اتهم إمام وخطيب جمعة الفلوجة أمس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بإكمال مشروع التحالف مع إرهاب إيران الذي بدأه رئيس الوزراء السابق نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي. وقال الشيخ حميد الجميلي خلال الخطبة التي أقيمت في جامع المرسلين، إن "أبناء الأنبار والمحافظات المنتفضة تأملوا خيراً بالعبادي في إصلاح ما خربه المالكي، لكن الأمر أصبح واضحاً فهو يكمل مشروع التحالف مع دول الإرهاب إيران وبعض الدول الغربية لإبادة أهل السنة والجماعة"، مؤكداً أن "القصف لا يزال مستمراً على الأبرياء في الفلوجة والكرمة والرمادي". وأضاف أن "الطائرات الأميركية قصفت قبل يومين ثلاثة منازل في الكرمة مع استهداف سيارة مدنية في المنطقة ذاتها، وتم الإعلان عن مقتل عدد من المسلحين من قبل جهات حكومية وقيادات الجيش وأميركا، لكن الكارثة أن المنازل التي قصفت هي لعوائل مدنية، مما أسفر عن مقتل 19 مدنياً بينهم خمسة أطفال وأربع نساء". من جانبه، دعا ممثل المرجعية الدينية العليا في كربلاء عبدالمهدي الكربلائي، أمس، الحكومة العراقية إلى فتح خطوط الإمداد للوحدات العسكرية التي بدأ "الإرهاب" بمحاصرتها، وحذر من اعتماد "الطابع الطائفي أو القومي"، في آلية تشكيل الحرس الوطني، فيما طالب رئيس الوزراء حيدر العبادي "بحسم"، تسمية وزيري الدفاع الداخلية بعد عطلة العيد الأضحى. وقال الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة، إن "الارهاب يهدف إلى إشعال الفتنة بين أبناء البلد من خلال استهداف المدن والأماكن المقدسة"، داعيا "قوات الجيش والمتطوعين إلى بذل مزيد من الجهود والحرص واليقظة لحماية المناطق التي يكلفون بحمايتها وخاصة المناطق المقدسة". وأضاف أن "مهمة المقاتل والمتطوع هي حماية كل العراقيين دون أي تمييز، من عصابات (داعش)، الإرهابية، وعلى الجميع الالتزام بذلك وعدم الاعتداء على أي مواطن مسالم بماله وعرضه ونفسه، مهما كان انتماؤه الديني أو توجهه السياسي"، مطالبا "الحكومة باتخاذ الإجراءات المطلوبة في عملية تنظيم المتطوعين وصرف رواتبهم والاهتمام بتوفير ما يحتاجونه من سلاح وذخيرة وطعام". في السياق ذاته، قام أكثر من ثلاثة آلاف عراقي تساندهم منظمات مجتمع مدني وتجمعات مهنية ومثقفون ببدء حملة شعبية في جميع المدن العراقية، لحث الحكومة والبرلمان على تشريع قانون "تجريم الطائفية". وقال رئيس مؤسسة "اللاطائفية" حسان فالح، في بيان وزع، أمس، بشكل موسع في مناطق التجمع الثقافية وعلى العوائل في المتنزهات، إن مؤسسة "اللاطائفيين" بالاشتراك مع مجموعة كبيرة من منظمات المجتمع المدني العراقي أطلقت حملة شعبية وطنية في جميع المحافظات العراقية تحمل اسم "حملة تفعيل قانون تجريم الطائفية".وأضاف فالح أن "المؤسسة بدأت بالعمل على جمع تواقيع المواطنين لتقديمها إلى الجهات الحكومية المختصة من أجل تشريع قانون يوافق عليه مجلس الوزراء وإرساله للبرلمان العراقي للإقرار". وأشار إلى أن "الحملة تضم لجنة قانونية مختصة لإعداد الجوانب القانونية لمشروع قانون تجريم الطائفية، وستستمر بأسبوعها الأول بفضل الناشطين والمنظمات الشريكة في هذا المشروع الوطني المهم"، مضيفاً أن" الدعوة ما زالت مفتوحة للجميع ليقولوا كلمتهم". يذكر أن الدستور العراقي يتضمن في مواده رفض الطائفية وجميع أشكال العنصرية، كما نص قانون العقوبات العراقي، ويعاقب بالسجن المؤبد من يستهدف إثارة حرب أهلية أو اقتتال طائفي، وذلك بتسليح مواطنين أو بحملهم على التسلح بعضهم ضد بعض أو حتى بالحث على الاقتتال، فتكون العقوبة الإعدام إذا تحقق ما استهدفه الجاني". ولكن حتى هذا اليوم لم تطبق أي من هذه الفقرات على أرض الواقع. وعلى صعيد العمليات العسكرية، فرضت القوات العراقية سيطرتها على أربع قرى في محافظة صلاح الدين وتمكنت من طرد عناصر تنظيم "داعش" باتجاه تكريت، لكنهم قاموا بتفجير الجسر الرئيس الذي يربط تكريت بقضاء طوزخرماتو، بحسب مسؤول عراقي كردي محلي. وقال مسؤول تنظيمات حمرين للاتحاد الوطني الكردستاني، ملا كريم شكر: "تمكنت قوات البيشمركة والجيش العراقي بمساندة الحشد الشعبي، من تحرير أربع قرى في محافظة صلاح الدين". وأوضح أن "القوات العراقية انطلاقا من قضاء طوز خرماتو هاجمت عددا من القرى التي تقع تحت سيطرة داعش باتجاه مدينة تكريت، وسيطرت على أربع قرى". وأكد أن عناصر داعش فروا عبر الجسر باتجاه تكريت، لكنهم قاموا بتفجير جسر الزركة الاسترايتجي الذي يربط تكريت بقضاء طوزخرماتو، وتركوا خلفهم عشرات الجثث". بدوره، أكد قائمقام الطوز، شلال عبدول، أن القرى الأربع هي ينكيجة وإنجلي وعبود وزه ركة، مشيرا إلى أن "هذه العملية تأتي ضمن الجهود التي تحققت أول من أمس بتحرير خمس قرى باتجاه تكريت غرب قضاء الطوز".وبذلك فإن "داعش" حوصر في مدينة تكريت وليس لديه إمكانية شن هجمات على قضاء طوزخرماتو مجددا. وأكد عبدول أن "القوات تتقدم لتحرير باقي المناطق التي تحت سيطرة داعش". وأضاف أن "مسلحي داعش يفرون من مناطقهم وتركوا وراءهم عددا من جثث قتلاهم". وكانت جميع هذه القرى الواقعة ضمن محافظة صلاح الدين سقطت بيد التنظيم في ال10 من يونيو الماضي، لكن التنظيم بدأ يفقدها تدريجيا وينسحب منها.