وصلت أول طائرتين بلا طيار مخصصتين لمراقبة وقف إطلاق النار في شرق اوكرانيا امس، وفق ما اعلنت منظمة الامن والتعاون في اوروبا، فيما اعلن حلف شمال الأطلسي عن رغبته في علاقات بناءة مع روسيا، بما لا يتعارض مع التوسّع في وجوده في الدول الأعضاء بشرق أوروبا. وصرح الناطق باسم منظمة الامن والتعاون في اوروبا مايكل بوشيوركيف لوكالة فرانس برس بأن منظمة الامن والتعاون التي كلفتها الاطراف المتناحرة بمراقبة وقف اطلاق النار المبرم الشهر الماضي، تنوي نشر اربع طائرات بلا طيار في المجموع والتحليق على الحدود الروسية الاوكرانية ومناطق القتال. واضاف انه يجري حاليًا دفع الرسوم الجمركية على الطائرتين الاوليين لكنه لم يقل متى ستنتشر الطائرتان فوق مناطق القتال. وتعدّ منظمة الامن والتعاون حاليًا ثمانين مراقبًا في شرق اوكرانيا وهو عدد تأمل مضاعفته سريعًا. وقد انتهك اتفاق الهدنة في شرق اوكرانيا المبرم في الخامس من ايلول/ سبتمبر في مينسك، مرارًا وما زالت اكبر نقطة يتقاتل من حولها الطرفان تتمثل في مطار دونيتسك اكبر مدينة يسيطر عليها المتمردون الموالون للروس. وقتل ما لا يقل عن ثمانين عسكريًا ومدنيًا في المعارك منذ ذلك التاريخ. وفضلًا عن الطائرات بلا طيار، اعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان الاحد ان فرنسا وألمانيا سترسلان ايضًا طائرات بلا طيار "خلال الايام القادمة". وأوضح لودريان في برنامج إذاعي ان "الألمان والفرنسيين يتباحثون مع منظمة الامن والتعاون في اوروبا من اجل السهر على ان يكون اتفاق وقف اطلاق النار محترمًا جيدًا". واضاف: "سنرسل طائرات بلا طيار لحماية كل ذلك، وسنساعد على الحفاظ على وقف اطلاق النار خلال الايام القادمة" موضحًا ان "ذلك بصدد التنفيذ". وأقر بوشيوركيف بأنه لا يعلم اذا كانت تلك الطائرات ستحلق في اطار مهمة منظمة الامن والتعاون بشكل منفصل. من جهته، قال الأمين العام الجديد لحلف شمال الأطلسي ينس شتولتنبرج في حديث نشرته صحيفة بولندية امس الإثنين إن الحلف يرغب في علاقات بناءة مع روسيا وإنه لا تعارض بين هذا والتوسّع في وجوده في الدول الأعضاء بشرق أوروبا. وأضاف شتولتنبرج الذي يزور بولندا إن الحلف سيظل يحترم التزاماته الدولية ومنها اتفاق أبرمه بعد الحرب الباردة مع موسكو بشأن عمليات الانتشار العسكري الغربي في الأعضاء السابقين بالكتلة السوفيتية. وكان شتولتنبرج يتولى من قبل منصب رئيس وزراء النرويج وشغل الأمانة العامة لحلف الأطلسي الأسبوع الماضي. وقال في مقابلة مع صحيفة جازيتا فيبورتشا "لا تعارض بين وجود حلف قوي وإقامة علاقات بناءة مع روسيا". وتابع: "ينبع هذا من خبرتي السياسية.. فالنرويج بلد صغير يقع في جوار روسيا.. ورغم هذا تمكّنا - وربما في أبرد فترات الحرب الباردة - أن نتعاون في مسائل الطاقة والمصايد وترسيم الحدود البحرية". وتمر العلاقات بين موسكو وحلف شمال الأطلسي بمنعطف صعب بسبب تصرفات روسيا في أوكرانيا، حيث ضمّت شبه جزيرة القرم في مارس آذار الماضي وتدعم الانفصاليين الموالين لروسيا في شرق أوكرانيا. وعن زيادة وجود الحلف في بولندا ودول البلطيق قال شتولتنبرج: "نحن نعكف على تعزيز أمننا دون مخالفة التزامات حلف شمال الأطلسي الدولية". وسعيًا منه لطمأنة حلفائه القريبين من الحدود الروسية تبنى الحلف خطة لتشكيل قوة رد سريع ووضع إمدادات ومعدات في دول شرق أوروبا بحيث يمكن تعزيزها في أوقات الأزمات. وأوقف الحلف كل أوجه التعاون العملي مع روسيا في أبريل نيسان احتجاجًا على ضم القرم لكنه أوضح جليًا أنه لن يتدخل عسكريًا في أوكرانيا التي لا تنتمي لحلف الأطلسي.