بينما التحقيقات تجري على قدم وساق لمعرفة المتسبب في مأساة غرق طفل وأبيه داخل غرفة تفتيش صرف صحي بجدة، توعّدت مديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية الجهات الحكومية المسؤولة عن غرف التفتيش الصرف الصحي في الطرقات والشوارع أو الجهات المشرفة عليها بتطبيق عقوبة السجن والغرامة في حال إهمالها إجراءات السلامة. وأكّد الناطق الإعلامي لمديرية الدفاع المدني في المنطقة الشرقية العقيد منصور بن محمد الدوسري ل"اليوم": أنه في حال وجود ملاحظات على غرف تفتيش الصرف الصحي وتم رصدها من دوريات الدفاع المدني أو من خلال تلقّيها بلاغا يرد لغرفة العمليات، فإنه يتم تمرير البلاغ لغرفة الطوارئ بأمانة المنطقة الشرقية ولا يكتفي الدفاع المدني بذلك بل تتم معاينة الموقع من قِبل رجال الدفاع المدني ومتابعته حتى معالجة الملاحظة، موضحا أن الدفاع المدني دائما وأبدا، يسعى لتحقيق السلامة في هذه المواقع من خلال تطبيق الإجراءات الوقائية بالتنسيق مع الجهات الحكومية المسؤولة عن هذه المواقع أو التي تقع تحت إشرافها، وتطبيق العقوبات الواردة في لائحة النظر في مخالفات نظام ولوائح الدفاع المدني والتي تصل للسجن والغرامة معا على الجهات المخالفة. وقال العقيد الدوسري: "سبق وأن تم تشكيل لجنة بأعضائها "الدفاع المدني، هيئة المواصفات والمقاييس، وزارة الشؤون البلدية والقروية، وزارة المياه" لمناقشة وضع أغطية خزانات المياه وخزانات الصرف. وتم التوصل إلى توصيات أهمها: أن تكون أغطية خزانات المياه والصرف الصحي من مادة الحديد الزهر مع ضرورة وضع شبك الحماية من مادة غير قابلة للصدأ والتآكل، مع إلزام سائقي صهاريج شفط خزانات الصرف الصحي ومياه الشرب باستعمال شبك الحماية المتنقل للحد من كثرة حوادث السقوط حماية لأرواح المواطنين، وعمل مخرج شفط خارجي لخزانات الصرف الصحي الواقعة داخل أسوار المباني، وعمل مخرج شفط لخزانات الصرف الصحي الواقعة خارج المبنى وذلك بجوار غطاء فتحة الخزان تستخدم لعملية الشفط دون الحاجة إلى رفع غطاء الخزان الرئيسي، وتركيب سلالم السلامة تحت أغطية خزانات المياه الأرضية وخزانات الصرف الصحي مع إلزام الشركات والمؤسسات القائمة بأعمال الصيانة بتأمين معدات السلامة لأفرادها، ويجب أن تكون أغطية خزانات المياه والصرف الصحي مطابقة للمواصفات القياسية السعودية "أغطية غرف التفتيش المصنوعة من الحديد الزهر" وإلزام المكاتب الهندسية والاستشارية عند إعداد التصاميم لخزانات المياه والصرف الصحي بأن تكون الأغطية الخاصة بها وفقا للمخططات والنماذج المعتمدة، وعدم إعطاء شهادات إيصال الخدمات للمباني الجديدة إلا بعد التأكيد من مطابقة أغطية خزانات المياه والصرف الصحي للمخططات والاشتراطات المذكورة. من جهة أخرى، شرعت لجنة التحقيق- التي وجّه بها أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بشأن قضية غرق طفل ووالده في غرفة صرف صحي بشارع التحلية- أعمالها, حيث قامت اللجنة المكونة من أعضاء من إمارة منطقة مكةالمكرمة وإدارة الدفاع المدني وأمانة مدينة جدة وشرطة جدة, بمعاينة موقع الحادث واطّلعت على التقارير المقدمة من الهلال الأحمر وإدارة الدفاع المدني حول الحادث, كما قامت باستجواب مالك المركز التجاري ومسؤولي الأمن والسلامة بالمركز وشهود العيان الذين تواجدوا أثناء الحادث, إضافة إلى التحقيق مع مسؤولي أمانة جدة المسؤولين عن منطقة الحادث. وكشف مصدر ل "اليوم" أن اللجنة ستصدر تقريرها خلال الايام القليلة القادمة لتحديد الجهة المسؤولة عن الحادث الذي راح ضحيته طفل في الخامسة من عمره ووالده عقب محاولته إنقاذ ابنه. ورفض ذوو الفقيدين الخوض في التفاصيل القانونية للحادث, مشيرين إلى أنهم ينتظرون نتائج التحقيق من اللجنة التي كونها أمير منطقة مكةالمكرمة المكونة من 4 جهات حكومية لتتولى التحقيق وإعلان الجهة المتسببة في الحادث, وحينها ستقوم العائلة بالإجراءات القانونية ضدها والتي تكفل حق زوجته وابنته وذويهما من تلك الجهة التي تسببت في الحادث. يُشار إلى أن إدارة المركز قامت بعد الحادث ببناء أجزاء من فتحة الصرف الصحي وتغطيتها بغطاء حديدي قبل بدء اللجنة المحققة في أعمالها, فيما وثّق شهود عيان فتحة الصرف قبل وبعد تغطيتها. وكان أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير مشعل بن عبدالله بن عبدالعزيز وجّه بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق في حادث غرق طفل ووالده في المنهول الصحي بجوار أحد المراكز التجارية في شارع التحلية بجدة والذي نتج عنه وفاة طفل ووالده إثر سقوطهما فيها فجر الخميس الماضي والرفع لسموه بتقرير مفصّل حول ملابسات الحادث ووقائعه. إلى ذلك، قدّم وزير الحرس الوطني الأمير متعب بن عبدالله التعازي والمواساة لأسرة ضحايا حادث تحلية جدة والذين فقدوا أباهم وطفله بعد سقوطهما في خزان صرف صحي في شارع التحلية بمحافظة جدة. ونقل الأمير متعب بن عبدالله تعازي ومواساة خادم الحرمين الشريفين لأسرة الضحايا خلال اتصال هاتفي أجراه مع الأسرة، حيث أكّد أن الدولة ستحاسب المقصّر والمهمل، لافتاً الى أن الوطن والمواطن أمانة ومسؤولية لا تهاون فيها. محاولات لاستخراج جثمان الأب وابنه في جدة