طالب رئيس الحكومة في هونغ كونغ امس بإنهاء تظاهرات ما اطلق عليها «ثورة المظلات» فورا، إلا أن الناشطين تعهدوا بمواصلة احتلال وسط المدينة ما لم تمنحهم بكين الاصلاحات السياسية التي وعدت بها منذ عودة المدينة الى الادارة الصينية في 1997, فيما أكدت بكين دعمها لحكومة هونغ كونغ «الكامل» في ادارة أزمة التظاهرات «غير المشروعة», وأعرب رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن قلقه البالغ بشأن الاشتباكات في هونج كونج. وفي التفاصيل, فقد شهدت الاحياء التي احتلها المتظاهرون لليلة الثانية على التوالي هدوءا غير معهود صباح امس وبدت الشوارع الاساسية التي عادة ما تكون مكتظة بحركة السير شبه خالية باستثناء بعض المارة. ودعا رئيس الحكومة لونغ شون-ينغ حركة «اوكوباي سنترال» المطالبة بإحلال الديموقراطية بوضع حد دون ابطاء لتحركها والسماح بعودة المدينة الى حياتها الطبيعية. وقال لونغ في اول تصريح له منذ الصدامات التي وقعت ليل الاحد ان «مؤسسي حركة «اوكوباي سنترال» قالوا مرارا انه وفي حال خرج التحرك عن السيطرة فسيدعون الى التوقف. وأنا أطلب منهم الآن احترام التزامهم ووضع حد لحملتهم». وشهدت الليلة قبل الماضية صدامات بين المتظاهرين وقوات مكافحة الشغب عندما حاول شرطيون طرد ناشطين باستخدام غاز مسيل للدموع وغاز الفلفل. وأثارت الصور التي تعتبر نادرة في هونغ كونغ صدمة لدى قسم من الرأي العام، وزادت من المخاوف بأن الجيش الصيني يمكن ان يتدخل وهو ما تنفيه بكين باستمرار. وقال شان كي-مان أحد مؤسسي الحركة لصحافيين بعيد تصريح رئيس الحكومة «إذا أعلن لونغ شون-ينغ استقالته فهذه الحركة ستتوقف على الاقل مؤقتا في غضون فترة قصيرة حتى نقرر التحرك التالي». وأوضح احد المتظاهرين ويدعى فيلكس كان لوكالة فرانس برس «لا يمكننا الرحيل. نحن في الصين ولا نعلم أبدا ماذا يمكن أن يحصل». والطلاب هم رأس حربة حملة العصيان المدني التي انطلقت للتنديد بما يعتبره عدد من ابناء هونغ كونغ بمثابة هيمنة بكين المتنامية على الشؤون المحلية. ويمكن ان تستقطب التظاهرات حشودا أكبر يومي العطلة الرسمية اليوم وغدا في هونغ كونغ. فالأول من اكتوبر الذكرى السنوية ال65 لانتصار الشيوعيين في الصين. من جانبها, أكدت بكين امس لحكومة هونغ كونغ دعمها «الكامل» في ادارة ازمة التظاهرات «غير المشروعة» في المستعمرة البريطانية السابقة. وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية هوا شونينغ «ندعم بالكامل حكومة منطقة هونغ كونغ الخاصة الخاضعة لحكم ذاتي لمعالجة مشكلة الانشطة غير المشروعة» المرتبطة بالتظاهرات. وأضافت المتحدثة الصينية ان «بعض الدول أدلت بتصريحات حول هذا الموضوع» مؤكدة ان «شؤون هونغ كونغ من القضايا الداخلية الصينية. وندعو الاطراف الخارجية الى ضبط النفس وعدم التدخل بأي شكل كان». من جهته, قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون امس الثلاثاء إنه يشعر بقلق بالغ بشأن الاشتباكات في هونج كونج بين شرطة مكافحة الشغب وآلاف المحتجين المطالبين بالديمقراطية. وعندما سئل عما إذا كان يتعين عليه الحديث عما يحدث في هونج كونج قال كاميرون لسكاي نيوز «بالطبع. أشعر بالتزام قوي». وقال كاميرون: «عندما توصلنا لاتفاق مع الصين كانت هناك تفاصيل لذلك الاتفاق بشأن أهمية منح شعب هونج كونج مستقبلا ديمقراطيا في إطار مبدأ النظامين الذي كنا نؤسس له مع الصينيين، لذا فبالطبع أشعر بقلق بالغ بشأن ما يحدث وآمل أن تحل هذه المسألة». ولم تحجب بعد الرقابة الصينية التي منعت غالبية المناقشات حول الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في هونج كونج على الانترنت عمليات البحث عن «ثورة المظلات» وهو الاسم الذي اطلق على هذه الحركة، وإن كان هذا قد لا يدوم طويلا. ولا يزال بوسع مستخدمي الانترنت الصينيين حتى يوم امس الثلاثاء نشر تعليقات تحت كلمات رمزية (هاشتاج) «لثورة المظلات» بالصينية والانجليزية على موقع سينا ويبو وهو خدمة شعبية في الصين على غرار تويتر. وتحجب الصين مواقع أجنبية شعبية مثل فيسبوك وتويتر ويوتيوب خوفا من ان يؤدي تبادل الصور والمعلومات بين أكثر من 600 مليون مستخدم للشبكة العنكبوتية الى اضطرابات اجتماعية. وأصبحت المظلات رمزا لحركة الاحتجاجات في هونج كونج بعد ان استخدمها المحتجون لدرء مسحوق الفلفل والغاز المسيل للدموع التي استخدمتها الشرطة ضدهم يوم الأحد.