أبدى ستيفان لوفين رئيس الحكومة السويدية الجديدة عدم تفهمه للانتقادات الأميركية لقراره الاعتراف بدولة فلسطين. وكان لوفين أعلن الجمعة عن هذا التحرك الدبلوماسي أثناء تعيين أعضاء الحكومة والإعلان عن المواقف السياسية للحكومة، مضيفاً أن "الصراع بين إسرائيل وفلسطين يمكن أن يحل فقط عبر الحل على أساس دولتين، والذي يتم التفاوض بشأنه وفقا للقانون الدولي" مضيفا ان السويد تعتزم الاعتراف بفلسطين. وفي رد فعلها على القرار السويدي، كانت الولاياتالمتحدة دعت السويد إلى التراجع عن خططها للاعتراف بفلسطين. ونقل الموقع الالكتروني لصحيفة "سفينسكا داجبلادت" السويدية عن لوفين قوله "يجب علينا الاعتراف بدولة فلسطين حتى نتمكن من مواصلة السير نحو حل الدولتين". وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية جين ساكي قالت في واشنطن "نعتقد أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية أمر سابق لأوانه". -على حد تعبيرها- في المقابل، رأى لوفين أن هذا الأمر "استغرق بالفعل وقتا طويلا فعلينا أن نؤسس نظاما يمكن من خلاله العيش معا في إطار الدولتين". في الوقت نفسه أكد السياسي المنتمي إلى التيار الاشتراكي الديمقراطي أنه لا بد من "أن يحدث الكثير حتى يصبح من الممكن التعايش في شكل سلمي". واختتم لوفين تصريحاته بالقول إن "وجهة نظرنا كانت واضحة على مدار فترة طويلة ولذلك فليست هذه الخطوة مفاجئة". والاعتراف بالدولة الفلسطينية والدعم "النشط لعمل المصالحة" هما من اولويات الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يرغب أيضاً في "النظر بجرائم الحرب التي ارتكبتها اسرائيل ورفع الاحتلال عن غزة". ولم يحدد رئيس الوزراء السويدي ما اذا كان اعتراف استوكهولم بالدولة الفلسطينية سيطرح للتصويت في البرلمان الذي لا تحوز فيه الحكومة الاكثرية. وسبق أن أيدت استوكهولم حصول فلسطين على صفة دولة مراقب غير عضو في الاممالمتحدة العام 2012. لكنها رفضت العام الفائت انضمامها الى منظمة اليونيسكو. إلى ذلك، انتقدت دولة الإحتلال الإسرائيلية أمس قرار رئيس الوزراء السويدي الاعتراف "بدولة فلسطين". وقال مكتب وزير الخارجية الاسرائيلي في بيان إن العنصري أفيغدور ليبرمان عبر عن أسفه لما وصفه التصريحات المتسرعة التي أدلى بها رئيس الوزراء الجديد بشأن اعتراف من قبل السويد بدولة فلسطينية، حتى قبل ان يدرس المسألة في العمق على ما يبدو.-على حد تعبيره- واضاف ان "رئيس الوزراء لوفين يجب ان يدرك ان أي تصريح أو تحرك من قبل طرف خارجي لا يمكن ان يحل محل مفاوضات مباشرة بين الجانبين" الاسرائيلي والفلسطيني. وتابع ان سفير السويد في اسرائيل كارل ماغنوس نيسير "سيدعى الى وزارة الخارجية لمناقشة الامر". ورحبت السلطة الفلسطينية بقرار لوفين. وقال كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات لوكالة فرانس برس "نرحب بهذا الاعلان"، معتبرا انه "موقف شجاع جدا من السويد التي عودتنا على دعم حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة وهي بلد يحترم القانون الدولي". وامل عريقات "ان تحذو جميع دول الاتحاد الاوروبي حذو خطوة السويد الكبيرة والشجاعة لانه لم يعد هناك سبب لعدم الاعتراف بدولة فلسطين". ووفق تعداد لفرانس برس فان 112 بلداً على الاقل اعترفت بدولة فلسطين. غير ان السلطة الفلسطينية تتحدث عن 134 بلداً بينها سبعة أعضاء في الاتحاد الاوروبي (تشيكيا والمجر وبولندا وبلغاريا ورومانيا ومالطا وقبرص).