إذا كانت حركة «داعش» التكفيرية المغالية السفاكة للدماء التي تدعي الإسلام ديناً، قد ظهرت في هذه الأيام وعلا صوتها وممارساتها المقززة، فإن لكل زمان دواعشه ولكل قوم دواعش يحاولون توظيف الدين لتشريع الأفكار الشريرة وما تشتهيه أنفسهم من إجرام ويتخذون من السذج عبيداً ومطايا. في الأسبوع الماضي اعتقل البوليس الإسرائيلي «دواعش يهود» لا يستخدمون بنادقهم، لكنهم يستخدمون سلاحاً «ناعماً»، فهم يغسلون مخيخات يهوديات متدينات ساذجات، بأنهن بنات الله، وأنهن مجاهدات من أجل نصرة إسرائيل وخلاصها الأبدي. وأقنع «دواعش اليهود» النساء أن الأمر بسيط، أن يمارسن الجنس والدعارة مع «الأغيار» (غير اليهود) ثم يغضب الله لذلك ويرسل المسيح المنتظر إلى الأرض لينصر شعب الله المختار على أعدائه الكفار المارقين، وتشتعل معركة «حرمجدون» ثم يفوز اليهود ببهجة الدنيا ونعيم الآخرة. (في الأدبيات الإسلامية النتيجة عكسية تماماً، ستقع معركة «حرمجدون» قرب دمشق. ويقود المسلمين عيسى عليه السلام والمهدي المنتظر، وينتصر المسلمون على اليهود). ويقول الخبر إن نساء كثيرات ربما وقعن في حبائل شبكة الدواعش اليهودية، المكونة (حتى الآن) من رجلين وامرأتين. وكي تتقبل اليهودية التقية الساذجة فكرة مضاجعة «أغيار»، فقد جرى إقناع الضحايا بإدمان الكحول والمخدرات، ربما كي لا تشعر بوخز الضمير. وهذه فتوى تتشابه تقريباً مع فتاوى داعش والقاعدة لأعضائهما بتفجير أنفسهم لتفادي اعتقالهم. وقيل إن القاعدة كانت تخدر الانتحاريين. وتلك فكرة إبليسية، فإذا اكتشفت النساء الخدعة واستيقظن من سذاجتهن، فإنهن يصبحن تحت سيطرة الشبكة بالحاجة إلى الكحول والمخدرات، ويواصلن تقديم الخدمات قسراً بقوة السوط والحاجة بدلاً عن قوة التقوى. ويبدو أن الشبكة حولت جوهر الفكرة من دينية وخلاص وإغراء بقدوم المسيح وعزة إسرائيل، إلى مشروع ترفيهي يدر الأموال ويعز الجيوب. وفي الولاياتالمتحدة نماذج غريبة من «دواعش المسيحية»، من أولئك أعضاء «بوابة السماء» الذين انتحر 39 منهم عام 1997م ليلة اقتراب المذنب هالي من الأرض، لأنه باعتقادهم مقدمة قيام الساعة. وعام 1978 أقنع مهووس يؤمن ب«كوكتيل» أفكار دينية وشيوعية، اسمه جيمس جونز ما يزيد على 900 من اتباعه الأمريكيين، بتناول السم والموت جماعياً مع اطفالهم في معزل جونزتون في غويانا. والغريب أنه حينما دعا جونز المئات لتناول السم، كانوا، طبقاً لتسجيل منشور، يصفقون ويتصايحون ابتهاجاً، والأكثر فزعاً أن امهات سقين اطفالهن السم وكأنه نخب احتفال في تخريج مدرسة. وتقريباً جميعهم تبرعوا بممتلكاتهم للاتحاد السوفيتي بهدف تعزيز الشيوعية. مجموعة «الداوودية» كانت تمارس طقوساً غريبة، بقيادة فيرمون دانهول، الذي لقب نفسه ب«ديفيد كورش» (كورش هو الملك الفارسي الذي أعاد اليهود من السبي البابلي). وواجهت الطائفة، في ثكناتها في مركز «جبل الكرمل» بتكساس، القوات الفيدرالية الأمريكية عام 1993 في اشتباك بالأسلحة النارية. وأسفرت المعركة عن مقتل 76 من أعضاء الطائفة بما فيهم 21 طفلاً. وأيضاً مجموعة «اوم شينريكيو» وهم دواعش تطغى عليهم البوذية اليابانية، خططوا لنهاية العالم في التسعينيات بتسميم مترو طوكيو وقتلوا 12 شخصاً. وتر في الهزيع الأول من الألم.. تفيق الحزنى.. وتبوح لماء السيف، ووجه طفل.. وتسأل شمس الشرق.. كيف تموت الحقول الخضر.. ويحيى البارود.. وتجف الأنهار.. ويتفاخر تجار الدم والمهووسون بالخطيئة..