حمّل وزير الاتصالات بطرس حرب رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون "مسؤولية التأخير في انتخاب رئيس جديد للجمهورية"، معرباً عن أسفه "لدعم "حزب الله" لموقف عون من خلال تطيير النصاب المتفق عليه لانعقاد جلسة الانتخاب ما عرض البلاد لحالة الفوضى الدستورية القائمة". وأوضح في حوار خاص مع "اليوم" انه سبق وأعلن ترشيحه للانتخابات الرئاسية، قائلاً: "ان تم اختياري لتوكيلي بهذه المهمة الخطيرة (رئاسة الجمهورية) فلن أتهرب من مسؤولياتي"، مشدداً على أن "من أكبر المخاطر التي يواجهها لبنان ومن نقاط ضعفه عدم وجود رئيس للجمهورية ووجود سلطة بديلة بالوكالة غير قادرة على حسم القرار الكبير". ولفت الى ان "مجلس الوزراء منح الجيش صلاحيات اتخاذ كل التدابير الآيلة الى ضبط الأمن ولتحرير العسكريين المخطوفين" وهنا نص الحوار: الرئاسية والنيابية إلى أين؟ * يبدو أن الأجواء تشير إلى أنه لا انتخابات نيابية أو رئاسية في لبنان بالمدى المنظور. هل هنالك سبب جوهري لتأجيل هذه الاستحقاقات؟ السبب يعود إلى تعنت الجنرال ميشال عون وعدم قبوله بإجراء الانتخابات الرئاسية الا إذا كانت هذه الانتخابات ستؤدي الى انتخابه، وهذا ما دفعه الى مقاطعة جلسة الانتخاب بغية تعطيل النصاب. نأسف لدعم "حزب الله" لموقفه من خلال تطيير النصاب المتفق عليه لانعقاد الجلسة ما عرض البلاد لحالة الفوضى الدستورية القائمة. أما بالنسبة للانتخابات النيابية، فإن عدم انتخاب رئيس للجمهورية أوجد العقدة الأساسية التي تعيق إجراء الانتخابات النيابية لأنه وبحسب الدستور إذا حصلت انتخابات نيابية تعتبر الحكومة مستقيلة حكماً وبالتالي إذا لم يكن هنالك من رئيس منتخب يتعذر إجراء استشارات نيابية وتشكيل حكومة وتوقيع مراسيمها بسبب غياب رئيس الهرم وهذا ما يدفعنا للتأكيد على وجوب إجراء انتخابات رئاسية تسهيلاً لحصول الانتخابات النيابية. ماذا عن إعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الأسباب الأمنية هي التي تحول وراء عدم إجراء الانتخابات؟ الوضع الأمني في البلد من جملة أسباب تأجيل هذه الاستحقاقات، حيث إن القوى الأمنية والعسكرية منصرفة لمواجهة المؤامرة والاعتداءات التي تحصل على الشعب والجيش اللبناني والنجاح بهذه المهمة الوطنية الكبيرة. اجراء الانتخابات النيابية يستدعي تحويل هذه القوى العسكرية الى الداخل اللبناني لمواكبة وتأمين الأجواء المؤاتية لإجراء الانتخابات وهذا ما قد لا تسمح به الظروف بحسب رأي وزارتي الداخلية والدفاع. ترشحه للرئاسة لماذا لم تعلن ترشحك للرئاسة؟ سبق وأعلنت موقفي من هذا الموضوع، ليس هنالك من آلية ترشيح وان كان هنالك من عملية ترشيح اعتمدها في الماضي لإعلان موقف ووجهة نظري من القضايا العالقة، أعتقد ان الرأي العام أصبح يعلم بها، وليس من الضروري إعلان ترشيحي مواقفي إزاء ما يحدث. لهذا كما واعلنت مراراً انه في حال تم اختياري لتوكيلي بهذه المهمة الخطيرة (رئاسة الجمهورية) لن أتهرب من مسؤولياتي. الإرهاب ولبنان والمنطقة الى أي مدى يلعب عدم وجود رئيس للبلاد دوراً سلبياً في ظل ما تعيشه المنطقة من إرهاب وإرهاب مضاد؟ من أكبر المخاطر التي يواجهها لبنان ومن نقاط ضعفه عدم وجود رئيس للجمهورية ووجود سلطة بديلة بالوكالة غير قادرة على حسم القرار الكبير بالنظر الى المبدأ الذي يتبع لتسهيل أمور البلاد، فإما أن يكون هنالك إجماع حول القضايا المهمة واذا كان هنالك اختلاف في وجهات النظر لا يطرح الموضوع على مجلس الوزراء وهذا ما يعرقل كلياً اتخاذ أي قرار أساسي لمواجهة الأخطار بينما لو كان هنالك رئيس للجمهورية لكان هنالك مجلس وزراء وآلية لاتخاذ القرارات يحددها الدستور لنتمكن من اعتمادها لاتخاذ القرارات. بعدما أعلن الإرهابيون الحرب على لبنان، ما المطلوب من الحكومة والأجهزة الأمنية لحماية لبنان؟ ان يواجههم لبنان بالقدرات العسكرية وبالارادة السياسية وبالقرار السياسي. هل الجيش اللبناني بحاجة إلى قرار سياسي للقيام بمهامه في المناطق الحساسة؟ لدى الجيش اللبناني القرار، أولا، هناك قرار قديم وأساسي بتكليف الجيش بضبط الأمن في كل لبنان، اضافة الى ان مجلس الوزراء منح الجيش صلاحيات اتخاذ كل التدابير الآيلة الى ضبط الأمن ولتحرير العسكريين المخطوفين. دعم الجيش والهبة السعودية الهبة السعودية والمكرمة السابقة، هل من الممكن ان يستفيد منهما لبنان في المرحلة الحالية؟ الهبة الأخيرة قيد التنفيذ وسيستفيد منها لبنان بسرعة، أما موضوع الثلاث مليارات فهنالك بعض الاشكالات في التعاقد الفرنسي السعودي الذي يحول دون الانتقال الى مرحلة التنفيذ الى انه يبدو ان هناك مساعي لحل هذه القضية ونأمل ان تحل بسرعة ليتمكن لبنان من الاستفادة من هذه الهبة في هذا الجو الذي يحتاج فيه لبنان الى كل المساعدات. قرار إقامة مخيمات للاجئين السوريين، ما مدى جدية تنفيذه على أرض الواقع؟، وهل إغلاق الحدود حل بديل مناسب؟ الموضوع مطروح في مجلس الوزراء وسيتم تعيين جلسة خاصة للبحث به، والتوجه الذي سيتخذ في مجلس الوزراء سيتحول الى قرار يطلب من السلطات تنفيذه ونأمل ان يصار للتوافق على هذا الموضوع، لانه من غير الجائز ان تبقى الامور فالتة على هذا الشكل. "حزب الله" و"داعش" كيف تنظر الى الحملات التي نظمها "حزب الله" وفريقه ضد الجيش وقائده على خلفية ما جرى في عرسال؟ لقد عملنا على التصدي لهذه الحملة لانه من غير الجائز وسط هذه المخاطر ان تفتح تصفية الحسابات، عند الانتهاء من هذه المرحلة يمكن لأي فريق إجراء تحقيق او تدقيق لمعرفة أسباب بعض الخلل الذي حصل، الا انه في أثناء المعركة من الضرر الكبير ان تفتح هكذا ملفات قد تصيب معنويات الجيش في هذه الظروف الصعبة. تعيش المنطقة حالة من الصراع الدولي، كيف تقرأ الحرب على "داعش" وكذلك التغيرات في العراق؟ هنالك قرار دولي لمواجهة "داعش" الا ان تنفيذه يحتاج الى وقت طويل، لهذا علينا ان نمارس سياسة المحافظة على لبنان في هذه المرحلة كي لا يتدهور الوضع وينفجر قبل الوصول الى النتائج.