لا ينبغي تحميل لاعبي الهلال فوق طاقتهم وهم يواجهون خصما عنيدا كالعين الاماراتي، وأقصد بالتحميل هنا الضغوطات الاعلامية والنفسية من قبل الجماهير الهلالية وغيرها خاصة وان اللقاء يقام في المملكة، الأمر الذي يتطلب المزيد من الهدوء والتعامل المنطقي مع مباراة تعتبر في كل الأحوال كالنهائي الآسيوي لما يضمه الفريقان من نجوم كثيرة قادرة على السير بالمباراة الى الاثارة والندية والنجومية. التحضير النفسي أكثر من المعنوي هو المطلوب اليوم؛ لأن اللاعبين يعرفون حجم المكافآت التي ستنهال عليهم من قبل الشرفيين وادارة النادي الذين لم يقصروا معهم في كل الأحوال، وفي كل المناسبات، ولكن الأهم هو كيفية التعامل مع مباراة بهذا الحجم من الأهمية، وبعد قطع شوط كبير في البطولة الآسيوية والوصول الى هذه المرحلة. والبعض يرى أن الهلال وهو يلعب على أرضه وبين جماهيره ستكون كل الأوضاع لصالحه، ولكن نسي أولئك أن فريق العين من الفرق التي تعرف كيف تتعامل مع حساسية هذه المباريات، وهو فريق يملك لاعبي خبرة مؤهلين للسير بالمباراة إلى حيث يريدون هم متى ما نسي لاعبو الهلال أنهم سيواجهون فريقا ينبغي التعامل معه بحذر من أول دقيقة الى آخر دقيقة من عمر المباراة. مدرب الفريق الهلالي ريجي ستنكشف أوراقه اليوم، والمقصود أموره الفنية في كيفية التعامل مع المباراة، ولقاء العين هو الاختبار الحقيقي للمدرب هذا الموسم، فإما أن يكون قادرا على وضع اللاعبين في مواقعهم السليمة والسير بالمباراة الى بر الأمان، أو جعل الفريق فاقد الأمل في المنافسة على لقب الآسيوية ومن ثم سيكون هناك حديث آخر للادارة الهلالية وجماهير النادي. الكثيرون يلومون الجماهير الهلالية على عدم التفاعل القوي مع الفريق في مثل هذه المباريات، بعكس بعض جماهير الأندية الأخرى التي تستمر في التشجيع طيلة شوطي المباراة، وبالتالي يمكن لجماهير الهلال والتي ستملأ مدرجات الملعب اليوم أن تقول كلمتها وترد على مثل تلك الاتهامات، من خلال التشجيع المتواصل وعدم الركون الى الهدوء، لأن لاعبي الفريق الخصم لابد أن تتم مواجهتهم بالضغط المستمر سواء في الملعب أو المدرجات. المهمة وطنية، وليس من المرغوب فيه أن تتم دعوة جماهير الأندية الأخرى للحضور والمؤازرة، فانتصار الهلال نصر للكرة السعودية عامة، بعيدا عن التعصب بعيدا عن ألوان الأندية أو المنافسة المحلية، قلوبنا مع الهلال ولا غير اليوم ومستقبلا في كل المنافسات الخارجية.