كي كي آر، ومجموعة بلاكستون، وغيرها من شركات الأسهم الخاصة كانت منذ مدة طويلة قد نزلت إلى الشرق الأوسط للبحث عن النقود من صناديق الثورة السيادية ومكاتب الاستثمار العائلية في المنطقة، ثم قررت أن تقوم مرة أخرى للاستثمار في شركات غربية. الآن هي تضع الأموال للعمل في المنطقة. لقد ارتفعت عمليات استحواذ شركات الأسهم الخاصة في الشرق الأوسط وإفريقيا إلى 6.6 مليار دولار هذا العام من 141 مليون دولار في نفس الفترة من عام 2013، وذلك وفقاً لبيانات جمعتها بلومبيرج. في إحدى الصفقات، يوجد على الأقل ثلاث شركات استحواذ، منها سي في سي كابيتال بارتنرز، وكي كي آر، تقوم بتقديم مناقصة للمجموعة الكويتية للمواد الغذائية، التي تقوم بإدارة 1500 مطعم كي إف سي وبيتزا هات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وذلك وفقاً لأشخاص مطّلعين على المسألة طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأن المفاوضات لا تزال سرية. فورة الاستثمارات هذه تتبع الانتعاش في اقتصاد الشرق الأوسط بسبب أسعار النفط القوية وزيادة الإنفاق الحكومي. كما تمثّل أيضاً نوعاً من الشكر من شركات الاستحواذ. بلاكستون استفادت من مستثمري الشرق الأوسط بنحو 23 مليار دولار، أو 8% من إجمالي الأصول التي تحت إدارتها، وذلك وفقاً لشخص مطّلع على المسألة طلب عدم الكشف عن هويته لأن المعلومات سرية. كما تُظهر بيانات كي كي آر التي تقدمت بها إلى الجهات التنظيمية أنه في نهاية العام الماضي ما قيمته 61.2 مليار دولار من الأصول جاء من الشرق الأوسط. كي كي إر لم تستجب لطلباتنا بالتعليق على الموضوع. كذلك رفضت بلاكستون التعليق. يقول محمد الشروجي، مدير أعمال الخليج في بنك إنفيستكورب، القائم في البحرين: «لا يمكنك مجرد أخذ الأموال من المنطقة والذهاب واستثمارها في الغرب. لقد حان الوقت لإعادة الاستثمار في المنطقة». العديد من الصفقات الأخيرة تمثّل المرة الأولى التي تقوم فيها الشركات بالاستثمار في الشرق الأوسط. أشخاص مطّلعون على المسألة قالوا في شهر آب (أغسطس)، إن بلاكستون اتفقت مع شركة فجر كابيتال القائمة في دبي للاستثمار في جيمز ايديوكيشن، وهي شركة في دبي تقوم بإدارة مدارس من الروضة إلى الشهادة الثانوية في جميع أنحاء العالم. كما قامت ووربرج بينكوس، وهي شركة أسهم خاصة تقوم بإدارة أصور بقيمة تبلغ حوالي 37 مليار دولار، بأول استثماراتها في الشرق الأوسط في شهر نيسان (أبريل)، عند الموافقة على الاستحواذ على حصة مُسيطرة في شركة برمجيات الطيران، ميركاتور، في دبي. وقال جوزيف شول، رئيس قسم الأعمال في أوروبا، عندما تم الإعلان عن الصفقة، إن ووربرج بينكوس تقوم بالبحث خارج أوروبا لتنويع محفظة استثماراتها. تي بي جي كابيتال ومجموعة أبراج، وهي شركة استحواذ قائمة في دبي، تقتربان من اتفاق لشراء حصة عظمى في سلسلة مطاعم الوجبات السريعة السعودية كودو، وذلك وفقاً لشخصين مطلعين على المسألة. كودو، التي تقوم بتشغيل حوالي 200 مطعم في البلاد ببيع سندويشات الدجاج المشوي والبرغر ووجبات الإفطار، ستكون أول عملية استثمار في الشرق الأوسط لشركة تي بي جي كابيتال. الانتعاش في صفقات الشرق الأوسط يأتي مع تباطؤ نشاط شركات الأسهم الخاصة في الغرب. قيمة استثمارات شركات الأسهم الخاصة في أوروبا بلغت 17.4 مليار دولار حتى التاسع عشر من أيلول (سبتمبر)، بانخفاض بنسبة 41% مقارنة مع نفس الفترة من عام 2013، وذلك وفقاً لبيانات جمعتها بلومبيرج. وفي الولاياتالمتحدة، انخفضت صفقات الأسهم الخاصة بنسبة 76%. أحد الأسباب للاهتمام الجديد في الشرق الأوسط هو لأنها تقدّم فرصاً أكثر ثراءً من الغرب. لقد ارتفع مؤشر إم أس سي آي العالمي (مورجان ستانلي المركب)، الذي يتعقب الأسواق المتقدّمة في كافة أنحاء العالم، 116% منذ أدنى مستوياته في شهر آذار (مارس) من عام 2009. والأسعار المرتفعة تجعل من الصعب على شركات الأسهم الخاصة العثور على شركات رابحة لشرائها. هاري هامبسون، رئيس المجموعة الراعية المالية لأوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا في جيه بي مورجان تشيس، يقول: «لم يكُن سهلاً على صناديق الأسهم الخاصة توليد عائدات بنسبة 20% من أسواقها الرئيسية». لقد كسب مؤشر إم أس سي آي للأسواق الناشئة 84% منذ شهر آذار (مارس) عام 2009. ويبلغ معدل العائد الداخلي - وهو مقياس موّحد لأموال عمليات الاستحواذ - لصفقات الأسهم الخاصة في استثمارات الخليج حوالي 27 إلى 30%، مقارنة مع 20 إلى 24% للصفقات في الغرب، وذلك وفقاً للشروجي. مع انتعاش الاقتصادات الإقليمية وأسواق الأسهم، يجد مستثمرو الأسهم الخاصة أيضاً من السهل بيع استثماراتهم في الشرق الأوسط إلى شركات أخرى أو من خلال عمليات الاكتتاب العام الأولى.