فرض تنظيم داعش امس سيطرته على عدة مناطق في قضاء هيت الواقعة في محافظة الانبار بعد معارك دامت يومين مع الجيش العراقي، واستعادت القوات العراقية سيطرتها على اربع قرى في محافظة صلاح الدين وتمكنت من طرد عناصر تنظيم داعش باتجاه تكريت، فيما وصل مبعوث الرئيس الأميركي باراك أوباما ومنسق التحالف الدولي ضد التنظيم جون آلن إلى العراق في أولى الجولات الخارجية المتعلقة بمهامه، في وقت أقر جو بايدن نائب الرئيس الأميركي بصعوبة الحرب على التنظيم، وأعلنت أستراليا امس أنها ستنضم إلى العمليات القتالية الدولية ضد التنظيم في العراق. آلن في بغداد وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية جين ساكي: إن آلن ونائبه بريت ماكجيرك وصلا إلى بغداد لإجراء مشاورات مكثفة مع مسؤولي الحكومة العراقية بشأن كيفية دعم الولاياتالمتحدة للعراق في المعركة ضد تنظيم الدولة. ومن المقرر أن تركز المباحثات على منع المقاتلين الأجانب من دخول البلاد والقضاء على مصادر تمويل تنظيم الدولة وتعزيز المساعدات الإنسانية. وقال مسؤولون أميركيون: إن الهدف الأساسي لجولة آلن هو حشد مزيد من الدعم للتحالف الذي قام بتوجيه ضربات جوية إلى أهداف تنظيم الدولة في العراقوسوريا. وينتظر أن يتوجه آلن أيضا إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لعقد لقاءات مع قادة حلف شمال الأطلسي (ناتو) والاتحاد الأوروبي، ثم إلى عمان والقاهرة لعقد اجتماعات رفيعة المستوى، لينهي جولته بزيارة تركيا حيث سيجتمع بقادة الحكومة التركية والمعارضة السورية، بحسب ساكي. معركة طويلة وعلى صعيد متصل، أقر جو بايدن نائب الرئيس الأميركي الخميس بأن الولاياتالمتحدة وشركاءها في الائتلاف يواجهون "معركة طويلة" لوقف تقدم مقاتلي تنظيم الدولة في سورياوالعراق. لكن بايدن دافع عن قرار الولاياتالمتحدة بالانتظار حتى الشهر الماضي لبدء الضربات في سوريا بسبب صعوبة تقرير ما إذا كان يمكنها دعم أي عنصر من الفئات المسلحة التي تقاتل في المنطقة، حسب قوله، وحتى "تصبح دول مثل السعودية وقطر على استعداد لتقديم دعم". وكشف عن قيام بلاده بتدريب من وصفهم بعناصر معتدلة من المعارضة السورية، قائلا: إن بضعة آلاف من المقاتلين جرى تدريبهم. وأشار إلى أن عدد المقاتلين على وجه التحديد سري، وأن هناك تدقيقا كبيرا في الاختيار للتأكد من انتماءاتهم، وأكد مجددا موقف الإدارة الأميركية بعدم إرسال قوات برية. مشاركة استرالية من جهته، اعلن رئيس الوزراء الاسترالي توني ابوت ان حكومته اجازت امس شن ضربات جوية على تنظيم الدولة الاسلامية في العراق ونشر قوات خاصة لمقاتلة الجهاديين. وقال ابوت: "أجازت الحكومة شن ضربات جوية استرالية في العراق استجابة لطلب الحكومة العراقية ودعما للحكومة العراقية". واضاف: "كذلك أجازت الحكومة نشر قوات خاصة استرالية في العراق بعد الحصول على الوثائق القانونية النهائية من اجل تقديم النصائح والمساعدة للقوات العراقية". وقال ابوت: "انه من مصلحة استراليا القومية ان نقوم بهذا العمل المفيد لضرب تنظيم داعش وإضعافه داخل اراضينا وفي الخارج". وأوضح ان "الامر قد يستغرق بعض الوقت لكننا نتثبت من اننا بصدد النجاح حين يكون تنظيم داعش في تراجع وليس في تقدم، وحين تكون الحكومة العراقية بصدد استعادة حد ادنى من السيطرة على مدنها وبلداتها". السيطرة على هيت ميدانيا، فرض تنظيم الدولة الاسلامية امس سيطرته على عدة مناطق في قضاء هيت الواقعة في محافظة الانبار بعد معارك دامت يومين مع قوات الجيش والشرطة. ويقع قضاء هيت على بعد 150 كلم غرب مدينة بغداد. وقد تعرض امس الى هجوم بسيارات مفخخة اسفر عن مقتل سبعة من عناصر الامن وعشرين مسلحا. وقال ضابط في الشرطة: ان "المسلحين عادوا صباح امس وهاجموا عددا من المناطق واشتبكوا مع قوات الامن واسفر ذلك عن سيطرتهم على ثلاثة احياء وسط المدينة". ورفع التنظيم رايته على بعض المباني بعد انسحاب قوات الشرطة المحلية منها، فيما قام التنظيم بإحراق خمسة مراكز شرطة، بحسب مسؤول امني. ولا تزال الاجزاء المهمة في المدينة وبينها الطريق الرئيسي الذي يربط القضاء بمدينة تكريت، والطريق الآخر الذي يؤدي الى القائم بيد الجيش. وما زالت الجهة الثانية من القضاء ايضا بيد ابناء عشائر البو نمر التي تساند القوات الامنية. وأكد عميد في الجيش العراقي ان "قوات الجيش تمكنت من قتل 12 مسلحا كانوا يختبئون في منزلين"، موضحا ان الاشتباكات ما زالت متواصلة في عدة مناطق متفرقة. من جهته، قال اللواء قاسم المحلاوي قائد الفرقة السابعة: "وجهنا قوة دعم وإسناد مكونة من خمسين آلية مدرعة. ستقتحم المناطق التي سيطر عليها تنظيم داعش بعد ساعات قليلة". واضاف: "انهم شبه محاصرين في هذه المناطق، وما زلنا نسيطر على مديرية الشرطة والمناطق المحيطة فيها". وتعد هيت احدى اهم المناطق التي يسعى التنظيم للسيطرة عليها، من اجل قطع الإمداد على قضاء حديثة الاستراتيجي الذي يضم احد اكبر السدود في البلاد. وفي السياق العسكري، فرضت القوات العراقية سيطرتها على اربع قرى في محافظة صلاح الدين وتمكنت من طرد عناصر تنظيم داعش باتجاه تكريت، لكنهم قاموا بتفجير الجسر الرئيس الذي يربط تكريت بقضاء طوزخرماتو، بحسب مسؤول عراقي كردي محلي. وقال ملا كريم شكر مسؤول تنظيمات حمرين للاتحاد الوطني الكردستاني لفرانس برس: "تمكنت قوات البيشمركة والجيش العراقي بمساندة الحشد الشعبي، من تحرير اربع قرى في محافظة صلاح الدين". وأوضح ان "القوات العراقية انطلاقا من قضاء طوز خرماتو هاجمت عددا من القرى التي تقع تحت سيطرة داعش باتجاه مدينة تكريت، وسيطرت على اربع قرى". وأكد ان عناصر داعش فروا عبر الجسر باتجاه تكريت، لكنهم قاموا بتفجير جسر الزركة الاسترايتجي الذي يربط تكريت بقضاء طوزخرماتو، وتركوا خلفهم عشرات الجثث". بدوره، أكد شلال عبدول قائمقام الطوز ان القرى الاربع هي ينكيجة وانجلي وعبود وزه ركة، مشيرا الى ان "هذه العملية تأتي ضمن الجهود التي تحققت الخميس بتحرير خمس قرى باتجاه تكريت غرب قضاء الطوز". وبذلك فإن تنظيم "داعش" حوصر في مدينة تكريت وليست لديه امكانية شن هجمات على قضاء طوزخرماتو مجددا، بحسب المسؤولين المحليين. وأكد عبدول ان "القوات تتقدم لتحرير باقي المناطق التي تحت سيطرة داعش".