وصل وفد من الوكالة الدولية للطاقة الذرية برئاسة تورو فارجورانتا مساعد مدير الوكالة إلى طهران لإجراء محادثات مع المسؤولين الإيرانيين بشأن النقاط الخلافية في البرنامج النووي الإيراني. وتهدف الزيارة إلى مواصلة المحادثات لوضع اللمسات الأخيرة على النقطتين الأخيرتين في سلسلة الأسئلة التي طرحت على إيران في إطار اتفاق للشفافية، وفق ما قال المسؤول في قطاع الطاقة النووية الإيرانية بهروز كمالوندي. وتقول طهران في هذا السياق إنه لم يبق سوى نقطتين من المسائل العالقة لأن تنفيذهما بحاجة إلى وقت، كما تتهم الوكالة الدولية بعدم الحفاظ على سرية المعلومات التي تقدمها طهران حول برامجها النووية وتتحدث عن وجود تجسس على ملفها النووي. وكانت الوكالة تنتظر من إيران تقديم توضيحات حول آخر نقطتين بشأن برنامجها النووي قبل 25أغسطس/آب، لكنها لم تقدم ردودا مرضية كما قالت هذه الهيئة التابعة للأمم المتحدة، على الرغم من زيارة قام بها مديرها العام يوكيا أمانو في أغسطس/آب الماضي لدفع المحادثات قدما ولقائه الرئيس حسن روحاني. ويتعلق أحد الأسئلة باحتمال أن تكون أجريت "تجربة واسعة لمتفجرات مدمرة". وقال مراسل الجزيرة في طهران عبدالهادي طاهري إن الزيارة تأتي في إطار الاتفاق الموسع بين إيران والوكالة الدولية، مشيرا إلى أن الوفد ينتظر الإجابة على مسألتين تتعلقان بالصواعق التفجيرية ذات الاستخدام المزدوج ووضع آليات لزيارة ممثلي الوكالة لزيارة المنشآت بشكل مستمر. وأكد المراسل أن مسؤولي قطاع الطاقة النووية الإيراني اشتكوا مما قام به مفتشو الوكالة الدولية وتسريب أسرار من داخل المنشآت لأجهزة استخبارات غربية. وفي إطار الاتفاق الذي أبرم بين الوكالة وطهران في نوفمبر/تشرين الثاني 2013، ردت إيران على 16 من 18 سؤالا طرحتها الوكالة الدولية تهدف إلى توضيح طبيعة الأبحاث التي تجريها طهران في إطار برنامجها النووي. وتعتبر الوكالة هذه الأجوبة حاسمة لإبرام اتفاق نهائي مع القوى الكبرى الشهر المقبل. وكان وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف قد أكد أمس أن حرمان إيران من برنامجها النووي لا يعد حلا للقضية، وأنه على الدول المفاوضة لإيران القبول بالحقائق حول القضية النووية الإيرانية، وأن الظروف الآن تختلف عما كانت عليه قبل عشرة أعوام ولا يمكن العودة إلى الوراء. وكانت إيران اتهمت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بالتجسس على برنامجها النووي من خلال بعض أعضاء الوكالة، الذين يزورون طهران ضمن عمليات التفتيش. ووفقاً لوكالة "مهر" شبه الرسمية للأنباء فقد قال رضا نجفي سفير إيران لدى الوكالة إن "بلاده تشك في أن هناك جواسيس بين أعضاء الوكالة التابعة للأمم المتحدة في فيينا"، وانتقد نجفي الوكالة "لفشلها في حماية معلومات سرية بشأن برنامج إيران النووي السلمي".