تأتي ذكرى اليوم الوطني للمملكة هذا العام والسياحة الوطنية تواصل التقدم بخطوات ثابتة نحو التنمية والتطوير على مستوى البنى التحتية والخدمة المقدمة مدعومة بعدد من الأنظمة والقرارات التي أقرتها الدولة هذا العام، والتي يأتي في مقدمتها قرار الموافقة على مشروع الملك عبد الله للتراث الحضاري ودعم الهيئة ماليا وإداريا؛ لتمكينها من القيام بالمهام الموكلة لها، بالإضافة الى اعتماد نظام السياحة، ونظام الآثار والمتاحف والتراث العمراني، وغيرها من القرارات التي تأتي امتداداً للقرارات المتتالية التي أقرتها الدولة مؤخرا لدعم السياحة الوطنية بوصفها رافداً رئيساً للاقتصاد الوطني، وموفراً لفرص العمل للمواطنين في مختلف مناطق المملكة، وما تحقق من إنجازات ملموسة في تطوير السياحة الداخلية والآثار والمتاحف والتراث الوطني. وواصلت الهيئة العامة للسياحة والآثار -في ظل الدعم والتوجيه الكريم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وولي ولي العهد -يحفظهم الله- جهودها الهادفة إلى تحويل السياحة إلى قطاع منتج اقتصادياً ومثرٍ ثقافياً واجتماعياً، وموفر لفرص العمل وللنمو والاستثمار تصب في مصلحة الوطن والمواطن، ونشر الوعي بأهمية التراث الوطني. ومن أبرز إنجازات السياحة والتراث الوطني هذا العام: جدة التاريخية اعتماد منطقة جدة التاريخية في قائمة التراث العالمي، وذلك بعد موافقة لجنة التراث العالمي على تسجيلها خلال اجتماع اللجنة التابعة لليونسكو في دورتها الثامنة والثلاثين في قطر. وجاء تسجيل جدة التاريخية ومن قبلها موقعي مدائن صالح والدرعية التاريخية كإقرار عالمي بأهمية المواقع الأثرية والتاريخية في المملكة ومكانتها العالمية. تحسين الخدمات السياحية صاحب الإقبال الكبير والمتزايد من المواطن السعودي تجاه السياحة في وطنه، ووعيه بإمكانات بلاده السياحية، صدور عدد من قرارات الدولة المهمة لتحسين الخدمات السياحية ورفع جودتها، وتحفيز الاستثمارات السياحية الكبرى، وزيادة البرامج والفعاليات السياحية المتميزة. الاستثمار السياحي تعمل الهيئة على تنفيذ عدد من البرامج والأنظمة والمشاريع المتعلقة بتطوير الاستثمار السياحي والتحفيز للاستثمار في الوجهات السياحية، وعلى رأسها تأسيس شركات للتنمية السياحية والتي سترتكز عليها النقلة المرتقبة في مشاريع الوجهات السياحية في مناطق المملكة. الآثار والمتاحف تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار على تحقيق نقلة نوعية في قطاع الآثار والمتاحف، ووضعت خطة تنفيذية لتطوير القطاع تتماشى مع توجيهات القيادة الرشيدة بشأن الاهتمام بحماية الآثار من العبث والتعديات وتوثيقها وتهيئتها والاستفادة منها، واستعادة الآثار الوطنية التي تمت حيازتها بطرق غير مشروعة من الداخل والخارج، وتسجيل المواقع الأثرية في قائمة التراث العالمي بمنظمة اليونسكو، وإبراز البعد الحضاري للمملكة ليضاف إلى الأبعاد الدينية والسياسية والاقتصادية التي تعرف بها المملكة، إضافة إلى التوسع في إنشاء المتاحف في المناطق والمحافظات. وتنفذ الهيئة برنامجاً للتنقيب والمسح الأثري في كل مناطق المملكة بواسطة فرق علمية سعودية، أو مع فرق علمية أجنبية، حيث تعمل (30) بعثة سعودية دولية مشتركة في المواقع الأثرية. التراث العمراني تعمل الهيئة من خلال مركز التراث العمراني الوطني على حماية مواقع ومباني التراث العمراني من خلال صيانتها وترميمها وتأهيل هذه المواقع اقتصاديا وثقافيا. وعملت الهيئة هذا العام من خلال مركز التراث العمراني الوطني على (32) مشروعاً لتأهيل عدد من المواقع التراثية في مختلف مناطق المملكة، إضافة إلى (16) مشروعاً تراثياً يتابعها المركز مع شركاء الهيئة في المؤسسات والجهات ذات العلاقة في القطاعين العام والخاص في كل مناطق المملكة. وشهدت المواقع الأثرية والتراثية بمختلف مناطق المملكة خلال العام الماضي 1434ه إقامة أكثر من 66 فعالية سياحية. السياحية المحلية وسجل صيف هذا العام ارتفاعا في عدد الرحلات السياحية المحلية، حيث كشف التقرير الإحصائي لمركز المعلومات والأبحاث السياحية (ماس) التابع للهيئة العامة للسياحة والآثار لصيف هذا العام (1435ه 2014م) أن عدد الرحلات السياحية المحلية خلال الصيف (يونيو -أغسطس) تجاوز (5.8) مليون رحلة سياحية، مقابل (5.5) مليون رحلة سياحية لنفس الفترة من العام الماضي بنسبة نمو (5.4%). مشيرا إلى أن الإنفاق على الرحلات السياحية المحلية لصيف هذا العام تجاوز (6.2) مليار ريال، مقابل (5.0) مليار ريال لنفس الفترة من العام الماضي، بنسبة زيادة (24%). تطوير قطاع الإيواء السياحي يشهد قطاع الإيواء السياحي تطورا لافتا ونمواً متسارعاً في الاستثمارات، حيث بلغ عدد منشآت الإيواء السياحي (الفنادق، الوحدات السكنية المفروشة، الفلل الفندقية، الشقق الفندقية، النزل السياحية، فنادق الطرق، المنتجعات) حتى نهاية مارس 2014م (3626) منشأة على النحو التالي: الفنادق 621 فندقا، والوحدات السكنية المفروشة 2860 وحدة، والفلل الفندقية واحدة، الشقق الفندقية 14 شقة فندقية، والنزل السياحية 20، وفنادق الطرق خمسة، والمنتجعات خمسة. 160 مشروعاً وضمن برنامج تهيئة المواقع السياحية أنهت الهيئة العامة للسياحة والآثار تنفيذ 160 مشروعا لتهيئة عدد من المواقع السياحية في المملكة بالتعاون من الأمانات والبلديات في تلك المناطق. وقد تم فتح هذه المواقع للزوار بعد ترميمها وتحسينها وتوفير الخدمات والمرافق التي يحتاجها الزوار. وكان آخر هذه المشاريع تهيئة جبل منيخ بالمجمعة وعين سمحة بالخرج ودرب أبا القد والقلتة بالغاط في منطقة الرياض، ومركز فعاليات الصقور والعين الحارة بحفر الباطن بالمنطقة الشرقية، وشاطئ الفقوة والعين الحارة بالخوبة وقرية القصار ومرسى فرسان ومرسى جازان بمنطقة جازان، ومركز فعاليات الصقور بطريف بالحدود الشمالية، تهيئة شاطئ الليث وشاطئ القنفذة بمنطقة مكةالمكرمة، وشفا حرة عويرض بالمدينة المنورة، تهيئة القرية الشعبية بالشنانة ومنتزه الرس بالقصيم. كما يتم العمل حاليا في تأهيل عدد من المواقع السياحية في مناطق المملكة. جهود تسويقية وفي المجال التسويقي، وقعت الهيئة عقد مشروع "تشغيل مراكز المعلومات السياحية في مناطق المملكة" مع إحدى الشركات الوطنية بقيمة إجمالية بلغت 11,962,574 ريالاً، ولمدة ثلاث سنوات. ودشن سمو رئيس الهيئة تطبيق جوال السياحة السعودية، ومدونة السياحة السعودية، والموقع الجديد لروزنامة الفعاليات السياحية. وتهدف هذه الخدمات التقنية الجديدة إلى توفير خدمات للمواطنين تسهل عليهم الحصول على المعلومات عن الخدمات السياحية المختلفة والتخطيط للرحلات داخل المملكة، كما تخدم الوجهات والمنشآت السياحية في المملكة. كما أطلقت الهيئة العامة للسياحة والآثار حملتها الإعلامية للحجز المبكر للرحلات السياحية الداخلية في مختلف مناطق المملكة.