بعيدا عن التطرق للدراسات الحديثة التي تكشف حقائق غاية في الخطورة حول استخدام الجوال أثناء القيادة، وما يسببه هذا السلوك من قتل متعمد يدفع ثمنه الأبرياء يوميا على طرقات المنطقة الشرقية وكافة مناطق المملكة، ولا يزال الخبراء والمختصون يواصلون أبحاثهم ودراساتهم التي ربما توضح المزيد من الحقائق والأبعاد الخطيرة لتلك الكارثة التي تحدث على الطرق. لكن الشيء المؤكد الذي يجب أن ينتبه له الجميع أن هذا السلوك ربما لا تجدي معه العقوبة وحدها مهما بلغت، ولكن لا بد من توعية مجتمعية شاملة يتكاتف فيها المنزل والمدرسة والمساجد والإعلام، أخطر بكثير من سن عقوبة وتطبيقها وبعد ذلك يخرج المدان ليكرر نفس الكارثة ويحدث نفس السيناريو. ومن النماذج العملية للحد من استخدام الجوال أثناء القيادة تمنع شركة كأرامكو السعودية استخدام الجوال تماماً حتي باستخدام البلوتوث داخل مرافقها الصناعية والسكنية. ولنعد الى آخر الدراسات الحديثة التي كشفت جانبا من كارثة استخدام الجوال أثناء القيادة حيث كشفت الأرقام أن نسبة الحوادث التي تصطدم فيها السيارات وجها لوجه في المملكة بسبب استخدام الهاتف الجوال أثناء القيادة بلغت 78 في المائة من جملة الحوادث. نسبة المخاطر 4 أضعاف وأكد متخصصون أن استخدام الهواتف الجوالة أثناء القيادة يعزز نسبة الحوادث على مستوى العالم، حيث إن استخدام الهاتف الجوال للتحدث أو المراسلة أو لزيارة الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، يضاعف نسبة المخاطر بنسبة تصل إلى أربعة أضعاف. حوادث السير وبحسب نتائج دراسة حديثة، فإن عملية إجراء الاتصال، أو كتابة الرسائل النصية، أو محاولة الوصول للموبايل لتلقي الاتصال أثناء القيادة تتسبب بزيادة كبيرة في نسبة حوادث السير، خصوصاً بين المراهقين والشباب. ونوهت الدراسة التي نشرت في مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميدسن"، مؤخرا إلى أنّ أنظار السائقين تتشتت عن الطريق في 10% من الزمن الذي يقضونه خلف المقود، وأنّ غالبية هذا التشتت يعود إلى استخدامات تتعلق بالموبايل، وهو ما يتسبب بزيادة كبيرة في معدلات الحوادث خصوصاً بين الشباب والمراهقين الذين حصلوا على شهادة القيادة حديثاً، في حين لا تبدو الزيادة كبيرة بين كبار السن الذين يقودون منذ سنوات طويلة. السائقون الجدد وبلغة الأرقام، فإن إجراء عملية الاتصال يزيد من خطر التسبب بحادث سير بمعدل الضعف بالنسبة للسائقين المتمرسين، وتتضاعف المعدلات بشكل كبير عند السائقين الجدد الذين حصلوا على شهادة القيادة حديثاً، لتصل إلى ثمانية أضعاف فيما يخص إجراء عملية الاتصال، وأربعة أضعاف فيما يخص كتابة الرسائل النصية، كما أن محاولة الوصول للموبايل لتلقي الاتصال تزيد من خطر الحوادث بسبعة أضعاف. ولاحظ الباحثون أن السائقين الجدد يكونون أكثر حرصاً على الانتباه للطريق ويتجنبون الأفعال التي تشتتهم عنه في أول ستة شهور من حصولهم على شهادة القيادة، ومن ثم تزداد ثقتهم بقدراتهم في القيادة ويزداد تشتتهم عن الطريق، إلا أنّ هذه الثقة تكون دوماً في غير مكانها وتزيد من خطر تسببهم بحوادث السير بنسبة كبيرة. كاميرا تراقب ولإجراء الدراسة، قام الباحثون بتزويد بعض السيارات بكاميرا تراقب تحركات السائقين أثناء القيادة في 150 سيارة واستمروا في متابعتهم لتسعة شهور، وكان ثلث المشاركين في الدراسة من السائقين الذين حصلوا على شهادة القيادة حديثاً (منذ أقل من ثلاثة أسابيع) بينما كان الآخرون ممن يقودون السيارة لأكثر من عشرين عاما، ويطالب المواطن علي البلوي بالاهتمام بعملية التوعية فيما يخص استخدام الجوال خلال القيادة مشيرا الى أن الأرقام المخيفة التي تصدر بين الحين والآخر تتطلب ضرورة تثقيف المجتمع بهذه المخاطر الجسيمة التي يتسبب عنها استخدام الجوال على الطرق خلال القيادة. ويتفق معه في الرأي مشعل العتيبي ويطالب بضرورة اهتمام المدارس على وجه الخصوص بعملية التوعية خاصة أن التربية والتعليم بدأت في الفترة الاخيرة الاهتمام بهذا الجانب التوعوي مما سيكون له الاثر البالغ على الطلاب.