العمل الخيري بلا سقف أو منتهى، ذلك استخلاص يواكب ما اطلعت عليه من خلال نشاط الجمعية الخيرية السعودية لتنشيط التبرع بالأعضاء "إيثار" في المنطقة الشرقية، ومن خلال تواجد رئيسها رجل الأعمال ورائد العمل التطوعي والعمل الخيري في الإقليم الأخ عبدالعزيز بن علي التركي، في ديوانية الخير التي يرعاها الدكتور أحمد العلي، في مساء كل يوم ثلاثاء في منزله العامر في محافظة الخبر، وقد وقفت هناك على قيمة الدور الإنساني الهائل الذي تضطلع به الجمعية ورجالاتها، وأعضاء اللجنة التنظيمية الذين بستحقون كل الشكر والتقدير، ومنهم المهندس محمد بن خالد الدبل، الشيخ الدكتور محمد البيشي، الشيخ خالد العبدالكريم، الدكتور جاسم الياقوت، الأستاذ محمد الفايز، طارق المحمدي، عبدالعظيم الضامن، خالد البلاهدي، عبدالعزيز التويجري، جاسم بوداود، الدكتور شادي محمد أنيس، ويجدر هنا أن اشيد بدور رجال ونساء أسهموا في نشاط هذه الجمعية الوليدة، ومنهم سعود المدعج، عبدالعزيز قنبر الأنصاري، عبدالعزيز التركي، عبدالعزيز الرقطان، بداح القحطاني، الدكتورة حنان الغامدي، وفقهم الله جميعاً. وللحقيقة فإن فكرة التبرع بالأعضاء، ذات دلالة على استمرارية الحياة، وتنطوي على جانب خيري عميق ينبغي أن ننشط جميعا للقيام به، فما نفعله عند مماتنا يكون آخر أعمالنا في الحياة الدنيا، وهو من قبيل العمل الصالح الذي نتركه خلفنا لآخرين بحاجة إلى أحد الأعضاء ليحيوا آجالا مكتوبة لهم وهم يتمتعون بصحتهم وعافيتهم، ولنا الأجر والثواب بإذن الله. الجمعية تطوير للعمل الإنساني، ولا شك في ذلك، وهي توفر لكثيرين أعضاء بحاجة ماسة إليها، ومن المهم التفكير في أن نمنحها لهم حين تأتي الآجال المكتوبة، وقد قال رسولنا الكريم "الخير فيّ وفي أمتي إلى قيام الساعة"؛ ولذلك حين أتوقف عند فكرة تنشيط التبرع بالأعضاء أجدها وكأنها خاملة وتحتاج إلى الكثير من النشاط والدعم، وفتح مراكز التبرع لإقرار الإفادة من الأعضاء عند الوفاة. هناك كثيرون من المشاهير ورجال الدولة وقعوا إقرارات للتبرع بأعضائهم عند وفاتهم ليضربوا أروع الأمثلة للإيثار وخدمة الناس حتى عند الموت، وفي ديوانية الدكتور أحمد العلي أقر أكثر من (13) من الحضور بالتبرع بأعضائهم بعد الوفاة، وفي ذلك قدوة حسنة نأمل أن تنشر مبدأ التبرع بالأعضاء في جميع الأوساط الاجتماعية. قد تكون هناك حاجة ماسة لمبادرة الشباب إلى التبرع لاعتبارات صحية تتعلق بسلامة أبدانهم وأعضائهم، وذلك مبرر كاف لتوعيتهم ونشر ثقافة التبرع في أوساطهم لتوقيع الإقرارات لأنهم في جميع الأحوال يجب أن يكونوا في مقدمة كل مبادرة طوعية وخيرية وإنسانية تستهدف الارتقاء بالوعي الاجتماعي، وتحقيق أهداف مثل هذه الجمعية. وللجمعية الكثير من الأهداف الإنسانية النبيلة التي ترتكز إلى رؤى وتوجهات خيرية جديرة بأن تدعم أنشطتها، لأنها تعمل في فضاء اجتماعي قد يبدو بعيدا عن إدراك الكثيرين، ولكنه ذو قيمة إنسانية كبيرة، ومهمة تحتاج إلى مزيد من التثقيف ونشر رسالتها وأهدافها وثقافة التبرع بالأعضاء، دون أن نحصر ذلك في الشباب وحسب وإنما في جميع أطياف المجتمع وفئاته، حتى تتوفر قواعد بيانات وخيارات متعددة للحاجة الاجتماعية للأعضاء. وينبغي علينا، بل من أوجب واجباتنا أن ندعم مساعي الجمعية إلى تحقيق الريادة في أساليب تنشيط التبرع بالأعضاء وتطويرها من خلال توعية المجتمع، وأن تكون الجمعية رائدة في نشر ثقافة التبرع باستخدام أحدث وسائل الاتصال والمعلوماتية، فهذه الجمعية بحاجة الى التعريف بها وبالدور الذي يمكن أن تقوم به في المستقبل، فهي تعمل على إثراء حياتنا ودعم الذين يبقون على قيد الحياة، فلا أقل من أن نتفاعل معها ونخدمها ونسهم في تطوير أدواتها ودعم أنشطتها ورسالتها حتى تحقق أهدافها الخيرية والإنسانية النبيلة. * مدير مراكز (اسكب) للاستشارات الأمنية والعلاقات العامة