بدأ امس سريان حزمة جديدة من عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا بسبب دورها في أزمة أوكرانيا، وتشمل العقوبات قيودا على توفير التمويل لبعض الشركات الروسية الحكومية وتجميد أصول عدد من كبار الساسة الروس, وطالت مقربين من الرئيس الروسي, وقال الرئيس الأوكراني بيترو بوروشينكو إن عقوبات الاتحاد الأوروبي تبرز مستوى التضامن الأوروبي مع بلاده في مواجهتها مع موسكو والانفصاليين الأوكرانيين الموالين لها, ودعا الرئيس الصيني شي جين بينغ في محادثات مع نظيره الروسي لحل الأزمة في أوكرانيا سياسيا من خلال حوار يضم كل الأطراف, إنه لا يوجد حل عسكري للأزمة في شرق بلاده وكرر تأييده لنقل سلطات للاقاليم. ويحترم الطرفان بشكل كبير ما وصفه بوروشينكو بأنه وقف لإطلاق النار «هش جدا لكنه كاف» منذ يوم الجمعة الماضي على الرغم من انتهاكات متقطعة. وقال: «لا يوجد حل عسكري لهذه الأزمة... من أجل أن نحافظ على وحدة البلاد نحتاج إلى بعض اللامركزية في الحكم» مضيفا ان قضايا الأمن والسياسة الخارجية لا بد أن تبقى من اختصاص الحكومة المركزية. وأضاف: «شعرت بأنني عضو كامل في الأسرة الأوروبية». وقال بوروشينكو أيضا إنه يأمل في أن يكون بإمكان البرلمان الأوكراني والبرلمان الأوروبي أن يصدقا يوم 16 سبتمبر على اتفاق يقيم علاقات اقتصادية وسياسية أقوى بين بلاده الجمهورية السوفيتية السابقة والاتحاد الأوروبي. وأعلن بوروشنكو ان البرلمان سيصادق الثلاثاء على اتفاق الشراكة مع الاتحاد الاوروبي، وهو اتفاق تاريخي ابرم في يونيو في بروكسل ويبعد اوكرانيا عن الفلك الروسي. العقوبات الاوروبية وتنص العقوبات التي تستهدف شركات نفطية ودفاعية ومصارف روسية، على اضافة 24 شخصية روسية وأوكرانية الى القائمة السوداء للاشخاص المتهمين بالضلوع في النزاع في اوكرانيا. ونشرت العقوبات في الجريدة الرسمية للاتحاد الأوروبي وتشمل تجميد أصول وحظر سفر كل من إيجور ليبيديف نائب رئيس مجلس النواب في البرلمان الروسي والسياسي القومي فلاديمير جيرينوفسكي وعدد من قادة الانفصاليين الأوكرانيين الموالين لموسكو. ومن بين من طالتهم العقوبات سيرجي تشيميزوف الذي يوصف بأنه حليف وثيق للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ويرأس تشيميزوف مجموعة روستيك الدفاعية والصناعية البارزة. حل سياسي من جهتها, قالت وزارة الخارجية الصينية إن الرئيس الصيني شي جين بينغ كرر خلال محادثات مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين دعوته لحل الأزمة في أوكرانيا سياسيا من خلال حوار يضم كل الأطراف. ونقلت الوزارة عن الرئيس الصيني قوله: «تؤيد الصين حل الأزمة الأوكرانية من خلال الوسائل السياسية وتدعو كل الأطراف في أوكرانيا إلى فتح حوار شامل في أقرب وقت ممكن». وقال الرئيس الصيني لبوتين خلال اجتماع في دوشنبه عاصمة طاجيكستان على هامش قمة منظمة شنغهاي للتعاون «على الأطراف المعنية الوصول إلى أساس المسألة وتسوية وحل المشكلة بشكل جوهري». وقالت الوزارة إن بوتين أطلع الرئيس الصيني على وجهة نظر روسيا وموقفها من الأزمة مضيفة إن روسيا تعلق أهمية على موقف الصين وتقدر مقترحاتها بشأن القضية وإنها مستعدة للبقاء على اتصال مع الصين. وتتخذ الصين موقفا متحفظا ازاء الأزمة، حيث لا ترغب في استعداء روسيا الحليف الاساسي لها أو التعليق بشكل مباشر على الاستفتاء الذي وافقت فيه منطقة القرم بأغلبية ساحقة على الانضمام لروسيا خشية ان يمثل ذلك سابقة لمناطق مضطربة في الصين مثل التبت. ودعت بكين مرارا إلى حل سياسي للأزمة. لكن الصين العضو الدائم بمجلس الأمن الدولي قالت ايضا إنها ترغب في الحفاظ على مواصلة «التعاون الودي» مع أوكرانيا وأنها تحترم استقلال وسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها.