أعرب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية «حماس» عن أمله بعودة الوئام والتآلف إلى الساحة الفلسطينية لأن «فلسطين اكبر من ابن فتح وابن حماس واكبر من كل الفصائل». وقال مشعل في لقاء خاص ب«اليوم»: ان «الوطن اهم من المصلحة الحزبية والفصيل والمصلحة الوطنية اهم من المصلحة الحزبية»، داعيا الى «تحجيم «الانا» الحزبية، و»الانا» الفصائلية وتعظيم المصلحة الوطنية» والخروج من «الخصومة» إلى «التنوع». معترفاً ب «أخطاء منا ومن إخواننا». وبشر مشعل الفلسطينيين بان «الانقسام والخلاف المرير إن شاء الله اصبح (ماضيا)»، مشيرا الى «اننا نحتاج الى مرحلة انتقالية نأمل ان لا تطول وسنتعاون معاً في اختصار زمنها لنطبقها على افضل وجه». وقال: «فلسطين اكبر من ابن فتح وابن حماس واكبر من كل الفصائل.. دعونا نفكر في تحقيق مكاسب وطنية قبل تلك الفصائلية والحزبية، وعندما ينتصر وطننا فإن فصيلنا ينتصر». وأضاف «اي انجاز حزبي او فصائلي في ظل خسارة وطنية فانجازك لا قيمة له». محذرا من ان «العدو اثبت انه مجرم ولن يعطينا حقوقنا إلا انتزاعاً عبر استراتيجية متكاملة نحشد فيها المقاومة والدبلوماسية والإعلام لكسب المزيد من التعاطف الدولي والتأييد السياسي وتعزيز وحدة الصف لصالح المعركة فالمستقبل لنا و لأمتنا وليس للاحتلال الصهيوني». مشيراً إلى أن التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني في القدسالمحتلة وكل فلسطين لن تضيع سدى. ودعا إلى «الخروج من تحت العباءة الحزبية الضيقة الى المظلة الشاملة للوطن». مشيراً إلى حميمية التنوع الفلسطيني «فلسطين عظيمة في كل مكوناتها, وبمجتمعها المتميز، فنحن اسرة واحدة وطوال عمرنا نعيش مسلمين ومسيحيين معا، ولدينا كل الاتجاهات الفكرية من اليسار الى اليمين والمتدين وغير المتدين». مبيناً «امامنا اليوم معركة مصيرية هائلة، فنحن نواجه عدوًا يمعن في الاعتداء علينا وعلى ارضنا في الضفة الغربية وقطاع غزة وعلى مدينة القدس واهلها المرابطين فيها, ويواصل هذا العدو التهويد والاستيطان ونهب ارضنا, ويرفض ان يعيد حقوقنا وينكرها ويغلق كل الخيارات والمسارات وفي المقابل لا ينصفنا العالم ويقف عاجزا او منافقا لاسرائيل». وفيما يتعلق بالاتفاقات مع حركة فتح قال: «نحن اليوم امام تحديات لتطبيق ما اتفقنا عليه في اكثر من مسار سواء المصالحة والسلطة ومؤسساتها ومسار منظمة التحرير.. هناك اتفاقات وقعنا عليها سابقا ودشناها في ايار الماضي ومؤخراً في اجتماعات القاهرة اتفقنا على اليات لتطبيقها على الارض» لإنهاء الانقسام وتوحيد الصف الفلسطيني. وعن سر الانسجام والتوافق المفاجئ بينه وبين الرئيس عباس قال مشعل: «الاعداء يتصالحون فكيف بابناء الشعب الواحد.. ونحن لسنا اعداء، وحتى دائرة الخصومة نريد الخروج منها الى دائرة التنوع، والخلافات في الرأي والتصور لا تزال قائمة وستبقى لانها سنة الله في خلقه، المهم كيف نتعايش مع هذه الخلافات ونهضمها ونستوعبها ونجعلها عامل قوة واضافة وتنوع وتكامل بدل اعتبارها عامل صراع واحتكاك». الخروج من دائرة القلق والتشاؤم لكن رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» قال «يجب ان لا نبقى في دائرة القلق والتشاؤم، ولا ننقل الناس الى دائرة التفاؤل المفرط حتى لا يحلقوا في سماء الخيال، في المقابل نريد الواقعية، ودعا إلى إسهام جميع الفصائل الفلسطينية في صنع المستقبل «يجب ان نسهم في هذه "الطبخة" وكل منا يجب ان يضع بصمته وتأثيره واسهامه». وقال: "دعونا نترفع.. هذه فرصة لفتح وحماس والمنظمات والفصائل وعلى صعيد الشخصيات والقوى وعلى المستوى الفردي ايضاً ان نكون صريحين وشجعانا في قول الحقيقة لبعضنا البعض، وخاصة عندما نبدأ بالنقد.. يجب ان انقد نفسي اولاً ثم الاخرين وتحديداً كفصيل اين اخطأنا واين اصبنا، العصمة لله وحده، لا يوجد معصومون على الارض، كلنا نقع في الخطأ". واقر مشعل بانه يلمس «قلقا لدى شعبنا من تباطؤ عملية المصالحة وقلقا من ألا تتحقق» مضيفاً «دون شك هذا القلق مشروع ولكن يجب ان لا نظل حبيسي هذا القلق، بل يجب ان نتفاعل بشكل ايجابي ونعمل معاً جميعاً في جلب المصالحة، ونحن جميعاً كقيادات وكوادر وفصائل ومستقلين وجمهور شركاء في هذا المشروع لان انهاء الانقسام ونجاح المصالحة مسؤولية وطنية مشتركة». ولاحظ الزعيم الفلسطيني ان «الكل لمس من الجانب الاخر ارادة جديدة وروحا جديدة وحرصا جديدا، وهذا ليس بالقول بل بالتحرك والقرارات والتوجهات وبتسهيل التفاهم على مختلف القضايا، هناك اختلافات ونقاش ولكن ما نلبث ان نتفق، ولا شك ان اهلنا في الضفة الغربية والقطاع والقدسالمحتلة الذين يعانون من الانقسام خاصة ان السنوات السابقة كانت صعبة،عليهم ان يلمسوا بعض التقدم الذي تم احرازه، فلأول مرة نبحث إعادة تفعيل وهيكلة منظمة التحرير الفلسطينية.. لأول مرة منذ 2005، وقد توصلنا خلال اجتماعنا امس الى خطوات عملية وآلية عمل ووضعنا جدولا زمنيا وليس فقط تصريحات بل العملية انطلقت في خطوات عملية بإتجاه تفعيل وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وانتخاب مجلس وطني جديد ولجنة تنفيذية جديدة» . كفى للرهان على استمرار الانقسام ولن نلتفت لمن يريد تعكير هذا المسار، سنواصل لانهاء الانقسام مهما حاول المندسون. ونحن على قناعة اننا سننجح بإذن الله قواسم سياسية مشتركة ولفت مشعل الى ان «حماس» وغيرها من الفصائل الفلسطينية توافقت منذ العام 2005 على جملة من الأوراق السياسية التي مثلت قواسم سياسية مشتركة فيها الكثير من الواقعية والتوافق الوطني والارادة الوطنية الجادة، لكن أشار إلى الفشل في تحقيقها هو التعنت الإسرائيلي والانحياز الامريكي والعجز الدولي «ومن هذا المنطق لا نقبل من احد في هذا العالم ان يلقي باللائمة على الفلسطينيين وانما على الاطراف الاخرى وخاصة الطرف الإسرائيلي». وتابع «بدليل إذا كانت حماس متهمة بهذه الاتهامات ماذا يقولون عن الرئيس عباس الذي افشلوه نتيجة لتلك العوامل». وقال مشعل: «العرب والفلسطينيون استنفدوا كل اشكال المرونه والاعتدال والعلة معروفة أين وعلى العالم ان يطرق العنوان الصحيح». ورداً على سؤال حول المتربصين والمستفيدين من الانقسام قال مشعل: «كفى للرهان على استمرار الانقسام ولن نلتفت لمن يريد تعكير هذا المسار، سنواصل لانهاء الانقسام مهما حاول المندسون. ونحن على قناعة اننا سننجح بإذن الله». ورداً على سؤال حول المتخوفين من سيطرة حماس على منظمة التحرير الفلسطينية بعد سيطرتها على المجلس التشريعي وقطاع غزة قال ان «حماس» تمارس دورها «كشريك في الحياة السياسية، وليس كبديل ولا كمحتكر، كما تمارس دورها في الحياة النضالية بكل مفرداتها كشريك الى جانب كافة القوى السياسية». وحول لقاء الفصائل وبقيادة الرئيس عباس والصورة التي نقلت للعالم من اجتماع الإطار القيادي في القاهرة حيث ظهر مشعل ورمضان شلح على يمين ابو مازن قال انها رسالة جدية للمجتمع الدولي في لحظة تاريخية تتشكل في فلسطين، «طوينا سنوات الانقسام المشؤوم، صحيح هناك معوقات ولكن بجديتنا ومستعينين بالله ستغلب عليها، وهناك جدية لمستها من الجميع نأمل ان تكون كافية للتغلب على المعوقات الداخلية والخارجية». ورداً على سؤال حول ملف المعتقلين السياسيين قال مشعل «حصل تقدم وما زالت هناك إشكالات، من خلال بحث هذه القضية بيننا وبين الاخوة في حركة فتح وفي لقاء الفصائل والحركات وفي إطار ثنائي مع الرئيس ابو مازن وخلال اللقاء في الإطار القيادي للمنظمة.. الحقيقة هناك اتفاقات ونوايا وخطوات عملية إيجابية». وأعرب عن أمله بطوي الملف ضمن عنوان اشمل من إجراءات بناء الثقة و«نشعر ان هناك انجزا ملموسا وحركة ايجابية». وقال الزعيم الفلسطيني: إن اتفاقاً أبرم بخطوات ملموسة لاجاراء الانتخابات في مايو/ أيار المقبل «وبهذا الصدد اتفقنا على تشكيل لجنة الانتخابات وحددنا الاسماء والاخ ابو مازن اصدر مرسوماً رئاسياً بذلك وقريباً ستفتتح لجنة الانتخابات مكاتبها في غزة والضفة». تفاؤل بإتمام المصالحة أما عن المواضيع التي جرى بحثها في اللقاء الثنائي المغلق بينه وبين الرئيس عباس قال مشعل «تم بحث مجمل القضايا كافة.. استعراض عمل اللجان التي اجتمعت في القاهرة على مدى الايام القليلة الماضية والتي سبقتها وإقرار الانجازات التي تمت، كما تم البحث في الهم الوطني والحل السياسي، وحديث الواقع المعاش وكيف نعمل معا في المساحات المشتركة». وأضاف «هناك الكثير من القضايا التي يوجد اجماع دائم عليها مثل قضية القدس وحق العودة ومواجهة الاستيطان وجدار الفصل العنصري وتهويد القدس وكيف نتصدى للاحتلال وكيف ننتزع حقوقنا». وعبر عن تفاؤله وتصميمة باتمام المصالحة، لان القضايا التي تم بحثها خرجت من خانة التصريحات والتصورات الى «خانة اليات العمل والتنفيذ على الارض خاصة عندما نتحدث عن إطار منظمة التحرير والسلطة والشراكة السياسية، وعن تحمل المسؤولية معاً» و«معالجة ذيول الانقسام» مؤكداً انه تم بحث كافة الملفات رغم التباطؤ «لكن ذلك يعني اننا يجب ان لا ننتظر الثمرة حتى تنضج ولكن يجب ان نشترك معاً في انضاجها». ودعا مشعل الى خلق روح جديدة في الضفة والقطاع والقدس و«مزاج ايجابي نشترك جميعا في صنعه». وشدد الرجل القوي في حركة حماس على ان «تلويح وتهديد البعض بقطع الدعم عن السلطة ووضع شروط عليها وهو امر مرفوض رفضاً قاطعاً». اعترف مشعل أن «خمس سنوات من الانقسام اوجدت وافرزت امزجة معكرة، اثرت في نفسياتنا واوجدت فجوة بين الفلسطيني وأخيه الفلسطيني». كما اعترف ب«اخطاء منا ومن اخواننا». ورأى أن الخطأ في الانقسام «اننا بدأنا نعمل ضمن هذا الانقسام على اساسه، ونغفل او ننسى ان الانقسام حالة طارئة، وليست بضاعة فلسطينية ارغمنا عليها وجرت رغم انوفنا ونريد الخروج منها». مشددا على أنه «لا يجوز التعايش مع هذا الانقسام بل يجب نبذه والخروج منه باسرع وقت ممكن»، و «لا نريد ان يلقي كل طرف اللوم على الطرف الاخر، كل منا يجب ان يحمل نفسه جزءًا من المسؤولية، ولذلك لابد ان نتحمل جميعاً المسؤولية». واوضح «نريد ان نطمئن شعبنا بان ملف الاعتقال السياسي سيغلق بعون الله تعالى، كذلك موضوع جوازات السفر وحرية الحركة للمواطنين والحريات السياسية للناس في الضفة الغربية وقطاع غزة ولكل الاطراف السياسية الفلسطينية». مشيراً إلى أن الحركة تسعى لإيجاد طريقة جديدة في «التعامل فيما بيننا، كيف تعامل السلطة ابن حماس في الضفة وكيف تعامل حماس ابن فتح في قطاع غزة» وبقية الفصائل. الشجاعية والشفافية ولفت الى اهمية النقد البناء الشفاف الشجاع وقال «يجب ان نبتعد عن المثل الشعبي «يا بطخه يا بكسر مخه".. لا شك اننا في الساحة الفلسطينية مختلفون , مختلفون في السياسية وبالنسبة للمفاوضات ومختلفون في عناوين كثيرة , ينبغي ان لا يتشدد كل طرف بموقفه ونحمل الطرف الثاني المسؤولية». مؤكداً أنه في كل عنوان وملف «هناك مساحة مشتركة» يمكن العمل من خلالها بشفافية «مع التنفيذ الجاد على الارض». واشار إلى قواسم مشتركة كثيرة «في مقدمتها اتفاق القاهرة 2005 وهناك اتفاق مكة وحكومة الوحدة الوطنية 2007والمصالحة الاخيرة تمخضت عن برنامج متفق عليه , وكذلك اتفاق على قاسم مشترك عام 1967 مع اختلاف البرامج حول رؤيته وماذا يريد من فلسطين والمرحلة». وانتقد الزعيم الفلسطيني التشكيك بالمصالحة وقال: «لا يمكن تشبيه لقاء فتح وحماس باجتماع الماء والنار وغيرها من النظريات المرفوضة ولا تنطبق على واقعنا الفلسطيني». وقال: إنه يتعين أن يخرج الفلسطينيون من «الافكار المعلبة والنظريات التقليدية» مضيفاً «اعتقد ان الله سبحانه وتعالى لا يرضى إلا ان نكون معاً» موضحاً أن الإسلام بني على الاولويات وبني على التدريج «علينا ان نتعاون في ما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا عليه , ونلتمس لبعضنا البعض الاعذار». المقاومة وفي موضوع المقاومة قال مشعل: «نحن مختلفون , وقد اختلفنا في حقبة اوسلو ولكل فصيل قناعاته , وعندما وصلت المفاوضات الى طريق مسدود وجاءت الانتفاضة الثانية وجد ابن فتح وابن حماس وابناء الجهاد والشعبية والديمقراطية وغيرهم منخرطين في معركة واحدة وكلهم مستهدفون ورصاص الاحتلال لم يفرق بينهم واستهدفهم جميعاً، اليوم اختلفنا على موضوع المقاومة ولكن يمكن ان نعمل في موضوع المقاومة الشعبية ليس كبديل عن برنامج المقاومة». موضحاً أن «المقاومة المسلحة حقنا وخيارنا الاستراتيجي طالما هناك احتلال والاتفاق على المقاومة الشعبية يتيح لنا العمل مع جميع الفصائل والحركات في هذا الباب المتفق عليه». وقال أن القوة الشعبية والجماهيرية هائلة «مثل المياه ملمسها ناعم ولكن قدرتها هائلة تصل الى "تسونامي" لها قدرة على التعبير والتغيير وتقلب تاريخ , وهذه الهبات والحركات الجماهيرية التي اجتاحت المنطقة اثرت على عدونا ايضاً». وحول انضمام حماس والجهاد الإسلامي لمنظمة التحرير، اوضح مشعل ان «الموضوع ليس عملية انضمام، هناك اتفاق في ملف المصالحة له عدة عناوين متعددة، منها عنوان السلطة وتوحيد مؤسساتها وإنهاء الانقسام على الأرض والانقسام السياسي في مؤسسات السلطة وبناها التنظيمية والأمنية والسياسية، وهناك أيضًا عنوان متعلق بالمنظمة، بأنه لا بد من تفعيل وإعادة بناء المنظمة من خلال انتخاب مجلس وطني جديد ولجنة تنفيذية جديدة، إذًا، هناك مشروع كلنا توافقنا عليه، وليس انضمام أحد للآخر». وتابع مشعل يقول: "الآن هناك مرحلة انتقالية من خلال ما سمّي بلجنة المنظمة أو الإطار القيادي المؤقت والجميع يشترك فيه وصولا لانتخابات المجلس الوطني، وهو أمر متفق عليه منذ اتفاق اذار 2005». مضيفا «واتفقت مع الأخ أبو مازن على موعد 22-12، وتم بحمد الله وسنلتقي مجددًا في الثاني من شباط المقبل، وقبل هذا الموعد ستكون تحضيرات بلجان متعددة حتى نرتب ونسوي الأمور ونحضر لعملية الانتخابات وانتخابات المجلس الوطني في الداخل والخارج». واوضح مشعل «الآن لا أحد يستطيع الانفراد بالقرار السياسي ولا الانفراد بإدارة مؤسسات السلطة والمنظمة». وفيما يتعلق بتباين النهج السياسي بين حماس وفتح قال مشعل «العدو الصهيوني أعفانا من ان نختلف بالسياسة في الوقت الحاضر، فالطريق مسدود، وحكومة الاحتلال متعنتة، والولاياتالمتحدةالأمريكية منشغلة عنا بانتخاباتها، والعالم حاليًّا يدرك من هي العقبة الحقيقة في طريق السلام، ولكن يقف إما عاجزًا أو منافقًا ولا يضغط على الطرف الذي يتحمل تعطيل كل الجهود التي بذلت». مشيراً إلى أن «هناك أولويات نحن مشغولون بها الآن، وعندما نستكمل مؤسسات المنظمة ونعيد بناءها وفق صناديق الاقتراع والانتخابات، عندها نتدارس سياسات المنظمة وبرنامجها السياسي، والحديث عن البرنامج السياسي للمنظمة بكل تفاصيله ومفرداته يحتاج لوقت من ناحية، ومن ناحية أخرى إنضاجه أكثر يكون عندما نستكمل مؤسسات المنظمة». الخطاب الإعلامي وقال مشعل «نريد خطابا يوحد ويجمع ويقرب لا نريد إعلاما يفرق ويزرع الخلافات والمفردات التي تثير الضغائن والنعرات» مؤكداً أهمية الرسالة الاعلامية الملتزمة والمعبرة عن نبض الشارع الذي يتوق الى الوحدة والمصالحة على الارض. ولفت الى ان إسرائيل بتعنتها وعجرفتها تخسر على المستوى الدولي «ولولا نفاق بعض الدول الكبرى على مستوى الضمير الانسان الحي فضلا عن الضمير العربي والإسلامي كلهم ضاقوا ذرعا بالكيان الصهيوني، لذلك المستقبل لنا وليس لإسرائيل». ولمشاركة فعالة من حماس في انتخابات مايو/ آيار القادم قال مشعل إنه لا بد من توفير الأجواء الطبيعية في الضفة والقطاع على حد سواء، وفرص متكافئة للجميع وإتاحة حرية العمل والحرية السياسية حتى تستطيع حماس الاشتراك في الانتخابات «أما إذا كانت أيدينا مغلولة وغُيب البعض ومُنع البعض، فلا معنى للانتخابات، ولذلك نرى أن الإسراع في تطبيق المصالحة وإنجاز حكومة وحدة وطنية يقربنا من هذه الأجواء، وما يهمني تحديدًا ألا تكون إعاقات فلسطينية - فلسطينية لعملية الانتخابات وهذا الأمر بأيدينا، أما المعيقات الصهيونية، فهذا احتلال ومتوقع منه ذلك». وشدد على أنه لا معنى للمصالحة مع استمرار وجود حكومتين واستمرار الانقسام «لا يمكن أن نذهب إلى انتخابات إلا في ظل حكومة وحدة وطنية.. لكن في اللقاءات الاخيرة مع أبو مازن لمست أن هناك اعتبارات ظرفية في السياق العام، ووجدنا أن ثمة منطقًا في بعض التأني الذي لا يعطل الخطوة، وآمل أن لا يطول ذلك، ولذلك ثٌبّت في اجتماع الفصائل أنه مع نهاية كانون الثاني ستكون الظروف قد نضجت، وبالتالي ندخل شباط بخطوات عملية في بناء الحكومة». فرحة للربيع العربي وحول الربيع العربي والتغيرات الإقليمية ودولية وإنعكاساتها، ذكر مشعل "إن هناك فارقين جعلا السلوك الأمريكي والغربي يختلف عند الحالة الفلسطينية، الفارق الأول فارق إسرائيل ذلك الكيان الذي -للأسف- عنده تضطرب المواقف الغربية وتبدو في أسوأ حالاتها من ازدواجية للمعايير ومخالفة للقيم السياسية التي يؤمنون بها في عالم السياسة والديمقراطية، أما الفارق الثاني فهو فارق الظرف الحالي، فما يجري في المنطقة الآن أكبر من أن تتجاهله الولاياتالمتحدة أو تتصدى له، فما جرى ليس تجربة ديموقراطية في بلد عربي أو إسلامي من خلال ظاهرة عابرة فتعمد لتغييرها أو عزلها ولا تعترف بمخرجاتها، بل هناك الآن تسونامي ديمقراطي، وإرادة لشعوب عربية تعبر عن تطلعاتها، فلا يمكن لأمريكا بشكل خاص ولا الغرب بشكل عام، تجاهل ما يجري أو محاصرته، رغمًا عنهم سيتعاملون مع ما تفرزه هذه الحالة. وقال: «إننا في حماس مسرورون حيال هذا التغيير (..) وبلا شك كذلك فرحون بنجاح إخواننا وأصدقائنا الإسلاميين في جميع الدول العربية، ولكن في ذات الوقت نحن منفتحون على جميع القوى». وأشاد «بهذه الصيغ المنفتحة التي تمارس في تونس والمغرب ومصر، وإن شاء الله نجد بعد الانتخابات تعاونًا وشراكة بين القوى الإسلامية والعلمانية والقوى الوطنية، ونحن في الساحة الفلسطينية حريصون على ذات الفلسفة». وفي أشارة إلى سوريا قال مشعل: «اخواننا العرب الذين دعمونا في الماضي وما زالوا يقفون الى جانبنا رسمياً وشعبياً فهم موضع تقديرنا ومحبتنا، الا انهم مشغولون بانفسهم من خلال (الربيع العربي) وهذا من حقهم ان ينشغلوا باوضاعهم الداخلية وهمومهم الوطنية، فهذه فرصتنا ان ننشغل ايضا بترتيب بيتنا الفلسطيني، نريد ان نتجاوز الماضي وعفا الله عما سلف».
مشعل يتحدث لعباس خلال توقيع اتفاق المصالحة في القاهرة في مايو الماضي . « رويترز» .