ثمة سؤال يتردد كثيرا هذه الأيام في محيط منطقتنا هو: ما دور نائب الرئيس الأمريكي؟ ففي هذه الأيام تتناقل أخبار العالم ما يقوم به نائب الرئيس الأمريكي (جو بايدن) من انشطة كان أحد مفرزاتها سؤالاً أثناء إلقاء كلمة في جامعة (هارفارد) أدخل فيها نائب الرئيس الأمريكي البيت الأبيض في مواجهة مع دول لا يستهان بمكانتها وتأثيرها على مجريات الأحداث، بعد أن أطلق اتهامات بطريقة ذكر الكثير من المحللين السياسيين أنها إما غير مدروسة أو أنها قد كشفت بعض الأمور التي يتم إدارتها خلف الكواليس. ولكن دعونا أولا نتحدث عن نائب الرئيس الأمريكي وما دوره؟ ولماذا استغرب العالم تصريحاته واضطراره للتراجع ومحاولة شرح وتبرير وجهة نظره؟. مركز نائب الرئيس الأمريكي تم وضعه كمنصب رغم حساسيته ليكون فقط (المصوت المقرر) في مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يتكون من 100 مقعد. وهذا يعني أن العدد زوجي، ولهذا يحدث أن يتم التصويت على قانون جديد وتكون النتيجة هي (50-50) وعند ذلك يكون نائب الرئيس هو الذي يقوم بالتصويت ليكسر العدد المتساوي. ومع ذلك يعتبر نائب الرئيس هو من يقوم بأخذ الرئاسة في حالة موت أو تنازل الرئيس. ولهذا هو في الواقع الرجل الثاني في سلم صنع القرار ولكنه في الغالب نادرا ما يدخل في دهاليز السياسة الخارجية. ونادرا ما يسمع عنه الكثير سواء داخل أو خارج أمريكا. وهو رجل منتخب بطريقة غير مباشرة. حيث يقوم المرشح للرئاسة باختياره وعند اختيار فوز الرئيس فيكون نائب الرئيس بصورة تلقائية ويكون في أعلى منصب في مجلس الشيوخ. وعادة ما يقوم المرشح للرئاسة باختيار نائب رئيس من أصحاب الخبرة في الشؤون الداخلية، ومن كبار الاقتصاديين مثل اختيار (نيلسون روكفلر) كنائب رئيس أيام رئاسة (جيرالد فورد) عام 1974م، وفي أحيان أخرى يكون نائب الرئيس صاحب خبرة تعادل أو تزيد عن خبرة الرئيس نفسه في الشؤون الخارجية، مثل اختيار الرئيس (رونالد ريجان) لنائب الرئيس (جورج بوش) في العام 1981م والذي أصبح رئيسا فيما بعد. ولكن في هذه الأيام أصبح نائب الرئيس (جو بايدن) في عين العاصفة ويعتقد الكثير من قادة مراكز التحليل الاستراتيجي (ثينك تانك) أنه حاول من خلال تصريحاته أن يغطي على بطء وتردد الولاياتالمتحدة في اتخاذ الكثير من القرارات حيال ما يجري على أراضي دول الربيع العربي. فقد اعتقد الكثير من المعلقين السياسيين أن ما حدث في ليبيا وسوريا ومصر واليمن وتونس سيكون واضح الملامح حسب تقاريرهم الاستخباراتية. ولكن أصبح العالم وأمسى وهو ينتظر خطوات واضحة من البيت الأبيض، ولكن كان التردد هو السمة الغالبة واعتقد الكثير من المراقبين بأن دول الخليج العربي ستؤثر عليها أحداث الربيع العربي. وبعد ذلك بدأ الكل يراجع الحسابات الخاصة بالمنطقة. ورغم اعتقاد الكثير بأن ما حدث في (اوكرانيا) سيخطف الأضواء المسلطة على المنطقة، إلا أن الإدارة الأمريكية كانت تعلم بأن هذه المنطقة هي محور الثقل الاستراتيجي في العالم. والإدارة الأمريكية تحاول جاهدة لاستخدام الإعلام والذي بدأه نائب الرئيس الأمريكي ولكن كانت النتائج عكس ما توقعته الإدارة الأمريكية. والآن تبحث الإدارة الأمريكية في مخرج لما قامت به عن طريق نائب رئيسها - وخاصة وحسب (النيويورك تايمز) - فيما يخص المملكة العربية السعودية.