يتميز المنهج السلفي بكثرة الطلاب الذين نهلوا من معينه، وكتبوا في ذلك ودرّسوه في مجالسهم الخاصة والعامة، والداعية الشيخ د. إبراهيم الحازمي، ضمن أهم الدعاة الذين يحظون بحب الناس وتقديرهم من خلال مؤلفاته التي فاقت الخمسين كتاباً، ما بين تأليف وتحقيق وشرح. وقد عاصر ضيفنا المرحلة الذهبية للعلماء الكبار الذين يحظون بثقة الناس وولاة الأمر، وأخذ منهم كأمثال الشيخ ابن باز والعثيمين وابن جبرين، كما هاجم الضيف جيل الصحوة وأبان عن القصور الذي أحاط به جرّاء الانقسامات والتصنيفات التي حصلت إبّان انحسار ظلهم. والحازمي مهتم بعلم تفسير الرؤى وعلم الرقية الشرعية، وقد جرت له مواقف معبرة وأخرى طريفة في هذا الصدد، كما أشار الضيف في حديثه الماتع والخاص مع ملحق «آفاق الشريعة» إلى أن له طلاباً أصبحوا من الدعاة البارزين في الساحة المحلية ... فإلى الحوار. من الشيوخ الذين درست عندهم واستفدت منهم؟ درست على عدة مشائخ فضلاء وعظماء ومن أذكياء بني آدم، ومن أشهرهم شيخنا العلامة القاضي (عبدالله بن محمد بن حميد من بني خالد)، وهو والد الشيخ الدكتور صالح بن حميد إمام الحرم المكي، وقد كنت أدرس عليه بعد الفجر وبعد المغرب. وقد أخرجت له رسالتان هما: الرسائل الحسان في نصائح الإخوان، وهداية الناسك إلى أهم المناسك، وقد اعتنيت بهما إخراجًا ونشرًا وتحقيقًا، والشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز، وقد ترجمت له ترجمة موسعة في (أربعة مجلدات) سيرته وحياته موسوعة كاملة، وأيضًا أخرجت له كتاب (أصول الإيمان)، ودرست على الشيخ محمد بن عثيمين، وقد ترجمت له ترجمة موسعة في كتاب كبير في مجلد، وكانت رحلتي إليه من الرياض إلى القصيم (عنيزة)، وأنا طالب في بداية المرحلة الثانوية. والشيخ الدكتور عبدالله بن جبرين، وقد ألفت عنه كتاباً في مجلد اسمه (العقد الثمين في ترجمة العلامة الشيخ عبدالله بن جبرين)، وغيرهم. أما شيوخي في التعليم الحكومي فمن أبرزهم في المعاهد العلمية الشيخ الدكتور (عبدالله بن محمد المطلق) عضو هيئة كبار العلماء، ومنهم الشيخ المحدث (عبد الله بن حمود التويجري)، وكان يدرس معي بعد الفجر عند الشيخ ابن باز وابن حميد، ثم في الصباح يدرسني في المعهد وكلية أصول الدين، وكان -حفظه الله- حريصاً جدًا على دروس المشائخ مع شهادته العلمية العالية. ومنهم الشيخ الدكتور أحمد معبد عبدالكريم، ود. محمود ميرة، ود.فالح الصغير في كلية أصول الدين وغيرهم كثير. وقد استفدت منهم خيرًا كثيرًا وعلمًا كثيرًا وسمتًا حسنًا ومحبة للعلم وأهله ونشره بين الناس، واتباع الدليل والانقياد للكتاب والسنة وعدم اتباع الهوى والتحذير من الفرقة والحث على الجماعة، واستفدت منهم أيضًا العقيدة الصحيحة، والصبر على طلب العلم وصحبة أهل الخير. ما السر في تأسيس دار الشريف؟ وكيف تقيم واقع المكتبات اليوم؟ بدأت في تحقيق المخطوطات مبكرًا وأنا طالب في معهد الرياض العلمي- القسم الثانوي التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، ومن أهم المخطوطات التي عملت بها وحققتها وطبعتها هي: الباحة في فضل السباحة لجلال الدين السيوطي، والمعدن العدني في فضل أويس القرني لعلي القاري، وأنجح المساعي في الجمع بين صفتي السامع والواعي، وغيرها قرابة عشرين مخطوطًا حققت وطبعت والحمد لله. ثم اتجهت إلي كتب الحديث وهو تخصصي منذ البلوغ فأخرجت عدة كتب منها: المتعة في بيان الأحاديث التي اتفق عليها الأئمة السبعة، والتذنيب على تهذيب التهذيب، وحسن الصناعة في بيان الرواة الذين أخرج حديثهم الجماعة، وغيرها ثم اتجهت الي كتب العقائد، ثم اتجهت إلي القصص الإسلامية الواقعية تحت مسمى (سلسلة القصص الحق )، ومن أهمها الفرج بعد الشدة والضيقة عشرة أجزاء، وفراسة المؤمن والتائبون إلى الله، ونهاية الظالمين، ومن ترك شيئًا لله عوضه الله خيرًا منه وغيرها. والناشر لكتبي هو (دار الشريف)، وأما واقع المكتبات اليوم فغير الأمس يقينًا، والسبب ظهور وسائل الاتصال الحديث الإنترنت، حيث إن ما يريده يجده بضغطة زر فقط؛ ولذلك اتجه الناس إلي الكتاب الإلكتروني، وضعف الإقبال على الكتاب الورقي، ولكن يبقى له محبوه وعاشقوه، ولذلك تجد قوة الشراء في معارض الكتب، وهناك مكتبات ورقية أفلست، والأخرى أغلقت وباعت بضاعتها، وأتعجب من الماضي كيف يطبع من الكتاب عشرة آلاف نسخة، ولا يمضي عدة أشهر إلا وقد نفدت، ولله الأمر من قبل ومن بعد. لديك جانب كبير من الاهتمام بتأليف وطباعة كتب العقائد فما السبب؟ لأنه من أشرف العلوم وأجلها وأهمها وبه يعرف الإنسان ربه ودينه ونبيه، فإن الإنسان بلا عقيدة كحال البهيمة التي لا تدري من أين أتت وأين تسير؟ وأيضًا لظهور كثير من الملل والنحل والمذاهب الهدامة، ومن كتبي التي أخرجتها في هذا أصل السنة واعتقاد الدين لأبي حاتم الرازي، والشفاعة وبيان الذين يشفعون، وأربح البضاعة في معتقد أهل السنة والجماعة، وغيرها. هل الشيخ ابن باز اطلع على مؤلفاتكم القيمة أو قدم لبعضها؟ كانت كتبي نادرًا أن تخلو منها مكتبة، أو بيت عالم، ولم أطلب منه تقديمًا لأي من كتبي، ولعل السبب إقبال الناس عليها؛ لأن من فوائد تقديم الكتب قوة نشر الكتاب وتوزيعه إذا كان صاحبه غير معروف ولا مشهور، وأيضًا نظرًا لمشاغل شيخنا -رحمه الله- العديدة والكثيرة. لك مجموعة من الطلاب الذين أصبح لهم شأن في الواقع الإعلامي والعلمي، هل تذكر لنا منهم؟ وما علاقتك بهم الآن؟ هذا صحيح وقد تكون البداية منذ المرحلة الثانوية عندما كنت أضع دروسًا في الحديث، ثم أذهب أنا وإياهم في الإجازات لشيخنا محمد بن عثيمين، ولعل من أبرزهم فضيلة الشيخ الداعية عبدالعزيز بن محمد الوهيبي، وكان أيضًا قد حج معنا عام 1401ه، ثم لازم هو شيخنا عبدالعزيز بن باز وابن جبرين وكانت له محاضرات، ومنهم الشيخ الدكتور عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم له مؤلفات وتحقيقات وأخلاق حسنة جميلة -رحمهما الله وغفر لهما-. أما طلابي في التعليم والتدريس فهم كثر بتوفيق الله وفضله فمنهم الطبيب والمهندس والعالم والإعلامي والأديب والأريب والشاعر والإعلامي والرياضي، وما زلت في التدريس والعطاء والتعليم بفضل الله وكرمه حتى الآن. فكم من أجيال تخرجت وترعرعت وعاشت بين الأحياء، وكلهم في خدمة هذا الوطن الجميل، وعلاقتي بهم علاقة المحب لحبيبه والأستاذ لطلابه. حفظهم الله ووفقهم وأسعدهم في الدارين، ومن طلابي في أنحاء العالم من يقرأ كتبي ويترجمها ويعتني بها، فما أسعدني بهم عندما تأتي رسائلهم وفيها الشوق والحنين لمن استفادوا منه وتتلمذوا على كتبه! والله المستعان. الشيخ إبراهيم مفسرًا للرؤى والمنامات كانت البدايات مع الأحلام والرؤى أنني كنت أرى منامات وأنا في المرحلة الابتدائية والمتوسطة، فلا أجد لها إجابة في نفسي، ثم عندما بدأت أطلب العلم على العلماء وخاصة الكتب الستة تجد فيها كتاب التعبير وتفسير المنامات فكنت أقرأ ذلك. ثم جاءت حادثة جهيمان العتيبي (حادثة الحرم)، وهي فتنة كبيرة كانوا يعتمدون فيها على المنامات، وكيف أنهم يبايعون المهدي بين الركن والمقام، وكنا نقول لهم: هذا من الشيطان لأن بعضهم يدرس معنا عند الشيخ عبدالعزيز بن باز. فمن سمع منا وعلم أنه من الشيطان الرجيم سلم ونجاه الله، ومن لعب عليه شيطانه وخذلته نفسه وهواه فقد ضاع وهلك، ومن هنا بدأت في جمع منامات الأنبياء والرسل والصحابة والتابعين والمتقدمين والمتأخرين والمعاصرين وأخرجته في كتاب (من رأى رؤيا فكانت كما رأى) وقد طبع في جزئين. ثم أخرجت كتابي (فراسة المؤمن ) وذكرت فيها فراسة المعبرين، ثم قبل ذلك ألفت كتابي (الصب فيما ورد وقيل في الضب) عام 1409ه فقام الصحفي عبدالعزيز الخميس في مجلة اليمامة وكتب مقالًا ناريًا جعل عنوانه (رأى في المنام ضبًا فألف كتابًا)، ثم جاءت جريدة الرياض، وجعلته عنوانًا عريضًا، وأنزلت عليه ردي المشهور (القول النفيس في الرد على ابن خميس )، وقصة الضب أنني رأيته في صورة كبيرة، وكأنه بجانب سيارتي، وبجانب باب بيتي، وفي وسط مدينة الرياض، وتعجبت من ذلك ثم اسيقظت الصباح، فإذا هو كما رأيته في المنام بجانب السيارة، ثم تبين أنه هرب من بيت أحد الجيران، وتم القبض عليه. (وهذه من المنامات الظاهرة التي لا تحتاج إلى تأويل وإنما تعبر على ظاهرها)، فكانت هذه الأمور دافعًا لي للمزيد من البحث عن هذا الفن الماتع الجميل، وبدأت أفسر الأحلام من المرحلة الثانوية إلى الآن، والحمد لله إذا أصاب الإنسان في تفسيره للمنامات وابتغى وجه الله والإحسان إلى الناس وجد عونًا وتوفيقًا من الله. ثم بدأت في وضع المحاضرات عن هذا الفن، ونزلت رسالة مهمة في ذلك اسمها (القواعد الذهبية لتعبير الرؤى والأحلام)، ثم كثر إزعاج من يستفسر عن تفسير الأحلام أخرجت لهم قاموسًا لتفسير الأحلام، وهو من أجمل وأروع وأحسن الكتب إنه كتاب (جامع تفاسير الأحلام)، ثم قام بعض المحبين ووضع لنا (منتدى الشيخ الدكتور إبراهيم الحازمي لتفسير الرؤى والأحلام)، والحمد لله زواره فوق المليون. وهل الرؤى تكشف أماكن السحر وشخصية من عمل السحر؟ نعم وقد صحت بذلك الأحاديث في الصحاح والسنن والمسانيد (في قصة سحر الرسول -صلى الله عليه وسلم-) فعن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: سحر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يهودي من يهود بني زريق يقال له لبيد بن الأعصم. قالت: حتى كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله. حتى إذا كان ذات يوم أو ذات ليلة دعا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، ثم دعا ثم دعا ثم قال: (يا عائشة أشعرت أن الله أفتاني فيما استفتيته فيه. جاءني رجلان فقعد أحدهما عند رأسي والآخر عند رجلي فقال الذي عند رأسي للذي عند رجلي: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: من طبه؟ قال: لبيد بن الأعصم. قال: في أي شيء؟ قال: في مشط ومشاطة وجفّ طلع نخلة ذكر، قال: وأين هو؟ قال: في بئر ذروان. قالت: فأتاها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أناس من أصحابه، ثم قال: يا عائشة والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأنها رؤوس الشياطين. الحديث. وهناك قصص كثيرة قديمًا وحديثًا (انظرها في كتابي الفرج بعد الشدة والضيقة، ومن رأى منامًا ففرج الله عليه كربته وأزال همه وغمه)، وكذلك مزيد من التفصيل والأمثلة في كتابي (من رأى رؤيا فكانت كما رأى)، وهؤلاء هم من صبروا وصابروا واحتسبوا الأجر عند الله ولم يذهبوا للسحرة والكهنة والعرافين. أول حالة سحر جاءتني (بعد تخرجي في الجامعة تم تعييني في مدينة الدمام وكان ذلك عام 1408ه)، وكنت أدرس مادة التفسير والفقه والتوحيد، وبينما أنا أشرح للطلاب الكبار الليلي (باب ما جاء في السحر)، وعندما تكلمت عن السحر ومعناه وأنواعه وحكمه وطريقة علاجه. جاءني طالب بعد الدرس يعمل عسكريًا، وقال يا أستاذ (أنا لي ستة أشهر متزوج ولم أدخل على زوجتي كما جاءتني من بيت أهلها وأنا متأكد من نفسي وحالها وأنا شاب وأظن أنني مسحور لأن هناك من كان يريد الفتاة قبلي) حدثني هكذا على حدة وبصوت خافت لا يريد أحد أن يعلم بحاله فهو كرب وقلق وحزن لا يعلم بحاله إلا مولاه وخالقه. فقلت عليك بصدق التوكل والتوحيد مع مولاك وكثرة الدعاء، وقلت له: تعال عندي في شقة كنت قد استأجرتها في الدمام فقرأت عليه الآيات الواردة في السحر في سورة الأعراف وطه ويونس وغيرها. مع العمل برواية الإمام أحمد في الغسل بماء وسدر والمعوذات وآية الكرسي. ثلاث ليال وفي الليلة الثالثة جاءني وهو في حالة فرح شديد فقد فك سحره (ولا يفلح الساحر حيث أتى)، ثم بدأ الناس يأتون فأغلقت هذا الباب، ثم عدت إلي مدينة الرياض عام 1409ه، وجاءت حالات كثيرة دونت بعضا منها في كتابي (الشفاء بعد المرض). ما أغرب المواقف التي مرت بك في رحلة تفسير الأحلام؟ كثيرة ولا يتسع المقام لذكرها، ولكن على المسلم أن يحذر من المنامات المزعجة والمهلكة والمحزنة فإنها من الشيطان ولا ترده من سفره أو حاجته. منها شخص مهموم محزون فهو لديه ست بنات والمرأة حامل، ويخشى أن تكون السابعة بنتًا، فبحث عني حتى وصل إلى المكان الذي أدرس فيه. فقال: يا شيخ أنا داخل على الله ثم عليك أرجوك فسر لي هذا الحلم: (رأيت كأن زوجتي أعطتني قلمًا جميلًا ثم استيقظت من النوم)، قلت له: هل تعرف سورة في القرآن اسمها سورة القلم، قال: نعم قلت، وتعلم أن القلم مذكر وأنه رمز للكمال عند العرب. منامك هذا يدل على أن زوجتك تنجب لك ذكرًا إن شاء الله وأخبرني بعد الولادة. فكان بعد فترة وهو يتصل ويفيد بأن الله قد رزقه مولودًا ذكرًا والفضل والشكر لله. وشخص رأى في منامه اثنين من أولاده في حالة ضعف وهزال شديد وكان مفارقًا لزوجته وبينهما خصام. فقلت له والمنام واضح وسهل تعبيره الحق أولادك تراهم في شر حال. ومباشرة ذهب إلي أهل زوجته فإذا بها قد تزوجت ورمت أولاده عند أمها ولم يخبروه، وهم في صياح وبكاء وشر حال، وقد أخبرني بذلك وكان في حال تأثر شديد، ولا عجب فأولادنا أكبادنا تمشي على الأرض وأخذهم وأحسن إليهم وجعلهم عند والدته. وزميل معنا في التعليم رأى كأن بقرة دخلت عليه في منزله وهو يتعجب من ذلك وأمه بجانبه فرحانة بدخولها وهي سمينة أعني البقرة. فقلت له في سورة يوسف عليه السلام ذكر الله قصة رؤيا سبع بقرات سمان وفي القرآن سورة كاملة اسمها سورة (البقرة)، هل منزلكم كبير وفي حي فاخر في الرياض قال: نعم. قلت له: تأتيك وظيفة حسنة جميلة أحسن مما أنت فيه. فتعين بعد فترة في مكتب وزير التربية والتعليم، وغيرها كثير، ولعل الله ييسر جمعها في كتاب. وفي المنتدى (طلبت من الإخوة الذين فسرت لهم منامًا وصدق التفسير أن يكتبوه) والحمد لله كثير جدًا والفضل والشكر لله. ما رأيك بقرار منع برامج تفسير الأحلام الذي صدر مؤخرًا؟ قرار صائب وصحيح وجميل تشكر عليه الوزارة؛ لأنه دخل في هذا الفن (تعبير المنامات) من ليس لديه أدنى إلمام أو معرفة بالمنامات. بل القضية عدد الرسائل وعدد المبالغ التي تصل وكل من هب ودب فسر الأحلام، والمنامات ليست لعبة. يلعب بها. وأيضًا تعبير المنامات يقوم على الظن وليس الجزم إلا المنامات الظاهرة الواضحة. وكنت ممن ينادي بذلك صيانة لهذا العلم من عبث العابثين، ورحمة للناس من هؤلاء الذين أخافوهم وجعلوهم موسوسين. فيكم جن فيكم عين فيكم سحر. الرقية هي الطريق الأسهل لاستدرار المال هل من نصيحة لمثل هؤلاء الرقاة؟ نعم وصحيح هي الطريقة الأسهل لجمع المال؛ لذلك تجد هؤلاء إما مفلسًا فقام وتظاهر بالصلاح والمظهر الخارجي. أو عسكرياً متقاعداً يبغى يعدد فيدخل هذا الباب أو إنسان لم يجد وظيفة فدخل هذا الباب وقليل جدًا من يبحث عن الإحسان إلى الناس ومنفعتهم وعدم أخذ المال على الرقية. ونقول لهؤلاء: اتقوا الله ربكم فإن هؤلاء المرضى قد اشتد بهم الكرب والمرض فكونوا عونًا لهم، وليس عليهم. عليك بالإخلاص لله واتباع الكتاب والسنة وملازمة الأذكار، ولا يعلم عن سلف هذه الأمة من جعل الرقية بابًا للتكسب، وأنت أخي المريض المبتلى: هؤلاء بشر والأمر بيد الله فهو الشافي وهو الكافي فابحث عمن لا يأخذ أجرًا وملازمًا لقراءة القرآن والأذكار فلعلك تظفر برجل صالح تجد منه دعوة صالحة ودعاءً مستجابًا، والموضوع طويل وانظر ماكتبته في مقدمة كتابي (العين حق). ما قراءتك للوضع في اليمن وتأثر الحد الجنوبي بذلك ؟ الأوضاع في اليمن (اليمن الآن يمر بفترة عصيبة وأليمة من تاريخه ورياح التغيير تهب عليه من كل جهة، (والليالي حبالى يلدن كل عجيبة)، ولا شك أن الوحدة والألفة بين الشطرين خير ورحمة/ ولكن المد الصفوي يصول ويجول بقوة، والحد الجنوبي ليس عليه خوف وقد مر بتجارب عديدة منذ الاستعمار ويخرج منها منتصرًا شامخًا، وهم أهل تجارة وشطارة. عاصرت الصحوة ورموزها هل ما زالت ظلالها وارفة على الجيل الدعوي الجديد أم انحسرت و تلاشت؟ نعم عاصرت الصحوة وفرحنا بها كما قال شيخنا محمد بن عثيمين، لكن بعد ذلك تلاشت وضاع كثير من شبابها بسبب سوء التربية وعدم وجود المحاضن الصحيحة للجيل المسلم، وأصبحت العملية فقد تصحيح المظهر الخارجي مع عدم الاهتمام بالجانب القلبي والإخلاص والمتابعة، ثم حصل التفرق والتحزب والإنتماء ثم التكفير والتفسيق والتبديع وعدم احترام العلماء وتوقيرهم، واتباعهم لمن هم حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام، والله وحده يصلح أحوال المسلمين ويجنبهم الفتن ما ظهر منها وما بطن. ما رأيك في مشاركة أعضاء كبار العلماء في حسابات تويتر؟ نعم أنا مع مشاركة أعضاء كبار العلماء في شبكة التواصل وعدم ترك شبابنا وفتياتنا فرصة سهلة للضياع لمن هم يفتون بغير علم. كلمة أخيرة لملحق آفاق الشريعة الحياة كلمة، والكلمة الطيبة صدقة، وأنتم في جهاد والدين الإسلامي الآن يمر بفترة أليمة؛ لأن هناك من يشوه سماحة الإسلام. فعليكم نشر سماحة هذا الدين العظيم وبيان يسره، ونشر علوم الخير. أما أحبابي القراء فأتمنى لهم الحياة السعيدة، وهذه شذرات قليلة من حصاد السنين. عسى الله قيوم السماوات والارض أن يحفظنا من كل مكروه. ويسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض، والحمد لله رب العالمين. ما زال الكتاب الورقي يحتل مكانة رغم المنافس الإلكتروني