ضخ أكثر من 5000 زائر لمهرجان الرمان بمنطقة الباحة خلال الأربعة الأيام الماضية للمهرجان ما يقارب المليون ومائتي ألف ريال، لشراء أجود وألذ أنواع الرمان الذي يعرضه أكثر من 126 مزارعا في مقر المهرجان بمفرق بيدة بمحافظة القرى. وأوضح مدير عام الشؤون الزراعية بمنطقة الباحة المشرف على المهرجان المهندس سعيد الغامدي أن زائري المهرجان استمتعوا بالفعاليات التي أقامتها اللجنة المنظمة في ظل الخدمات والتسهيلات المقدمة لهم من تيسير حركة المرور وتوفير المواقف المخصصة التي شهدت تنظيماً ومتابعة من قبل المرور والدوريات الأمنية. وأشار إلى أن المعرض المصاحب للمهرجان شهد توافد أعداد غفيرة من الزوار الراغبين في شراء ثمار الرمان والتعرف على الأجنحة المشاركة، فيما وزعت أجنحة الإرشاد الزراعي والبيطري ووقاية المزروعات العديد من البروشورات والنشرات التعريفية والتوعوية بفاكهة الرمان. وبين أن فعاليات المهرجان شملت إقامة دورات تدريبية قدمها نخبة من الخبراء والمختصين في مجال الزراعة وترشيد مياه الري، وكيفية زراعة الرمان في المملكة، كما تم عقد محاضرة لزراعة ورعاية أشجار الرمان وآلية زيادة انتاجه بالمنطقة، مفيداً أن العديد من الزوار حرصوا على شراء أدوات ومستلزمات زراعية تم عرضها بمقر المهرجان. وتتميز منطقة الباحة بوجود 332 مزرعة رمان، تضم (54200) شجرة رمان، بمتوسط (137 ) شجرة في كل مزرعة، قُدر إنتاجها هذا العام بأكثر من (30 ألف طن) موزعة في أودية وسهول وجبال المنطقة الطبيعية، وأصبغت على المكان رونقا أخّاذا، اكتسى باللونين الأخضر والأحمر، لتمد أسواق الباحة ومختلف مناطق المملكة بأطنان الرمان طيب المذاق. وتنمو أشجار الرمان في المناطق التي تقع على ارتفاع أربعة آلاف قدم فوق سطح البحر المعتدلة والحارة، كما تنمو في المناطق الجافة في المملكة، إلا أن اختلاف التربة يمثل عاملاً مهماً في جودة إنتاج الرمان ومذاقه، فالتربة الرسوبية العميقة تعد من أفضل أنواع التربة الملائمة لزراعة أشجار الرمان. وفي ضوء الإنتاج الضخم من الرمان الذي تشهده أسواق الباحة، سعت إمارة المنطقة جاهدة لتنظيم بيع تلك الفاكهة الطيبة من خلال إقامة مهرجان سنوي يحمل اسم الرمان، برعاية الأمير مشاري بن سعود بن عبدالعزيز أمير منطقة الباحة، يتم فيه التسويق لمنتجات المنطقة، وتسويقه عبر متجر إلكتروني يديره شباب واعد ليُحقق العائد الاقتصادي الكبير لنحو 126 مزارعا بالمنطقة. ويتيح مهرجان الرمان الفرصة للباعة لترويج منتجهم أمام أعداد الزوار من المشترين الذين يتوافدون على المهرجان كل عام من داخل الباحة وخارجها، بل ومن خارج المملكة، حيث يجمع إنتاج الرمان في محال جهزت بمقر واحد لعرض المنتج بطريقة مريحة، تُسهّل عملية التبادل التجاري بين البائع والمشتري، وسط وفرة كبيرة من أنواع الرمان المعروض. وأوضح وكيل إمارة منطقة الباحة رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان الدكتور حامد الشمري أن مهرجان الرمان في دورته الحالية يتضمن إقامة ندوات ومحاضرات إرشادية وتوعوية في المجال الزراعي خاصة في مجال إنتاج فاكهة الرمان، علاوة على التعريف بالوسائل الحديثة للزراعة والري. وأفاد الشمري أن المهرجان يشتمل كذلك على عرض المزارعين لمنتجات الرمان للبيع المباشر للأفراد، ولكبار المستهلكين، كالأسواق المركزية، ومراكز التسويق الكبرى، والشركات، والجهات المرتبطة بالإنتاج الزراعي. وبين أن المهرجان يهدف إلى التعريف بواقع إنتاج وزراعة الرمان وتسليط الأضواء على بقية المنتجات الزراعية بمنطقة الباحة، مع ربط المصدرين والمستثمرين بالمنتجين الزراعيين بغية فتح آفاق أفضل للتسويق وتصدير فاكهة الرمان وفتح مجال التعاون بين الجمعية الزراعية بالمنطقة وباقي الجمعيات في مناطق المملكة. وأضاف ان المهرجان يهدف إلى تعزيز النجاحات التي تحققت خلال المهرجانات في العامين الماضيين التي رفعت مستوى إنتاج الرمان، مبدياً تطلعه لزيادة زراعة أشجار الرمان وتحقيق كثير من المردودات الإيجابية لباقي المنتجات الزراعية الأخرى بالمنطقة. ويتميز رمان وادي بيده والمناطق المجاورة له، بطيب مذاقه وكبر حجمه، حيث يشير غرم الله الزهراني أحد ملاك مزارع الرمان الى أن الأجواء المعتدلة في الوادي ووفرت المياه إلى جانب التربة، حيث أسهمت جميعها في ازدهار هذه الفاكهة الصيفية بالوادي وسراة الباحة كافة. وللرمان فوائد جمّة، حيث أثبت الطب الحديث أهمية تناوله في علاج الدودة الوحيدة، وحالات الحمى، والإسهال المزمن، والدوسنتاريا الأميبية، والصداع، وضعف النظر، والبواسير، إلى جانب تنشيطه للأعصاب، وتخفيف أعراض الأنفلونزا، والتهابات اللثة وتقرحاتها، والجروح المتعفنة، وتقوية الأسنان، ومنع النزيف، وزيادة تثبيت الشعر.