يبدو ان المنتخب السعودي سيستمر لغزا محيرا من ناحية التشكيل والتدريب والادارة، فمنذ أجيال العمالقة الذين بدأوا في 84 ميلادية وانتهوا تقريبا في 98 ميلادية بتدريب عال سواء كان سعوديا او اجنبيا، تحول بقدرة قادر الى «بطيخ سعودي» يصعب على أحد التكهن بداخله ان كان احمر او باهتا، حلوا او «هماجا»!! تستمر قوائم تشكيل منتخبنا بلاعبين «مذهلة» بل غريبة جدا كأن من يختارها ينام شهورا، فيستيقظ فجأة لاعداد الاسماء بل قد تكون الاسماء موجودة بورقة في جيبه لا يقوم الا بنسخها وتصويرها، وسيكون عملاقا لو استطاع تبديل اسمين او ثلاثة ارضاء للتجديد،، بعد اعلان الاسماء يصيدك الصداع والسكر والضغط لانك تجد من الاسماء المختارة من كان احتياطيا او مصابا او حتى غير مؤهل اصلا للعب كرة القدم!! يستمر التخبيص وتكثر الشخابيط من مدرب لا هم له الا تجميع الدولارات وعينه بلا شك منصبة على الشرط الجزائي، فليذهب المنتخب الحبيب الى الردى وقلة المرعى!! نرى هزيمة منتخبنا ومرمطة مستواه في الميدان حتى ممن كنا نهزمهم بالدرزن، فندافع عن المدرب ونعطيه الفرصة بعد الاخرى ونصر على ان نتعامى بان هذا المدرب ما هو الا ورطة ابتلينا بها، ونحك رؤوسنا فنلتفت الى المدرب الوطني لانقاذنا أخيرا!! يأتي مدرب ويذهب آخر و»بطيخنا» لا يزال صعبا التنبؤ به وباحواله،،، يتدحرج منتخبنا في كل ميدان يتحدى أحدا يعرف ماهيته،،، اتى ممن نعتقد انهم عمالقة التدريب في العالم، ولكن في شهور قليلة نكتشف اننا امام مدربين فاشلين «يا سبحان الله»!! بعض المدربين اتعبوا خزائن اموالنا وأحرقوا آمالنا ورفعوا الضغط والسكر منذ وطئت اقدامهم بلادنا، واعلانهم تشكيلاتهم الغريبة لمنتخبنا كانت قاصمة للظهر وضحكوا علينا، وغادرونا «غير مأسوفين عليهم» وما ريكارد الا مثال سيئ!! بالرغم من تذمر الشارع الرياضي والاعلام الرياضي بكل عمله السيئ الا ان عناد الاتحاد السعودي جعله باقيا حتى انهار المنتخب وضاعت سمعته وهيبته في اكثر من نزال وبطولة!! واليوم «لوبيز» يكرر هذا الاخفاق حتى وان تأهل منتخبنا لنهائيات بطولة آسيا في استراليا العام القادم، الا ان ذلك كله كان بمجهود اللاعبين الذاتية من خلال تجاربهم وخبراتهم في البطولات السابقة،،، اخفاق «لوبيز» بدأ حيث انتهى الآخرون بتشكيل للمنتخب يعلوه الف سؤال وسؤال بين الغرابة والاستعجاب!! ثم باختياراته العجيبة لاماكن معسكراته، وطلب من يباريهم بدون مراعاة لاماكن البطولة التي يستعد لها او نوع البطولة التي سيلعبها! وما معسكره في لندن ولعبه مع استراليا لتجهيز المنتخب لبطولة كأس الخليج الا نتاج لافلاسه التدريبي والكروي وعدم احساسه بظروف كأس الخليج وطبيعتها!! وما يزيد الالم عند جماهير الأخضر العاشقة هو تجاهل مشاعرها من رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم واعضائه في قيادة المنتخب التدريبية، في ظل انحدار مستوى المنتخب وغرابة اختيار عناصره بل عناده وعدائه من نجوم كانوا أولى بالانضمام من لاعبين مستهترين يدعون الاصابة والمرض حتى لا يخدموا وطنهم الذي اعطاهم المال والشهرة!! بل أين اختيارات المدرب من خارج اندية الممتاز!!؟ بل كان الاتحاد السعودي لكرة القدم حيال هذا كله كمن لا يرى ولا يسمع حتى تصل المشكلة حدها الاعلى، فيتدخل أخيرا بعد أن اصبح لا أمل في الحل ولا في التصحيح فيتخذ بعدها خطوات متثاقلة لإقالة المدرب بعد خراب «مالطة»!! واليوم نحن على بعد خطوة من «طرد» لوبيز (ان لم يكن حدث فعلا) فقد عاث في المنتخب فسادا، واصبحت تدخلاته عجيبة غريبة مستهترا بمشاعر جماهير الاخضر، لا في تشكيل المنتخب وإخلاصه ولا في اعداده أو خططه أو تبديلاته اثناء المباريات او في استقرار اللاعبين وأماكن لعبهم وعطائهم، واصبحنا في وضع حرج لا يحسد عليه!!! ارجو الا نعيد تجارب استدعاء مدربي الفزعات الوطنيين بحجة ليس لدينا وقت، فنزج بمدربين وطنيين اعزاء علينا يجنون فساد من ذهب عنا من مدربين اجانب «اخترشوا» ما استطاعوا من اموال على حساب تاريخنا الرياضي المجيد!! انني فعلا سأتألم ان رأيت القروني أو الخالد أو المطلق أو غيرهم «يفزعون» في تكملة مشوار «البطيخ» السعودي الذي سيبقى لغزا محيرا حتى يرث الله الارض ومن عليها.