حذرت الولاياتالمتحدة من أن أي «اعتراف دولي بدولة فلسطينية» هو أمر «سابق لأوانه»، وذلك بعدما أعلنت السويد عزمها الاعتراف بدولة فلسطين. غير أن السلطة الفلسطينية ردت على أميركا بالقول إن مثل هذا الاعتراف هو الطريق الوحيدة للقضاء على الإرهاب. وكررت الناطقة باسم وزارة الخارجية الأميركية جنيفر بساكي «دعم» واشنطن لمبدأ قيام «دولة فلسطينية»، لكن عبر عملية سلام و»حل تفاوضي» و»اعتراف متبادل» بين الفلسطينيين وإسرائيل. وذكرت بأن الولاياتالمتحدة ووزير خارجيتها جون كيري الذي كان مهندس استئناف الحوار المباشر بين الجانبين، سعيا دائماً إلى «حل يقوم على دولتين تعيشان جنباً إلى جنب». لكنها استدركت بأن «على الطرفين أن يتحليا بالعزم والقدرة على المضي قدماً». وكان رئيس الوزراء السويدي ستيفان لوفين أعلن أول من أمس أن بلاده ستعترف ب «دولة فلسطين»، مشيراً إلى أن حل النزاع الفلسطيني - الإسرائيلي يمر عبر حل إقامة الدولتين. ولم توضح وزارة الخارجية الأميركية هل أبلغت استوكهولم واشنطن مسبقاً بقرارها الأحادي الجانب، أو حتى إذا كان الأميركيون بحثوا هذه المسألة مع شركائهم الأوروبيين. السلطة ترد ورداً على الموقف الأميركي، اعتبر الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة مساء الجمعة أن الاعتراف بدولة فلسطين هو «الطريقة الوحيدة للقضاء على الإرهاب». وقال لوكالة «فرانس برس»: «حان الوقت ليعترف العالم بأسره بدولة فلسطين لأنها الطريقة الوحيدة للقضاء على الإرهاب». وأضاف: «على الإدارة الأميركية أن تراجع سياساتها لأنه من دون ذلك سينتشر الإرهاب في كل مكان». في الوقت نفسه، رحبت السلطة بإعلان السويد عزمها على الاعتراف بدولة فلسطين، داعية كل دول الاتحاد الأوروبي إلى أن تحذو حذو استوكهولم. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة «فرانس برس»: «نرحب بهذا الإعلان من رئيس الحكومة السويدية أن بلاده ستعترف بدولة فلسطين، ونثمن هذا القرار عالياً، وهو موقف شجاع جداً من السويد التي عودتنا على دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وهي بلد يحترم القانون الدولي». وأمل في «أن تحذو جميع دول الاتحاد الأوروبي حذو خطوة السويد الكبيرة والشجاعة لأنه لم يعد هناك سبب لعدم الاعتراف بدولة فلسطين». بدوره، ثمن وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي «موقف السويد الثابت والتاريخي في مناصرة قيم الحرية والكرامة وحقوق الإنسان»، وقال: «باسم الشعب والقيادة الفلسطينية نعبر عن الشكر والتقدير للموقف السويدي الداعم لحقوق شعبنا المشروعة في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وفق القانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة ذات الصلة». وأكد أن «خطوة السويد هي من أجل السلام العادل والشامل ونجاح العملية السلمية، وهي رسالة قوية لحكومة إسرائيل حتى تتوقف عن تدمير عملية السلام» المتعثرة. وكان الاتحاد الأوروبي ندد الجمعة ببناء وحدات استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة، محذراً من أن مستقبل علاقاته مع إسرائيل يبقى رهناً بالتزامها عملية السلام. كما دانت الولاياتالمتحدة الأربعاء هذا المشروع الذي تزامن إعلانه مع لقاء في البيت الأبيض جمع الرئيس باراك أوباما ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.