طالب استشاري الامراض الوراثية ورئيس مركز فحص الزواج سابقا بمستشفى النساء والولادة بجدة الدكتور عبدالله الشهري النظر من الناحية الشرعية في كيفية منع الزواج لمن يكتشف لديهم أمراض خلال فحص ما قبل الزواج وإصدار قرارات ملزمة بمنع اتمام أي زواج يكتشف أنه من خلال الفحص الطبي غير سليم. كاشفا أن أغلب الحالات التي تقدم لها استشارة لمنع الزواج لاصابة أحد الزوجين بأمراض الدم الوراثية أو غيرها يتم الزواج رغم خطورة ذلك على الاطفال في المستقبل. وقال: إن الحالات التي تعرض على الفريق الطبي عادة حالات قليلة لا تتجاوز في بعض الاشهر ثلاث حالات، لكن مع الاسف أن هذه الحالات رغم تقديم المشورة لها تقوم باتمام الزواج، خاصة حالات أمراض الدم الوراثية التي هي مجموعة من الأمراض التي تنتقل من الأبوين للأبناء، التي يكون السبب في حدوثها وجود خلل في تركيب ومكونات كرات الدم الحمراء، فتنتج كرات دم حمراء غير قادرة على أداء وظائفها الطبيعية وظهور الأعراض المرضية على المصاب، ومن أهم أنواع أمراض الدم الوراثية الثلاسيميا والأنيميا المنجلية. من جانبها قالت رئيسة قسم الخدمة الاجتماعية بمستشفى النساء والولادة والأطفال بجدة الدكتورة فادية عناني: إن ما يقدمه القسم من مشاركة مع الفريق الطبي للحالات التي عند اتمام الزواج تمثل خطورة بانتقال الأمراض الوراثية (أمراض الدم) إلا أن الكثير من هذه الحالات لا يعير الإرشادات الطبية والاجتماعية أي اهتمام ويقوموا باتمام الزواج رغم خطورة ذلك على الاطفال في المستقبل. وقالت: إن إتمام الزواج لمن يكتشف أن نتائج فحص ما قبل الزواج سلبية ناتج عن عادات اجتماعية غير مبالية بالاستشارات الطبية والاجتماعية، فهناك بعض الحالات تقوم بالفحص قبل إعلان الخطوبة للتأكد من عدم وجود أي مشاكل صحية لدى الزوج أو الزوجة. وكشفت ان دور الخدمة الاجتماعية بالمستشفى هو تقديم الاستشارة مع الفريق الطبي، إضافة إلى ماتقوم به من خدمات أخرى لجميع الحالات التي تحتاج للخدمات الاجتماعية سواء من المواطنين أو المقيمين من خلال توفير بعض التجهيزات الطبية في المنازل لبعض الحالات التي تحتاج كراسي طبية معينة أو الأدوات التعويضية وغيرها من الخدمات التي تساهم فيها الخدمة الاجتماعية عن طريق الجمعيات أو فاعلي الخير لتقديمها للحالات التي تحتاج ذلك. الجدير بالذكر أن انتشار أمراض الدم الوراثية في المملكة - حسب تقارير وزارة الصحة (الأنيميا المنجلية والثلاسيميا)- تختلف من منطقة إلى أخرى، حيث تسجل أعلى المعدلات في المنطقتين الشرقية والجنوبية، بينما تكون المعدلات منخفضة في المناطق الوسطى والشمالية للمملكة. فالأنيميا المنجلية أحد أمراض الدم الوراثية التي يحدث فيها اضطراب في الجينات المسئولة عن تكوين الهيموجلوبين، ويتسبب في التصاق هذه الكريات داخل الأوعية الدموية الدقيقة، وبالتالي يقل تدفق الدم والأكسجين للعضو، وينتج عن ذلك الأعراض المصاحبة للأزمات لدى المصابين بالأنيميا المنجلية ومنها ألم الشديد، ضيق في التنفس، وغيرها. وعلاج الأنيميا المنجلية هو تقليل تكرار الحالات الإسعافية والأزمات الطارئة لدى المصاب للحد من حدوث المضاعفات وتخفيف الألم ولتحسين قدرة المصاب على التعايش مع المرض. أما مرض "الثلاسيميا" أو فقر دم البحر الأبيض المتوسط هو من أمراض الدم الوراثية التي تتسبب في إحداث تلف في كريات الدم الحمراء، وسمي بهذا الاسم لانتشاره بشكل كبير في منطقة البحر الأبيض المتوسط، ويحدث نتيجة وجود خلل في التركيب الجيني للهيموجلوبين. يتكون الهيموجلوبين من أربع سلاسل جينية من النوع ألفا، اثنين من الأب واثنين من الأم، وعند حدوث خلل أو قصور قي هذه السلسلة ينتج ما يسمى ثلاسيميا ألفا (Alpha Thalassemia)، وتختلف حدتها حسب درجة الاختلال أو القصور في السلاسل الجينية، حيث لا يعاني الأشخاص المصابون بالثلاسيميا أي أعراض ظاهرة عند حدوث اختلال في واحدة فقط من السلاسل الجينية، وتسمى الثلاسيميا الساكنة، ويعد الشخص حاملاً للجين المصاب (Silent Carrier State). أما إذا طال القصور سلسلتين جينيتين من النوع ألفا، فتنتج حالة الثلاسيميا ألفا البسيطة (Minor Alpha Thalassemia) ويعاني الشخص الحامل لهذه الجينات أعراضًا بسيطة جدًا، وقد لا تكون ظاهرة لكن يمكن اكتشافها من خلال فحص الدم. ويصاب المريض بالثلاسيميا الكبرى ومرض هيموجلوبين (ه) بكثير من المضاعفات إذا لم يتم علاجه بالشكل الصحيح، وفي الوقت المناسب. ومن هذه المضاعفات : تأخر نمو الطفل. تضخم الطحال وانتفاخ البطن. تشوه العظام. تفاقم مشكلة فقر الدم والإحساس بالإجهاد والتعب المستمر. العلاج : يحتاج المصاب بالثلاسيميا الكبرى ومرض هيموجلوبين (ه) للعناية المنتظمة والمستمرة لمنع الإصابة بالمضاعفات المختلفة للثلاسيميا مثل الالتهابات المتكررة، وتدهور الحالة الصحية، ما قد يؤدي إلى الوفاة إذا لم يتم علاجه بالشكل الصحيح. يحتاج المصاب إلى نقل الدم لرفع مستوى كريات الدم الحمراء في الدم، وتجنب فقر الدم، ويكون ذلك بشكل دوري، إعطاء المصاب حبوب حمض الفوليك للمساعدة على تكوين كريات الدم الحمراء. قد يحتاج بعض الأشخاص المصابين بالثلاسيميا إلى التخلص من كمية الحديد الزائدة والمتراكمة بسبب تكسر الخلايا الحمراء المستمر، ويمكن ذلك باستخدام دواء الديسفيرال، يحتاج بعض مرضى الثلاسيميا الكبرى إلى استئصال الطحال، يمكن زراعة النخاع للمرضى الذين يتم تشخيصهم مبكرًا قبل حصول المضاعفات .