أكدت الحكومة البريطانية أنها "تواجه تنظيم داعش بإجراءات صارمة لمنع الأعمال الإرهابية وملاحقة المخططين لها", وحظر دعاة الكراهية. وذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية فرح دخل الله أن "الحكومة البريطانية توقف المسافرين المشتبه بهم وتحجز جوازات سفرهم، وتمنع المقاتلين من العودة إلى البلاد. وقالت في حوار خاص مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : "تعمل الحكومة البريطانية على مواجهة تنظيم "داعش" وهزيمته عبر استراتيجية شاملة داخليا وخارجيا، منها الضربات العسكرية التي بدأت طائرات سلاح الجوّ الملكي توجيهها إلى التنظيم على الأراضي العراقية". وأضافت "هدفنا هزيمة كل أشكال التطرف وليس فقط التطرف العنيف، لذلك نحظر عمل دعاة الكراهية، ونمنع المنظمات التي تحرّض على الإرهاب، كما نمنع الناس من التحريض على الكراهية في المدارس والجامعات وحتى في السجون. وأشارت دخل الله إلى أن الاستراتيجية تشمل أيضا الجهود الإنسانية لمساعدة النازحين جراء إرهاب تنظيم «داعش»، إضافة إلى الجهود الدبلوماسية لإشراك أوسع تحالف ممكن من دول المنطقة في التحالف الدولي، فضلا عن جهود بريطانيا في الأممالمتحدة ومنها العمل على وقف التدفقات المالية إلى التنظيم، والوصول إلى إجماع عالمي على منع حركة المقاتلين الأجانب، وكذلك وجود حكومة شاملة في العراق وانتقال السلطة في سوريا. وقالت إن "الضربات الجوية التي تقوم بها بريطانيا حاليا في العراق تؤكد أنها تلعب دورها في الوقوف ضد تنظيم «داعش» لكن الحكومة كانت واضحة عندما قالت إن مواجهة هذا التهديد سوف تستغرق بعض الوقت". وأكدت دخل الله أن المعركة ضد التنظيم في العراق "يجب أن تكون بقيادة العراقيين أنفسهم. وبناء على موافقة البرلمان البريطاني على ضرب التنظيم في العراق، نؤدي دورنا في القضاء على الإرهابيين وتقديم الدعم لأصدقائنا المسلمين في العالم. وقالت "الحكومة البريطانية عازمة على دعم أولئك الذين يلتزمون بقيام حكومات شاملة غير طائفية تحترم سيادة القانون". وأوضحت "في العراق توجد حكومة جديدة يجب أن تضمن بأن تكون شاملة لجميع العراقيين وتتخذ موقفا موحدا ضد «داعش»، ودعمنا سيستمر لها طالما تقوم بذلك، كما قدمنا معدات فتّاكة وغير فتّاكة لقوات البشمركة الكردية للمساعدة في قتال هذا التنظيم. وعن الجانب العسكري أشارت إلى أن المقاتلات التابعة لسلاح الجو البريطاني قامت بطلعات جوية على مدى أسابيع في أجواء العراق منذ التصويت في البرلمان. وأضافت "بالرغم من أن طلعاتها لم تكن كلّها لشنّ غارات، فإن الفاعلية الفائقة لطيراننا وطيران التحالف تتأتّى من دقة توجيه القذائف وكوادرها المحترفين". وتابعت أن "كلّ مهمة تحليق تساعدنا وحلفاءنا على بناء الصورة الاستخبارية وتحسينها، وتحسين فاعلية الردع، إضافة إلى مساعدة القوّات العراقية والكردية". وعلى الجانب السوري، قالت دخل الله إن الحكومة البريطانية ستعود إلى البرلمان للحصول على موافقته في حال قررت القيام بعمل عسكري ضد تنظيم «داعش» في سوريا. وأضافت: "نحن ندعم المعارضة المعتدلة التي تقاتل الأسد و«داعش»، ونرحب بالضربات الجوية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة ودول عربية ضد «داعش» والتنظيمات التابعة للقاعدة في سوريا، حيث لداعش مقرّات رئيسية وأعداد كبيرة من المقاتلين هناك». وخلصت بالقول: "نريد أن نشهد تقدّما في العملية السياسية في سوريا كما حصل في العراق، وعملا عسكريا لمواجهة داعش وإيديولوجيته على نحو فعّال، وسنواصل ممارسة الضغوطات اللازمة من أجل تحقيق انتقال سياسي شامل يمكّن السوريين المعتدلين من مختلف الأطراف التوحد ضد التطرف والاستبداد".