أعلن رئيس وزراء السويد ستيفان لوفين أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين، معتبرا أن حل النزاع الاسرائيلي- الفلسطيني يمر عبر حل الدولتين، في خطوة حذرت منها واشنطن. وقال في خطاب عن السياسة الخارجية للسويد حيث شكلت أمس حكومتها الجديدة : إن "حل الدولتين يفترض اعترافا متبادلا وارادة التعايش السلمي، لذلك ستعترف السويد بدولة فلسطين"، في إطار احترام "المطالب المشروعة للفلسطينيين والاسرائيليين فيما يتعلق بحقهم في الأمن وتقرير المصير". والحكومة الجديدة في السويد تضم الاشتراكيين الديموقراطيين والخضر، وهي أكثر تأييدا للقضية الفلسطينية من الحكومة السابقة التي كانت تطبق سياسة كبرى بلدان أوروبا الغربية حول القضية الفلسطينية. والاعتراف بالدولة الفلسطينية والدعم "النشط لعمل المصالحة" هما من أولويات الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يرغب أيضا في "النظر في جرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل ورفع الاحتلال عن غزة". ولم يحدد رئيس الوزراء ما اذا كان اعتراف استكهولم بالدولة الفلسطينية سيطرح للتصويت في البرلمان الذي لا تحوز فيه الحكومة على الاكثرية. وردا على الإعلان السويدي، حذرت واشنطن من أي "اعتراف دولي بدولة فلسطينية" هو أمر "سابق لأوانه" على حد قول المتحدثة باسم الخارجية الأميريكية جنيفر بساكي التي جددت "دعم واشنطن مبدأ قيام دولة فلسطينية عبر التفاوض مع اسرائيل" فقط. ورحبت سفيرة فلسطين لدى السويد هالة حسني فريز ببيان رئيس الحكومة السويدية قائلة : إنه يؤيد موقف بلاده "الثابث والتاريخي في مناصرة قيم الحرية والكرامة وحقوق الانسان". وقالت : إن الاعتراف بدولة فلسطين هو "استثمار في السلام ويحمي رؤيتنا المشتركة للدولتين القائمة على القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة". وفي رام الله، رحبت السلطة الفلسطينية بإعلان السويد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، داعية كل دول الاتحاد الاوروبي الى ان تحذو حذو استكهولم. وقال كبير المفاوضين صائب عريقات لوكالة فرانس برس: "نرحب بهذا الإعلان من رئيس الحكومة السويدية بأن بلاده ستعترف بدولة فلسطين ونثمن هذا القرار عاليا وهو موقف شجاع جدا من السويد التي عودتنا على دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وهي بلد يحترم القانون الدولي". وأمل عريقات "ان تحذو جميع دول الاتحاد الاوروبي حذو خطوة السويد الكبيرة والشجاعة، لانه لم يعد هناك سبب لعدم الاعتراف بدولة فلسطين". وثمن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، في تصريح "موقف السويد الثابت والتاريخي في مناصرة قيم الحرية والكرامة وحقوق الإنسان". وأعرب "باسم الشعب والقيادة الفلسطينية عن شكره وتقديره للموقف السويدي الداعم لحقوق شعبنا المشروعة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفق القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة". وأكد المالكي ان "خطوة السويد من أجل السلام العادل والشامل ونجاح العملية السلمية، وهي رسالة قوية لحكومة إسرائيل حتى تتوقف عن تدمير عملية السلام" المتعثرة.