أوضح الأمير محمد بن نواف بن عبدالعزيز سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة أن قرار المملكة العربية السعودية بالمشاركة في الضربات الجوية التي يقوم بها التحالف الدولي لمواجهة الجماعات الإرهابية هو دليل على تصميمها الحازم في القضاء على كل اشكال الإرهاب، ويؤكد وقوفها مع الأصدقاء والحلفاء في منطقة الشرق الأوسط وفي الغرب، ومن ضمنهم المملكة المتحدة التي نتشارك معها رغبة القضاء على الشر الذي يهددنا جميعاً. وقال: إن المملكة بصفتها مهد الدين الاسلامي فإنها تواجه مطامع أولئك الذين يحاولون السيطرة على المنطقة واستغلالها لأهدافهم الخبيثة، إن هؤلاء هم الذين يشكلون تنظيم (داعش)، وقد سخرت المملكة الموارد المالية والعسكرية لمحاربة الإرهاب وكان نتيجة ذلك دحر تنظيم القاعدة في المملكة وملاحقة شبكاته في الخارج. وأضاف في مقال نشر في لندن الخميس: إن أحداثاً عاصفة تجتاح معظم أرجاء منطقة الشرق الاوسط، وتحت تنظيم أطلق على نفسه اسم "داعش" الذي هو بعيد كل البعد عن الإسلام. وذلك طاعون اجتاح المنطقة التي تقع في قلبها المملكة العربية السعودية مهبط الوحي ومنبت الرسالة، إن تلك الأفعى الخبيثة تهدد المملكة كما تهدد بقية العالم إن لم يكن أكثر. وأشار إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز قد أكد أن "شرور الارهاب ينبغي لها أن تحارب بالقوة والعقل والسرعة"، وأيدت المملكة أقوالها بالأفعال، حيث اتخذت تدابير لمكافحة الإرهاب فانضمت القوات الجوية الملكية السعودية يوم الثلاثاء الماضي إلى العمليات العسكرية التي يقوم بها التحالف الدولي لمواجهة الجماعات الإرهابية، كما صرح وزير خارجيتنا الأمير سعود الفيصل خلال هذا الأسبوع في المنتدى العالمي لمكافحة الإرهاب، بقوله: "أمام هذه الحقائق الخطيرة، نحن اليوم مطالبون باتخاذ السياسات والقرارات المصيرية والحازمة لمواجهة هذه الهجمة الشرسة بكل قوة وحزم، والتحرك الجاد والسريع، آخذاً في الحسبان عنصر الوقت ومغبة التخاذل‘‘. وبين الأمير محمد بن نواف أن الاضطرابات والحرب في سوريا أدت الى جعل سوريا ملاذاً آمناً لعناصر تنظيم «داعش» فتوجهوا إليها من العراق. وقد سمح النظام السوري لتلك العناصر بالعمل على الأراضي السورية واستخدامها ضد المعارضة المعتدلة. بالتالي فقد جندت هذه المجموعة شباباً وشابات مضللين من مختلف انحاء العالم، وبعد أن أمضت تلك المجموعة وقتاً في سوريا عادت إلى العراق وقامت باحتلال مناطق واسعة في سبيل اقامة ما يسمى بالخلافة، وهم لا ينتمون إلى دولة واحدة أو مجموعة سياسية موحدة، كما أن منطلقاتها لا يقرها أو يتعاطف معها أي انسان عاقل. هي منظمة إرهابية مهمتها القتل وارتكاب الجرائم البشعة لكل من يخالفها ويرفض الإنضواء تحت لوائها، وأفاد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى المملكة المتحدة أن المملكة العربية السعودية بدأت بمكافحة الإرهاب عام 1995 وأعلنت القاعدة عدواً وتنظيماً إرهابياً وضمت تنظيم "داعش" إلى قائمة التنظيمات الإرهابية التي تصمم المملكة على محاربتها واستئصالها، مشدداً على رفضه أي تلميحات او اتهامات للمملكة بدعم الجماعات الإرهابية، فالمملكة العربية السعودية لم تدعمهم من قبل ولا تدعمهم في الوقت الحالي ولن تدعمهم مستقبلاً، وهي تقف ضد كل أشكال التعصب الديني الذي أدى إلى النزاع في المنطقة، ومنذ أن بدأت الحرب في سوريا حثت المملكة المجتمع الدولي بدعم المعارضة السورية المعتدلة؛ تفادياً لاستغلال الوضع من قبل جماعات ارهابية وعدم التراخي في ذلك، إلا أنه للأسف ذلك ما حصل تماما.ً وتابع يقول: إن ما يحصل ينتشر كما تنتشر النار في الهشيم ولن تسمح المملكة لتلك الجماعة بتحقيق هدفها وبلوغ الأماكن المقدسة للمسلمين "مكةالمكرمة والمدينة المنورة"، وتأسيس ما يسمونه "دولة الخلافة" بزعامة اختاروها لنشر مبادئهم الشريرة في مختلف أرجاء العالم الإسلامي. لافتاً الانتباه إلى أن التحالف الدولي والمكون من أربعين دولة يعمل الآن للقضاء على هذه الجماعة الإرهابية. وقيادة المملكة وشعبها مدركون تماماً أخطار الإرهاب الدولية والوقوف أمام تلك المعضلة يتطلب الوقت والالتزام، وتحث المملكة الدول لرسم استراتيجيات طويلة المدى لمكافحة الإرهاب والأخذ في حسبانها الأسباب الجذرية للمشكلة والنتائج المترتبة عليها، عندها فقط يمكن أن تتوفر الفرصة لمواجهة هذه المشكلة. وأكد أن القضاء على تنظيم «داعش» ما هو إلا خطوة في سبيل استقرار المنطقة وينبغي أن لا ننسى سفك الدماء في سوريا كما يجب السعي إلى تشكيل نظام حكم عادل غير طائفي في العراق. والوصول إلى تسوية عادلة في قضية الشعب الفلسطيني التي تشكل منطلقاً أساسياً من منطلقات السياسة الخارجية السعودية، فالسلام للفلسطينيين هو السبيل الوحيد للسلام الشامل. واختتم الأمير محمد بن نواف مقاله بالقول: لقد نجحت المملكة في التحول من أمة صحراوية تجتاحها التفرقة والحروب القبلية إلى دولة حديثة موحدة مزدهرة تحمل منذ تأسيسها على يد المغفور له الملك عبد العزيز "طيب الله ثراه" مبادئ السلام والاستقرار والأمن لشعبها والعالم أجمع، وستفعل المملكة ما بوسعها للحفاظ على تلك المبادئ التي تحققت بتعاون الاصدقاء والشركاء في المملكة المتحدة وغيرها من الدول الصديقة.