تابع المجتمع الألماني بمختلف شرائحه الفعاليات المتنوعة المقامة ضمن الأيام الثقافية السعودية التي تستضيفها حالياً العاصمة برلين، والمشتملة على مزيج من إرث المملكة الثقافي وحاضرها الزاهر، التي قدمها أعضاء الوفد السعودي المشارك في هذه الأيام، من خلال الفنون والعرضات الفلكلورية والأكلات الشعبية والأزياء السعودية التقليدية. واستمتع ما يزيد على 1500 متابع بألوان الفلكلور الشعبي المختلفة، التي تمثل جميع مناطق المملكة، واطلعوا على مجموعة منوعة من الصور الفوتوغرافية واللوحات التشكيلية التي تجسد تاريخ وعمق الثقافة السعودية وتنوعها، وشاركوا الخطاطين السعوديين رسم بعض الحروف العربية ونطقها في جناح الخط العربي الذي نال نصيباً من الإعجاب والاهتمام. وحظي معرض الحرمين الشريفين بتعاملٍ خاص من قبل الجماهير الألمانية، لا سيما مع الشروحات التي يقدمها المختصون في الوفد السعودي المشارك، والتي تناولت أهمية هذين المسجدين وقدسيتهما لدى المسلمين في جميع أنحاء العالم، وتطرق الشارحون لبعض العبادات التي يحتضنها المسجدان طوال العام، والتي يحرص المسلمون على القدوم للمسجدين لتأديتها. واستعرض أعضاء الوفد المكلفون في جناح الحرمين مع المجتمع الألماني جهود الدولة رعاها الله في عمارة المسجدين وتوسعتهما، وتوفير أفضل الخدمات لزوارهما، وبما يضمن أداء العبادات بطمأنينة وروحانية ويسر. ولم تتردد النساء الألمانيات في التزين بالحناء، الذي تفنن في نقشه لهن المشاركات السعوديات في جناح خصص للأعمال النسائية، وهو ما زاد من إقبال الألمانيات عليه وتبادل الأحاديث الودية مع المشاركات بحضور مترجمين من الوفد. وحضرت الحرف اليدوية القديمة في فعاليات الأيام الثقافية السعودية ممثلة في حياكة السدو وصناعة السعف والتطريز والأعمال الفنية، التي شاركت بها عدد من الحرفيات السعوديات إلى جانب تقديم نماذج من الأدوات المنزلية التي كانت تستخدم في الماضي بالجزيرة العربية، ونصب الخيمة العربية السعودية في موقع الفعاليات بالسوني سنتر sony center للتعبير عن كرم الضيافة السعودي وتقديم خلالها القهوة العربية والتمر على مدار الفعاليات، إضافة إلى تعريف المجتمع الألماني بأنواع الملابس وأشكالها وأدوات الزينة التي تختلف من خلال الانصهار الثقافي والاجتماعي بين مناطق المملكة بما فيها تنوع الألبسة النسائية والرجالية التقليدية. وحظيت الفعاليات بمتابعة واهتمام وسائل الإعلام الألمانية، لا سيما وهي تجسد المعنى الحقيقي لتقارب الثقافات والتعريف بها، التي ترسخها العلاقات السعودية الألمانية منذ عقود، والشراكة الطويلة والمهمة مختلف المجالات. من جانبه أوضح وكيل وزارة الثقافة والإعلام للإعلام الخارجي وكيل الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية المكلف الدكتور عبدالعزيز بن صالح بن سلمة، أن وجود الأيام الثقافية السعودية في ألمانيا كدولة أوروبية يعتبر إبرازا للتراث الشعبي وتعزيزا للحوار الذي تقوده المملكة في أنحاء العالم لنشر السلام والتعاون بين الشعوب لخير الإنسانية، ورسالة للعالم الخارجي عن التراث الشعبي والإرث الثقافي السعودي المجسد للمشهد المعرفي في مجتمعنا للآخرين، وما وصلت له الثقافة في المملكة العربية السعودية من تطور في ظل ما تلقاه من الدعم والرعاية من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - حتى أصبحت إحدى العلامات البارزة في التاريخ الوطني. وبين أن مكانة جمهورية ألمانيا في أوروبا والعالم كان أهم أسباب اختيار العاصمة برلين لتحتضن الفعاليات، مؤكداً أن إقامة أيام ثقافية سعودية في عواصم العالم تمثّل دعامة قوية لإبراز الوجه الحضاري المنير لمملكتنا الغالية، والتعريف بإرثها الكبير. وأكد ابن سلمه حرص وزارة الثقافة والإعلام من خلال وكالة الوزارة للعلاقات الثقافية الدولية والقطاعات الإعلامية والإدارية، على تحقيق تطلعات خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله - في استثمار المكون الثقافي، وبذل الجهود الإعلامية في التواصل والتحاور والتفاعل مع الشعوب الأخرى وتعريفها بأوجه الحياة المعاصرة في المملكة ومنجزاتها التنموية وماضيها الأصيل ومخزون تراثها الثري والمتنوع، مشددًا على مراعاة إبراز مكونات التراث والواقع الثقافي المعاصر في المملكة خلال مثل هذه التظاهرة التي تعتبر هوية وطنية تجسد الثقافة السعودية بجميع أشكالها؛ للتعريف بجهود المملكة في المحافظة على تراثها الأصيل والمتنوع الذي تزخر به جميع مناطق المملكة في إطار جهود قيادتها للتطوير والتحديث الذي عم مناحي الحياة في المملكة.