أكد الباحث الدكتور محمد مرسي على أهمية الجانب السلوكي لتفكيك الفكر المتطرف؛ وأشار الباحث إلى ضرورة وضع آليات حوار حقيقية لتفكيك البنية الأيديولوجية للفكر المتطرف، ووضع بنية تربوية واضحة المعالم للأجيال القادمة تركز على العدالة الاجتماعية، والحوار، والتواصل. واقترحت الدراسة -المنشورة على موقع السكينة- عدة مقترحات تساعد في تفكيك التطرف من الجانب السلوكي؛ أهمها: تدريس المهارات الجماعية التي تهدف إلى تنمية القدرة على إدارة الحوار، والعمل داخل فريق مثل مهارات مشاركة المجموعة في الأفكار والأدوات ومهارات الإنصات الجيد والمناقشة. كما أكدت الدراسة على ضرورة تدريس المهارات الوجدانية التي تهدف إلى تنمية المشاعر الإيجابية بين أعضاء المجموعة، والمشاركة الوجدانية مثل مهارات تشجيع الآخرين على المشاركة، واستخدام التدعيم اللفظي والسلوكي للآخرين، ومهارات نقد الأفكار وليس الأشخاص. وفي ذات السياق اقترحت الدراسة تدريب الشباب على مهارات عديدة منها، مهارات التشاور والتعاون ومهارات الاتصال والإنصات. كما اقترحت تدريب الشباب على استخدام التفكير الناقد في مواجهة التيارات الفكرية المختلفة. وأكدت الدراسة على تدريب الشباب على دراسة الظواهر الغامضة قبل قبولها، وتحليل الحقائق والآراء والاستنتاج، ومساعدتهم على اكتساب مهارات حل المشكلات واتخاذ القرار المناسب. وأوضحت الدراسة أن الجانب الوجداني –بالإضافة إلى الجانب السلوكي- يهدف إلى محاربة النهج الانفعالي العاطفي في الخطاب الديني منعاً لتعظيم مفردات الكراهية، والبغض بين المتجادلين من خلال تعظيم قيم الوسطية والابتعاد عن الغلو في الحوار، وفي سبيل ذلك تقترح الدراسة اتباع خطوات مهمة منها، التعبير عن وسطية الإسلام، ولطف تناوله لكل قضية كما في دعوة الرسول على الكافرين المعاندين المقاتلين بأن «يحصيهم عدداً، ويقتلهم بدداً، ولا يغادر منهم أحداً» حيث يجب شرح هذه الدعوة بأنها كانت على الكافرين المعاندين المقاتلين، ولكن الله لم ينهنا بل أمرنا بالبر والقسط للذين لم يقاتلونا في الدين، ولم يظاهروا أحداً على المسلمين. كما قال تعالى: «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَروهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِب الْمُقْسِطِينَ». وإضافة إلى التعبير عن وسطية الإسلام تدعو الدراسة إلى استخدام الحوار البناء في معالجة التطرف، والاتجاهات التعصبية السلبية في ضوء الثقة بين المتحاورين، منبهة على أهمية النصح والإرشاد التي تعد من أكثر الطرق استخداماً لتقليل التطرف الفكري. ويعتمد الجانب الوجداني كما تذكر الدراسة على تنشيط بعض الاعتقادات والقيم الإيجابية، والمشاعر الطيبة في نفوس الأشخاص حتى يتقبلوا تغيير سلوكهم، كما يعتمد أيضاً على التناقض بين الأفكار التي توجد لدى المتعصب الأمر الذي يخفض القلق، والتوتر وبالتالي التعصب.