هناك حاجة متزايدة لاستخدام مزيد من المساحات البيضاء والأراضي الخام حول المدن وفق خطط إستراتيجية مدروسة تستوعب النمو السكاني وأزمة المساكن، فربما تثبت التجربة بأن التوسع خارج النطاقات العمرانية هو الحل الحاسم لأزمة السكن، خصوصا في ظل الحاجة الفعلية الكبيرة التي يفرضها النمو السكاني، الأمر الذي يتطلب أن يكون التخطيط قائما على الاستفادة من الأراضي الخام خارج النطاق العمراني وداخله في نفس الوقت. صحيح ان الخروج عن النطاق العمراني يستوعب مدى زمنيا طويلا، وهو حل طويل المدى، لكن التفكير فيه لا يتعارض مع التفكير بحلول ماسة وملحة لحلول قصيرة المدى تسهم في امتصاص الحاجة الكبيرة لأراض جاهزة للاستخدام وتلبي الطلب والتطلعات للمساكن والأغراض العقارية الأخرى، فالخروج عن النطاق العمراني في الوقت الحالي يمكن أن يكون حلا مهما، ويعتبر قفزا على المراحل لأننا بحاجة لتوظيف الأراضي داخل النطاق العمراني ومن ثم ننطلق الى خارجه. لا بد من دراسات ميدانية موضوعية وعلمية تضع جميع الظروف والمتغيرات في تخطيط المدن وأبعادها واتجاهات تمددها، والخروج عن النطاق العمراني في المرحلة الراهنة بمثابة عمل مجد ويخدم العملية التنموية ويسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاستثمارية، وهو نوع من الاستشراف للمستقبل الاستثمارينحتاج بصورة واقعية لتنسيق بين الجهات المعنية والعقاريين لتوظيف الأراضي الموجودة داخل النطاق العمراني أولا لمواجهة تحديات السكن التي تفرض حضورا سنويا يتطلب بناء مئات الآلاف من الوحدات السكنية، لأن الدراسات تشير الى حاجة لملايين منها في غضون خمس الى سبع سنوات، مع مراعاة النمو السكاني من جهة والاقتصادي من جهة أخرى، وقابلية دخول مزيد من الأجانب والاستثمارات، وذلك في محصلته يعني تأهيل مزيد من الأراضي في محيط النطاق العمراني وخارجه لأن الأمر باعتباره تمددا طبيعيا سيتحقق بمرور الوقت الى أن تصبح تلك الأراضي التي في الخارج داخل النطاق، أي أنه يتم تلقائيا وليس عنوة. لا بد من دراسات ميدانية موضوعية وعلمية تضع جميع الظروف والمتغيرات في تخطيط المدن وأبعادها واتجاهات تمددها، والخروج عن النطاق العمراني في المرحلة الراهنة بمثابة عمل مجد ويخدم العملية التنموية ويسهم في تحقيق الأهداف الاقتصادية والاستثمارية، وهو نوع من الاستشراف للمستقبل الاستثماري، حيث إن هناك أموال ستصرف ولا شك في التخطيط لمشروعات تحتاج الى أقل من الفترة الزمنية التي حددت للمناطق الخارجة عن النطاق العمراني وهذا يمكن من الاستفادة لمن يسكنها أو ينشط فيها، فيما يمكن الاستفادة من الأراضي التي هي خارج النطاق العمراني بجدوى عالية دون مخاطر استثمارية أو تجميد أصول ليس مطلوبا ولا يخدم التحديات الماثلة حاليا. إننا أمام تحد حقيقي في مجابهة الاستحقاقات العقارية بالبعد عن الأفكار التي تستغرق مدى زمنيا بعيدا وطويلا، في الوقت الذي نحتاج فيه لأفكار عملية على المدى القصير لأننا بذلك نؤزم الوضع أكثر مما هو متأزم في ظل الحاجة السكنية المتصاعدة التي تحتاج لحلول أكثر واقعية وفورية، تنظر للطلب السكني بمنظور شامل وتطرح خيارات وبدائل وحلول قابلة للتنفيذ بحيث تعمل على طرح معروض عقاري يكافئ الطلب ويسهم في حل مشكلة السكن بصورة عملية ومنهجية في الوقت الراهن.