشهد الأسواق الشعبية والمراكز التجارية بمحافظة جدة توافدا كبيرا من الحجاج بعد أن أنهوا مناسكهم وقبل مغادرتهم إلى بلدانهم, بقصد التسوق وشراء بعض الهدايا التذكارية التي لها طابع خاص لديهم. وتنشط الحركة التجارية في أسواق جدة نظرا لقربها من ميناء جدة الإسلامي، إلى جانب أن جدة بوابة الحرمين ومحطة وصول ومغادرة جزء كبير من الحجاج من وإلى مكةالمكرمة عبر المنافذ الجوية والبحرية والبرية, إذ تشهد المنطقة التاريخية كثافة كبيرة من الحجاج منذ ساعات الصباح الأولى وحتى آخر الليل في مشهد اعتادت عليه المنطقة وأسواقها التي تزيد على 12 سوقاً كل عام، ومنها سوق العلوي، وقابل، والندى والخاسكية، نظراً للسمعة التي تشتهر بها هذه الأسواق والبضائع المتنوعة التي تزخر بها وأسعارها المنخفضة مقارنة ببعض الأسواق الأخرى. وتكثر في المنطقة التاريخية الدكاكين الكبيرة والصغيرة التي تختص ببيع الأقمشة وهي واحدة من السلع التي يركز عليها الحجاج في تسوقهم حيث يحتضن سوق الجامع أغلب هذه الدكاكين وهو أحد أشهر الأسواق الشعبية الذي يوفر الأقمشة بكميات وأشكال متنوعة العادية منها والمطرزة وبألوان متعددة ومن أشهر الماركات اليابانية وغيرها وأصبح مقصد الحجاج بدرجة كبيرة وملفته. ويقابل هذه الدكاكين والأسواق بعض الأكشاك والبسطات الصغيرة ينتظر أصحابها نصيبهم من مرتادي السوق من الحجاج, وأوضح البائع عمر سرور أنه يحرص على توفير بعض مستلزمات الحجاج البسيطة في كشكه؛ كالصور والمجسمات للحرمين الشريفين وبعض الهدايا والألعاب الخاصة بالأطفال, مشيراً إلى أن الإقبال على هدايا الأطفال من قبل الحجاج يرتفع بصورة كبيرة في هذا الموسم. ويركز الحجاج على الإكسسوارات التي ينشط الإقبال عليها بشكل ملحوظ إلى جانب بعض التحف المصنوعة يدويا والسبح والملبوسات والبخور والعباءات واللوحات القرآنية والتمور بأنواعها والمصحف المسجل بصوت أشهر القراء والخواتم. ولا يقتصر تسوق الحجاج على الأسواق الشعبية بل إن عددا منهم يقصد في تسوقه المراكز التجارية الكبيرة والأسواق المنتشرة في محافظة جدة التي تزيد عن 200 مركز وسوق تتنافس فيما بينها على تقديم العروض والتنزيلات في هذه الفترة من السنة لجذب أكبر عدد من المتسوقين وخاصة حجاج بيت الله الحرام. وبيّن صالح المنصور- بائع ذهب ومجوهرات- أن الإقبال على هذه السلعة زاد بنسبة 50 إلى 60 في المائة عن الأيام العادية، نظرا لفترة عيد الأضحى وحرص أغلب الحجاج على اقتناء هذه السلعة خاصة الأساور, مشيراً إلى أنه يستعد مبكراً لتوفير التشكيلات المناسبة لكافة الأذواق ومنها الخاصة بالأطفال. ويعرض الباعة أيضا الساعات اليدوية الرجالية والنسائية والخواتم التي تزينها الأحجار الكريمة بأنواعها مثل العقيق، إلى جانب البخور بأنواعه والعود والمسك والعنبر والعطورات وهي من الهدايا التي غالباً ما يتميز بها الحجاج ويحملونها معهم لبلدانهم ولذويهم، بخاصة حجاج الداخل ودول مجلس التعاون حيث يمثل العود والبخور نوعا من أنواع الحفاوة والضيافة والتقاليد القديمة التي تميز البيت الخليجي. سوق الجامع يحتضن أغلب الدكاكين