خليط من المشاعر والشعور المتدفق ، الغارق في الحزن ، الفرح ، مكتسية ومبنية بلغة ولهجة ولكنة شاعرها !! بناء القصيدة الشعبية اللغوي يختلف من شاعر الى آخر . كل حسب قدرته وقدراته ومخزونه الثقافي والمعرفي ، والمكتسبات البيئية! والملاحظ في بعض القصائد أنها تسند في بعض ألفاظها الى وظيفة يعجز معنى هذه الألفاظ عن أدائها لكسر معنى المطابقة وإعطاء نوع من المنطق العاطفي الذي تتخلق فيه لعبة اُلْمَدَالِيلِ وفق قانون اللغة الشعبية القائم على التجربة المنطقية والمعرفية للشاعر! القصيدة الشعبية عند أكثر الشعراء (لغويا) اليوم فيها كثير من "التطرف" والبعد عما يفترض ويستحسن من لغة يجب أن يكتب بها الشاعر! خطر اللغة الشعرية الناسجة للقصيدة يمثل طريقة لتجاوز اللغة العادية للشاعر وكاتب النص ، وهذا التجاوز ليس بالضرورة أن يكون منتجا للشعر! فالبعض يحاول أن يخرج من إقليميّته ويغّرد في فضاء أرحب وأوسع مما يوقعه في حرج! فبعض الكلمات لها مدلولات و دلالات لغوية ومعنوية تختلف من منطقة لأخري ، وبعض الكلمات والتراكيب اللغوية مختلفة التفاسير والمعاني عند بعض القبائل ! فهي وإن كانت مستحسنة عند البعض وتهدف الى سمو هدف ورقي معنى وجمال لغة ، فإنها فالمقابل عند البعض محظورة الاستخدام حتى في الأحاديث العامة ، وإن تم استخدامها فترمز الى قبيح ومشؤوم. خطر علاقة بعض الكلمات التي تربط بين الدال والمدلول من ناحية وبين المدلولات من ناحية أخرى، هي علاقة لا تكمن في معنى الكلمة اللغوي الشعبي الدارج، بل في طبيعة القصيدة اللغوية والشكلية. إن وجودها كمعادل شعوري أو عاطفي بهيئات أو تشكيلات صورية ولغوية لا مجال فيها لاستيعاب الواقعة. وعلى الشاعر أن يكتب بلغته النابعة من مخزونه الثقافي والمعرفي وبلهجته و «لكنته» التي جُبل وتربى عليها ، وإن حاول أن يخرج من هذا الإطار ولديه القدرة والمعرفة فلا يحاول الخروج عن دائرة اللغة البيضاء الدارجة ، فهي الأصلح والابقى ، والأسهل للفهم والوصول، وإن تجرأ دون معرفة فلا يأمن من الوقوع في المحظور وسوء الفهم .